كشفت وحدة بحث بالمعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية اشتغلت على الظاهرة السلفية في تونس ان القاعدة هي احدى مصادر القرار لهذا التيار وكان هناك امكانية لان "يتتونس" هذا التيار. كما توصلت وحدة البحث التي تم تقديمها امس بمقر المعهد الى نتائج اخرى من امثال ان السلفية الجهادية في تونس لا تنتج افكارها من الداخل، واحداث العبدلية كانت مفصلية للتأسيس الفكري للظاهرة اضافة الى ان تيار السلفية الجهادية غير مهيكل وأحداث السفارة الامريكية كانت نقلة نوعية لهذا التيار.. وفي تقديم لوحدة البحث قال محمد الحاج سالم منسق الوحدة ان الاشتغال على السلفية الجهادية انطلق في نوفمبر 2012 وبمشاركة عدد من الباحثين في اختصاصات مختلفة ووضعت على اساسها خطت عمل تضمنت ثلاث مراحل وهي تجميع ادبيات السلفية بمختلف تياراتها وما كتب عن الظاهرة من الناحية الاكاديمية وتم الانطلاق في فهم الظاهرة وبنيتها التنظيمية واهداف ومواكبة مستجداتها. كما تم الالتقاء ببعض رموز التيار السلفي من دعاة وانصار والتحاور في مواضيع واهمها علاقة السلفية الجهادية والدولة وعقيدة الولاء والتيار الجهادي والبيعة لتنظيم القاعدة وفقا لمحمد الحاج سالم. وحسب منسق وحدة البحث فان الدراسة تناولت مجموعة من البحوث منها البحث في الخلفيات العقائدية والاديلوجية للتيار السلفي عموما والتيار السلفي الجهادي خصوصا ودراسة تاريخ هذا التيار في تونس قبل الثورة وبعد الثورة لرصد التحولات التي عاشها التيار بفعل مناخ الحرية بعد اطلاق سراح عدد من من منتسبي هذا التيار وتوجه قسم منهم الى التنظيم ضمن ما يعرف بانصار الشريعة التي اثبتت انها تنظيم اممي لا يخفي تبنيه ايديولوجيا تنظيم القاعدة واعتراف بزعمائها امثال ايمن الظواهري. شيوخ الجهاد.. والحاكميّتان الشرعية والسياسية وتحدث الحاج سالم عن الاطراف التي يحتكم اليها انصار التيار السلفي الجهادي فيما يتعلق بالحاكميّة الشرعية المستمدة اساسا من امثال شيوخ الجهاد امثال هاني السباعي وابو يحي الليبي وابو منذر الشمنقيطي وابو محمد المقدسي، اما الحاكمية السياسية فتستمد من تنظيم القاعدة. لا للتسليم بمقولة تونس أرض دعوى.. وفي تدخله اعتبر سامي ابراهم استاذ حضارة وباحث ضمن الوحدة انه لا يمكن التسليم بما يردده انصار الشريعة بان تونس ارض دعوى وليست ارض جهاد لانه في اي وقت كان يمكن ان تصدر فتوى لتصبح تونس ارض جهاد لاعتقادهم التام بان الجهاد قادم لا مجال بين الحق والباطل، مضيفا ان انصار الشريعة هو اختراع تونسي. وووفقا لما جاء في نتائح الدراسة فان جماعة أنصار الشريعة بتونس كانت تعتمد ما على استرايتجية المعروفة في الاوساط الجهادية والتي كتب عليها الجهادي والمنظر أبو بكر ناجي في كتابه "إدارة التوحش: أخطر مرحلة ستمر بها الأمة.. وتنقسم ادراة التوحش الى ثلاث مراحل اولها مرحلة "النكاية والانهاك" وبعدها مرحلة "ادارة التوحش "ثم مرحلة "شوكة التمكين". البحث عن بديل ثوري.. وحسب طارق الكحلاوي مدير عام المركز التونسي للدراسات الاستراتيجية فان بعض انصار الشريعة الذين تم التحاور معهم في اطار الاشتغال على البحث كانوا صريحين وجادين في اقامة ثورة اخرى اطلقوا عليها "البديل الثوري".