سجلت خلال الأسابيع الأولى من السنة الدراسية أربع إصابات بفيروس الالتهاب الكبدي صنف – أ- في صفوف التلاميذ ثلاث منها بالقصرين وواحدة بنابل. ونظرا لتعدد الإصابات بهذا المرض في السنوات الأخيرة بسبب تدهور مصادر المياه داخل عدد من المدارس أو بمحيطها. وإزاء التدهور الفادح للمشهد البيئي العام وانخرام قواعد الصحة والنظافة في مختلف الأحياء والمناطق السكنية ما يشكل خطرا حقيقيا على سلامة وجودة الموارد المائية لا سيما بالمناطق النائية التي تفتقد لمصادر مياه شرب مراقبة فإن نسبة الاختطار في الإصابة بالفيروس الكبدي تزداد تواترا بها ما لم تتخذ إجراءات عاجلة وفاعلة لحماية منابع المياه من التلوث وتجديد شبكات المياه بالمدارس ولكن أيضا دعم الوعي العام بأسباب التوقي من الإصابة. ومن هذا المنطلق تتأكد أهمية التركيز على محور"الوقاية من الإلتهاب الكبدي الفيروسي "كعنوان رئيسي لتظاهرة اليوم الوطني لنوادي الصحة المدرسية يوم الجمعة 15 نوفمر الجاري وفتح حلقات الحوار حول الموضوع ضمن حصص الدرس. وعلى أهمية هذا المحور الذي يشكل على صعيد المشهد الصحي العام أحد الملفات الصحية ذات الأولوية فإنه مع تداول الحديث عن أمراض أخرى تبرز عدواها في الوسط المدرسي بحكم عامل القرب والتعايش الجماعي في فضاء مغلق مثل الجرب والقمل فإنه يتعين تفعيل أنشطة نوادي الصحة المدرسية والتركيز على تناول هذه المواضيع لبث ثقافة صحية في صفوف التلاميذ تعتمد على دعم الوعي الصحي لتجنب العدوى وكيفية التعاطي مع المرض والتعرف على مصادر الإصابة لتفاديها. وحسب حصيلة رسمية لدى إدارة الصحة المدرسية والجامعية فإن عدد الإصابات بالجرب كانت إلى غاية الأسبوع قبل الماضي في حدود 189 حالة. وتسجيل 35 حالة بالنسبة للقمل. وسجلت 58 حالة تسمم غذائي. ولئن تؤكد مصادر الصحة المدرسية على أن الوضع الراهن لا يعتبر شاذا أو استثناء فإن متابعتها مستمرة والتدخل العلاجي مضمون ومتاح. وتبقى إعادة الروح لأنشطة النوادي المدرسية ضرورة ملحة بعد أن تلاشى دورها في خضم الوضع العام الذي تشهده البلاد بعد الثورة وألقى بظلاله على المؤسسة التربوية.