يمر اليوم 190 عاما على وصول أول رحالة من روسيا الى تونس مطلع القرن ال19.. وهي رحلة تلتها رحلات مماثلة مثلما تشهد على ذلك كنائس ورموز روسية في العاصمة ومدن تونسية متفرقة مثل بنزرت.. تتعايش في ربوع بلادنا مع معالم ثقافية ودينبة أمريكية وأوربية وافريقية وعربية متفرقة.. روسياوتونس تحييان هذا الحدث من خلال استقبال الباخرة الروسية العملاقة ( بالادا ) هذه الايام..على غرار عدد كبيرمن البواخر العربية والدولية التي تتوقف باستمرار في الموانئ التونسية.. تكريسا لانفتا ح الشعوب على بعضها.. ولمبدأ التواصل وتبادل التجارب بين قيادات جيوشها وممثلي مختلف الثقافات والمجتمعات.. والجيش التونسي الذي يتواصل منذ عقود مع زملائه في اوربا والولايات المتحدةوروسيا والعالم العربي يوفر لنفسه دون شك بمثل هذه المناسبات فرصا لمزيد الانفتاح على الاخر..شرقا وغربا.. من بواخرالدول الاعضاء في الحلف الاطلسي الى بواخر روسيا والدول المنتمية سابقا الى الطرف المقابل.. أي الى حلف فرصوفيا.. ومن خلال مشاركات شخصية في عدد من الندوات العلمية والاستراتيجية الدولية اكتشفت استفادة ممثلي وزارة الدفاع التونسية من فرص احتكاكها بالاخر ..ومن تبادل الزيارات والدورات مع نظرائهم في العالم أجمع ..كما اكتشفت أن قادة الجيوش عموما وعناصر البحرية أكثراطلاعا على ثقافتنا وفهما لحضارتنا ولمشاغل شعوبنا من كثيرمن السياسيين والأكاديميين والديبلوماسيين الذين يزعمون "التخصص" و"فهم كل شيء" عنا .. وهم أبعد ما يكون عن الواقع.. مثلما كشفته الاخطاء العسكرية الامريكية والاطلسية في الخليج عامة وخاصة في العراق وافغانستان وفلسطين.. في مكتبات القيروانوتونس التاريخية تراث هائل عن أدب الرحالة العرب والمغاربيين.. وتجاربهم.. وهوتراث يؤكد عمق عقلية الانفتاح عند التونسي والعربي.. على الاخر.. مهما كانت تناقضاتنا معه..