آمال كبيرة تعلق على ثاني زيارة يؤديها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى تونس خلال عام في سياق رغبة مشتركة في فتح علاقات البلدين والتعاون بينهما على آفاق جديدة تأخذ بعين الاعتبار التغيرات في العالم جيواستراتيجية كانت أو اقتصادية وتعمل على التوصل إلى شراكة متميزة خصوصا أن الجانب الفرنسي حافظ على علاقات وثيقة باستثناء ما اعتراها من توترات في عهد الحكومات الاشتراكية. والرئيس ساركوزي الذي أظهرت خياراته ومواقفه مدى تفضيله البراغماتية وحرصه على التجديد في سياسته داخليا وخارجيا وجد في التعاون الأورومتوسطي أفضل وسيلة لتفعيل العلاقات بين ضفتي المتوسط وإضفاء النجاعة عليها لما فيه مصلحة بلدان المنطقة التي رغم اختلاف أوضاعها وأولوياتها معنية بالتعاون والبحث عن سبل جديدة للشراكة لذلك كانت تونس من أوائل البلدان التي رحبت بمبادرة الرئيس الفرنسي إقامة «الاتحاد من أجل المتوسط». ولذلك ينتظر مواصلة تكثيف التعاون بين تونسوفرنسا خصوصا في مجالات تبدو تقليدية مثل الهجرة والمبادلات التجارية ومزيد تطوير مشاريع الشراكة في مجالات البيئة والبيوتكنولوجيا والبحث العلمي وتكنولوجيات الإعلام والاتصال بما يفيد البلدين وذلك على أسس الاحترام المتبادل والعمل في نفس الوقت على توسيع التعاون والشراكة في إطار متوسطي بما يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة . ولا شك أن المحادثات المنتظرة بين الرئيسين بن علي وساركوزي ستفتح آفاقا للعلاقات من شأنها دعم المشاريع التنموية في تونس وتشجيع رجال الأعمال على إقامة مشاريع عبر الاستفادة القصوى من البنية التحتية والتطور الذي يشهده قطاع الخدمات إضافة إلى قرب تونس من الضفة الشمالية وخصوصا من فرنسا. إن هذا الطابع النموذجي الذي يميز العلاقات التونسية الفرنسية معني بأن يجد دوما إرادة مشتركة تنحو نحو الأفضل سواء على الصعيد الثنائي أو على الصعيد المتوسطي وأن لا تعطل التفاصيل مهما كان نوعها المسيرة الأورومتوسطية في صيغتها الجديدة حيث أن هناك تعويلا على فرنسا بأن تكون المدافعة عن جدوى الحوار وأهدافه بين الضفتين نظرا لعلاقاتها التاريخية مع الضفة الجنوبية. ولئن برهنت التحولات في العالم أن الخيارات والمصالح تحتم في أغلب الأحيان تغيير السياسات فإن التعويل على العلاقات التاريخية بين تونسوفرنسا والتفاؤل بالمستقبل خير ضامن لمواصلة التعاون والشراكة بين بلدين يجمع بينهما الفهم والتفاهم والتفهم وهي عناصر لا يمكنها إلا أن تعزز التعاون والشراكة بما يحفظ مصالح الجانبين.