يتابع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم زيارة دولة بدأها أمس الى تونس تلبية لدعوة من الرئيس زين العابدين بن علي الذي نوه في حديثين للصحافة التونسية والفرنسية أدلى بهما بالمناسبة بالصبغة الاستراتيجية للشراكة التونسية الفرنسية وبالجهود التي تبذلها تونسوفرنسا لدعم المسار الأوروبي المتوسطي ومشروع الاتحاد من اجل المتوسط.. الذي من المقررأن يعلن رسميا عن احداث الياته بمناسبة القمة المقرر تنظيمها في باريس في ال13 من شهر جويلية القادم بحضور رؤساء الدول والحكومات في 39دولة أوروبية ومتوسطية أوممثلين عنهم. ومن المقرر أن تسفر القمة التونسية الفرنسية الجديدة عن ابرام عدة اتفاقيات اقتصادية من بينها صفقات تهم بالخصوص قطاعي النقل والطاقة.. في سياق تجديد الاسطول الجوي لشركة الطيران الحكومية «الخطوط التونسية».. ودعما لجهود تونس التي أصبحت مستوردا للنفط والغاز لارساء مؤسسات مختصة في الطاقات البديلة وبينها الطاقة النووية السلمية. .. يضاف الى كل ذلك المباحثات الاقتصادية والفنية والديبلوماسية التي ستنظم بين وفدي البلدين الرسميين والتابعين للقطاع الخاص بمناسبة المنتدى الاقتصادي الكبير الذي سيحضره أكثرمن مائة من كبار ارباب المؤسسات الفرنسية مع نظرائهم التونسيين. هذه المحادثات الاقتصادية المهمة تدعم ما ورد في تصريح الرئيس بن علي لصحيفتي "لابريس" ولمجلة "افريقيا اسيا " الفرنسية عن جهود الجانبين لدفع الاستثمارات المشتركة بهدف المساهمة في معالجة بعض المشاكل الاجتماعية والتنموية والاقتصادية في البلدين وفي الحوض الغربي للمتوسط خاصة.. ومن بينها مشاكل بطالة الشباب في تونس الذي تعتبر حكومتا البلدين أن الاستثمار هو الحل الامثل للحد منها وللقضاء على الاسباب العميقة للتطرف والجريمة المنظمة والاتجار في المخدرات والهجرة غيرالقانونية بين ضفتي البحر الابيض المتوسط.. ورغم صغرحجم تونس مقارنة بجارتيها الجزائر والمغرب فانها تحتل المرتبة الاولى بين شركاء فرنسا المغاربيين تجاريا.. فقد تجاوزت قيمة المبادلات التجارية في الاتجاهين العام الماضي لاول مرة ال7 مليار أورو.. واصبح الميزان التجاري لصالح تونس بفضل نحو 1300 مؤسسة تصدير فرنسية مشتركة احدثت في تونس التي نوه الرئيس الفرنسي ساركوزي ومستشاره المغاربي عبد الرحمان دحمان في حديث للصحافة التونسية باستقرارها الاقتصادي والامني والسياسي.. فيما رشحها المستشار لاستضافة البنك الاورو متوسطي المزمع تاسيسه بعد قمة باريس في جويلية. وسيكون ملف تاسيس هذا الاتحاد المتوسطي على راس الملفات السياسية التي سوف يبحثها ساركوزي في تونس التي رشحتها مؤسسات فرنسية وأوروبية ومغاربية عديدة لاستضافة سيكرتيرية هذا الاتحاد في مكتب جنوب المتوسط. إن علاقات تونس وباريس كانت ولا تزال مميزة واستراتيجية والقمم الثنائية لا يمكن الا أن تدعمها.. خدمة لمصالح الشعبين.. والشارع التونسي ونخبه ينتظرون من هذه القمة مبادرات فرنسية رمزية أكثر جرأة لدعم الاستثمار الفرنسي المباشر في تونس.. مما سيساهم في تخفيف حدة مشكل البطالة في صفوف الشباب.. كما ينتظرون مبادرات سياسية وقنصلية رمزية تكرس العلاقات الثقافية المميزة بين الشعبين.. وتسهل حركة تنقل المسافرين ورؤوس الاموال والسلع في الاتجاهين.