أسفرت زيارة الدولة التي أداها الرئيس الفرنسي الى الشقيقة المغرب عن ابرام اتفاقيات تعاون عديدة كشف الرئيس الفرنسي ساركوزي للصحفيين أن قيمتها تحوم حول 3 مليار أورو (أي أكثرمن 5 مليار دينار تونسي) نسبة منها لتطوير أسطول النقل الحديدي بين مدينة طنجة شمالي المغرب ومدينة الدارالبيضاء.. أي أن من أبرز نتائج زيارة ساركوزي صفقة تجارية لبيع قطارات فرنسية من نوع "تي.جي.في" الى المملكة المغربية. زيارة الرئيس الفرنسي الى المغرب والتي ستليها زيارة دولة مماثلة يؤديها ساركوزي الى الجزائر ثم الى تونس تكتسي أهمية سياسية واستراتيجية كبيرة من حيث دعم جهود بناء الاتحاد المتوسطي.. إلا أن أهم ما يتضمنه جدول أعمالها صفقات اقتصادية بين فرنسا وشركائها المغاربيين التقليديين الثلاثة. إن الديبلوماسية أصبحت اليوم مرتبطة بخدمة المصالح الاقتصادية لمختلف الاطراف.. ومن الطبيعي أن تحرص كل دولة على توظيف المواعيد السياسية ولقاءات كبار الساسة لتحقيق مكاسب اقتصادية وتطوير بنيتها الاساسية وفتح آفاق جديدة للشراكة بينها وبين الطرف المقابل. ومهما كانت جهود تنويع الشراكة الاقتصادية للبلدان المغاربية مهمة جدا فإن علاقاتها مع فرنسا ومع بقية بلدان الاتحاد الاوروبي لا تزال في الصدراة.. لاسباب عديدة منها العوامل التاريخية والهيكلية والجغرافية. وبعد أن حققت بلدان جنو ب المتوسط ومنها تونس مكاسب عديدة من انخراطها في مساري برشلونة 1 و2 أي الشراكة مع الاتحاد الاوروبي ثم سياسة الجوار فان من حقها ومن واجبها اليوم أن تسعى لتفعيل فرص أنجع للشراكة خدمة لمصالحها.. ليس فقط كدول موردة للصناعات الاوروبية، بل كذلك كطرف مصدر للخدمات والبضائع والموارد البشرية في اتجاه الشمال. إن تفعيل العلاقات المغاربية الفرنسية والمغاربية المتوسطية ينبغي أن يخدم أولا مصالح دول جنوب المتوسط وشعوبه.. وفي هذا السياق قد يكون من مصلحة الدول العربية المطلة على البحر الابيض المتوسط دعم المشروع الفرنسي الذي يهدف الى بناء الاتحاد المتوسطي.. عسى ذلك الاتحاد يساهم في تجسيم مشروع بناء المنطقة الاقتصادية الحرة جنوب جنوب.. حتى لا تكون الشراكة الاقتصادية في المنطقة عمودية فقط، بل تتطور في نفس الوقت فرص الشراكة الأفقية العربية العربية، خدمة لمصالح الاجيال القادمة..