صفاقس: تواصل الحملة الجهوية التضامنية لتجميع الكتب والأدوات المدرسية    ارشاد المستهلك: دعوة لمقاطعة لحم الضأن فوق 43 دينارًا! وتطالب الوزارة بالتدخل    إلى حدود اليوم: نسبة امتلاء السدود تتجاوز 41 بالمائة.    بالأرقام: ارتفاع صادرات زيت الزيتون المعلّب    من 29 إلى 31 ماي : مهرجان جازيت لموسيقى الجاز العالميّة ينتظم في دورته الأولى.    مشاركون في ورشة لتعديل المشهد السمعي البصري يجمعون على الحاجة لإرساء هيئة تعديلية    قطر تنتدب مسعفين تونسيين    حالة الطقس هذه الليلة..    كاتب الدولة للمياه بقفصة يؤكد ان 90 بالمائة من التعهدات التي أقرت للجهة لتحسين انتظامية التزود بالماء الصالح للشرب أنجزت    السعودية تعلن الأربعاء غرة ذي الحجة والجمعة 6 جوان أول أيام عيد الأضحى    عاجل/ سوريا تُجري محادثات مباشرة مع اسرائيل    عاجل/ هذا ما تقرّر في "قضية التآمر 2"    خبراء لغة الجسد يفنّدون رواية ماكرون عن الصفعة التي تلقّاها من زوجته    أولمرت: "إسرائيل" ترتكب جرائم حرب في غزة    عاجل/ نهائي كأس تونس: اجتماع أمني يُقرّ هذه الاجراءات    وليد الركراكي يكشف عن لائحة المنتخب المغربي لمواجهتي تونس والبنين الوديتين    ب5 دنانير فقط: احجز مكانك لمتابعة نسور قرطاج ضدّ بوركينا فاسو في رادس!    قفصة: توفّر 59 ألفا و500 رأس من الأضاحي    الحماية المدنية تدعو إلى التقيد بإجراءات السلامة خلال رحلات التنزه    جمعية "المسعف الصغير" تنظم يوم الأحد المقبل الدورة الثانية من مهرجان أوسكار المسعف الصغير للأفلام القصيرة    تلميذ 14 سنة يترك رسالة لعائلته ويغادر المنزل..ما القصة..؟!    نحو اقامة نهائي بطولة الرابطة المحترفة الثانية في 3 او 4 جوان القادم بأحد ملاعب ولاية سوسة    الاتحاد المنستيري: المواجهة الرابعة ضد الإفريقي لم تنته بعد    خلال لقاء بين وزير السياحة وسفير سويسرا: الاتفاق على تنظيم ملتقى يجمع كافة الفاعلين في القطاع    اليوم تحري هلال ذو الحجة..    جريمة مروعة/ قدم للاصلاح بينهما فأنهى حياته: شاب يقتل والد زوجته طعنا بالسكين..!    دراسة: الجلوس لفترات طويلة قد يسبّب الزهايمر    هل تعرف من يذبح أضحيتك؟ شروط الذابح الشرعي في عيد الأضحى حسب فقه المالكية    بسبب المشروبات الغازية: طبيب يستخرج 30 حصوة من كلية رجل    من هو والي جندوبة الجديد الطيب الدريدي ؟    تحذير لمحبي ''الدلاع'': شرب هذا المشروب مباشرة بعد تناوله خطر!    الكاف: استعدادا للامتحانات...حالة طوارئ لدى العائلات    5 نصائح لتلاميذ الباكالوريا من غير توتر ولا ضغط    هل يُمنع قصّ الشعر والأظافر في العشر من ذي الحجة؟ إليك الجواب الشرعي الواضح    وزارة الاسرة والمرأة تعلن فتح باب الترشح للجائزة السنوية لمنظمّة المرأة العربيّة للفتاة العربية والتكنولوجيا لسنة 2025    عاجل/ تهم الانتدابات: رئيس الدولة يسدي هذه التعليمات…    عاجل : فضيحة لحوم تهز هذه الدولة... تفكيك شبكة واعتقال متورطين    ما تغامرش بفلوسك... كيفاش تعرف أضحية العيد السليمة؟    الكوتش وليد زليلة يكتب... طفولة على حافة القلق: من يُنصت لمَا لا يُقال؟    توزر...الدورة الثانية ل«كتاتيب الجريد» إشعاع المستقبل    سيدي بوزيد...الملتقى الجهوي للكورال    الخارجية الروسية تعلّق على "صفعة ماكرون": "كف الكرملين"    بطولة المانيا : هدف قاتل ينقذ هايدنهايم من النزول وينهي حلم إلفرسبرغ في الصعود    تنس: أنس جابر تدخل اليوم غمار بطولة رولان غاروس    رسالة غامضة من رونالدو تثير الجدل: ''انتهى هذا الفصل والقصة لا تزال تُكتب''    متى يبدأ التكبير في عشر ذي الحجة؟...تعرف على أنواعه ومواعيده    محرز الغنوشي يوجه رسالة: ''الوخيان الفلاحة ينجمو يتوكلو على ربي.. طقس متاع حصيدة ڨرط''    مرصد الطقس والمناخ: لا أمطار مرتقبة خلال الأسبوعين القادمين    وزير الصحة السعودي: الحالة الصحية للحجاج مطمئنة ولا تفشيات وبائية    إقبال كثيف على سوق الدواب بقبلي وانخفاض في أسعار الأضاحي    باردو... في مسابقة التلاميذ سفراء المتاحف والمعالم الأثرية.. تتويج التلميذتين إسلام السياري من باجة ونهر الوحيشي من المهدية    أميركا: قتيلان وجرحى في إطلاق نار في منتزه    "وول ستريت جورنال": ترامب يفكر في فرض عقوبات إضافية ضد روسيا    محافظا البنكين المركزيين التونسي والعراقي يوقعان مذكرة تعاون لتعزيز أطر العمل المشترك وترسيخ مبادئ التكامل المصرفي    رئيس الدولة يؤكد لدى استقباله وزير الشؤون الاجتماعية إيفاء العمال حقوقهم كاملة سواء في القطاع العام او في القطاع الخاص    الدورة السادسة من المهرجان الدولي للسينما البيئية بقابس من 31 ماي إلى 3 جوان 2025    رشيدة مسقط: 'مالطا فرصها قريبة... والتوانسة ينجموا ينجحوا فيها'    تامر حسني يوجه رسالة تحذيرية إلى جمهوره    









ما الذي سيتغير بعد قمة باريس؟
تونس الاتحاد المتوسطي:
نشر في الصباح يوم 15 - 07 - 2008

تونس الصباح : شاركت تونس بوفد رفيع تراسه رئيس الدولة زين العابدين بن علي في القمة التاسيسية للاتحاد من أجل المتوسط التي نظمت في العاصمة الفرنسية باريس بعد ظهرأول أمس الاحد ..
بحضور قياسي من رؤساء الدول والحكومات ووزراء الخارجية رغم التحفظات الكبيرة على المشروع الفرنسي الأولي من قبل عدد من أبرز صناع القرار في أوروبا ودول جنوب المتوسط. لكن ماذا تغيربعد قمة باريس الاورو متوسطية؟
وما الذي سيتغير في العلاقات التونسية الاوروبية والمغاربية الاوروبية بعد الاعلان عن ميلاد آلية جديدة للشراكة والتعاون الاقليمي "مكملة لمسار برشلونة" حسب البعض ، و" بديلة عن برشلونة " حسب البعض الاخر؟
وهل ستجد التوصيات الصادرة عن الخبراء ووزراء الخارجية العرب والاورومتوسطيين قبل القمة طريقها الى المتابعة ؟
يجدر التذكيرأولا بان تونس كانت من أول الدول وأكثرها ترحيبا بالمبادرة الفرنسية في سياق تفاعلها المعهود مع كل المبادرات الاقليمية والدولية التي تهدف الى تحسين ظروف عيش البشرية ودعم الاستقرار والامن في العالم.. والى المساهمة في دفع سيناريوهات التنمية الشاملة في تونس وفي المنطقة .. وفي هذا السياق كانت الديبلوماسية التونسية ولا تزال الاكثرمغاربيا حرصا على التنويه بالمشروع المغاربي وعلى الانخراط في كل المناطق الا قتصادية الحرة الاقليمية ..انطلاقا من عدة خيارات سياسية من بينها الرهان على خيار تقاطع المصالح الاقتصادية ..وعلى الاستفادة من فرص الشراكة مهما كانت محدودة وظرفية اذا لم تتعارض مع ثوابت السياسة الخارجية التونسية .
آلية مالية بشروط تفضيلية
وقد دعا رئيس الدولة في الكلمة التى القاها يوم الاحد فى قمة "مسار برشلونة :الاتحاد من اجل المتوسط" الى ضرورة "تفعيل مبدا التضامن بين البلدان المتوسطية بهدف تنفيذ مشاريع ملموسة تدعم قدرات البلدان المتوسطية الاكثر هشاشة على التعاطي مع التغيرات المناخية."
وتضمنت كلمة رئيس الدولة ثقة بان "فضاء الاتحاد يتيح فرصا حقيقية لنقل التكنولوجيات باتجاه بلدان الجنوب وارساء آليات مالية مناسبة بشروط تفاضلية ". وفي صورة تفاعل قادة الاتحاد الاوروبي مع هذا النداء يمكن للاتحاد المتوسطي أن يبدأ بصفة فعلية تكريس الشعارات الطموحة التي ترفع هنا وهناك منذ برشلونة 1995 حول الشراكة الاورومتوسطية في ابعادها الاقتصادية والاجتماعية والامنية.. لأنه لا استقرار ولا تقدم في دول جنوب المتوسط دون برامج تمويل أوروبية للتنمية في دول الجنوب قولا وفعلا..على غرار ما فعلت "الدول المؤسسة " للاتحاد الاوروبي مع بلدان أوروبا الشرقية والوسطى والشمالية ..
كما دعت كلمة الرئيس بن علي أمام 43 رئيس دولة وحكومة الى "احداث مركز متوسطي لنقل التكنولوجيا وفي مقدمتها ما يتصل بالطاقات البديلة والمتجددة وتحلية مياه البحر واستخدام التكنولوجيا الدقيقة ".
القمة الثانية
لكن ما الذي ستجنيه تونس عمليا من الاتحاد من اجل المتوسط أي من الصيغة الجديدة للشراكة الاورومتوسطية ؟
وهل ينتظرأن يقدم "مسارباريس" اضافة نوعية على " مساربرشلونة " الذي يتعرض منذ سنوات الى انتقادات لاذعة تسببت في تغيب كل الرؤساء العرب المعنيين به عن القمة الاورومتوسطية الاولى ببرشلومة 2 في نوفمبر2005 ( اذا ما استثنينا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس) ؟؟
وما الذي تغير حتى يتغيب غالبية القادة العرب عن القمة الاوروبية الماضية في برشلونة ويحضروا قمة باريس ؟
وهل يتعلق الامر فعلا بحدث سياسي اقليمي ودولي سيؤثر كثيرا في مستقبل المنطقة أم بمجرد " حدث إعلامي " و"بروتوكولي " أراد من ورائه القادة الاوروبيون والعرب مجاملة الرئيس الفرنسي الجديد نيكولا ساركوزي ..الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي و" للاتحاد من أجل المتوسط "؟؟.
أليس الحضور رفيع المستوى في قمة باريس مجرد رهان على كسب ود رئيس متحمس قد يكون خلال العشرة أعوام القادمة شريكا اقتصاديا وسياسيا مهما لكل دول المنطقة.. من خلال رئاسة فرنسا.. العضو الدائم في مجلس الامن الدولي وفي الحلف الاطلسي ..والشريك التجاري والعسكري والامني الاول ل 4 دول مغاربية ؟
تعديل مشروع ساركوزي الاولي
البيان الختامي لقمة باريس وكلمات غالبية الرؤساء وعلى رأسها كلمة تونس من بين المؤشرات الواضحة على أن المؤتمر التاسيسي للاتحاد من أجل المتوسط لا ينبغي أن يحمل أكثرمن جدول أعماله : التاسيس ..والتاسيس فقط ..
إن المشروع المتوسطي الطموح الذي عبر عنه نيكولا ساركوزي المترشح للرئاسة و الرئيس المنتخب فور اعلان النتائج ثم الرئيس المباشرخلال زياراته للدول المغاربية كان أرحب بكثيرمن النقاط الواردة في البيان الختامي وفي الخطاب الافتتاحي للرئيس الفرنسي.
فقد سقطت نقاط مهمة وردت في المشروع الاصلي وفي خطاب ساركوزي في طنجة من بنيها ملفات الطاقة والامن والشراكة السياسية الشاملة واحداث آليات اضافية للشراكة الاقتصادية .. كما وقع التخلي نهائيا عن دوافع تقديم المشروع الفرنسي كما عبر عنه مهندسوه الاوائل ومن بينها الانطلاق من استنتاجين رئيسيين هما:
" فشل " مسار برشلونة وعدم التوازن في سياسة بروكسيل خلال تعاملها مع دول الجوار الاوروبية ( الحالية والسابقة ) ونظيرتها في جنوب المتوسط ..
أولويات الجانبين
لكن " المسكوت عنه " في قمة باريس .. وأحد ابرز عوامل نجاحها في استضافة قمة أوروبية متوسطية هي الاولى من نوعها تاريخيا من حيث نسبة التمثيل هو تفاعل كثيرمن دول جنوب المتوسط والساسة الاوروبيين مع الاهداف السياسية الطموحة التي عبر عنها مشروع ساركوزي .. وعلى راسها مشاركة دول ضفتي المتوسط في رسم توجهات سياسة الشراكة واولوياتها عوض فرضها من قبل بروكسيل على دول الجنوب مثلما حصل في التمشي السابق .. الى جانب اخذ أولويات الجانبين الامنية والسياسية والتنموية بعين الاعتباروليس اولوية الجانب الاوروبي وحده .. مع تفهم الصبغة الاسراتيجية لتسوية شاملة لملفات الصراع العربي الاسرائيلي.. وهو ما بدا ساركوزي مصرا عليه في كل تحركاته .. بما في ذلك خلال زيارته للكنيست الاسرائيلي حيث أعرب عن دعم كامل لاسرائيل أمنيا وسياسيا لكنه طالب قادتها باحترام عروبة القدس الشرقية وحق الشعب الفلسطينيين في دولة مستقلة وبوقف الاستيطان .. الخ.
وجاءت مصالحة باريس مع دمشق ومشاركة الرئيس بشار الاسد في القمة وفي محادثات رفيعة أجراها مع قادة العواصم الاوروبية في باريس مع تواجد رئيس الوزراء الاسرائيلي أولمرت لتؤكد وجود ارادة سياسية من قادة فرنسا وشركائها الاوروبيين للخروج من سلبيتهم في التعامل مع الملف الاسرائيلي.. وعلى " منافسة " واشنطن في جهود التسوية والسلام..
مسار طويل
لكن رغم كل الرسائل الايجابية التي أطلقتها قمة باريس فانها لم تكن مؤهلة في ظل ميزان القوى الحالي لان تغير جوهريا التوازنات السياسية والجيو استراتيجية الاوروبية والاقليمية ..فيما يتعلق بالملف العربي الاسرائيلي ومطلب مزيد الدعم الاقتصادي لدول جنوب المتوسط كي تنجح في مكافحة البطالة والفقروالتخلف والتضخم والجريمة المنظمة والعنف والتطرف..
فقد أجلت قضايا خلافية عديدة ومن بينها مقرالامانة التنفيذية الجنوبية الى مواعيد لاحقة بينها الاجتماع القادم لوزراء خارجية الدول الاورومتوسطية في نوفمبرالقادم ..
وحسب جل الخبراء فان الامريتعلق بمسارطويل المدى ..وليس بمقررات عملية ستغيرالمعطيات جوهريا على المدى القصير..
وبالنسبة لتونس وبقية الدول المعنية بمسار برشلونة وسياسة الجوارو"خطة العمل" Plan d 'action فليس مطروحا حصول تغييرات جوهرية في مستوى الآليات ذات الصبغة المالية والاقتصادية والسياسية ..لأن قمة باريس نظمت بعد قرار من مجلس الرئاسة الاوروبي ومن اللجان التحضيرية التابعة لبروكسيل والتي اعتبرت أن "مسار الاتحاد من اجل المتوسط يعني حاليا دعم مسار برشلونة .. وليس بديلا عنه "..
لكن درجة تحسين استفادة دول جنوب المتوسط من الفرص السياسية والاقتصادية الجديدة التي احدثتها قمة باريس مرتبطة بعدة عوامل من بينها نجاح التنسيق والتشاور العربي العربي ..وتفاعل مقترحات دول جنوب المتوسط مع روح " قمة باريس " .. بعيدا عن الخلافات الثنائية القديمة وعن المزايدات الاعلامية ..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.