شاهدت مؤخرا شريطا تلفزيا أمريكيا رائعا يكشف تغير تقييم تيار عريض من المثقفين والشباب والجامعيين الامريكيين لحروب ادارة بوش الابن في العالم وخاصة في افغانستان والعراق .. الفيلم يحمل تسمية طريفة " أسود و خرفان" Lions for Lambs" .. نجاح الفيلم ارتبط بتشريك نجوم بارزين في السينما الامريكية فيه مثل توم كروز وديريك لوك وروبرت ردفورد ومايكل بينا .. Tom Cruise, Meryl Streep, Robert Redford, Michael Pe#0241a, Derek Luke الشريط الطويل نقل مشاهد عاطفية ووجدانية وأخرى عن حياة بعض الساسة وعلاقاتهم الانتهازية بالاعلام وببعض الصحفيين والصحفيات ..لتبريرحرب قاتلة..من بين ضحاياها شباب أمريكي ترك الجامعة ..فكان مآله مكافحة الثلوج العاتية و" النيران الصديقة " التي كانت تطلقها عليه القوات الامريكية.. بعد تعليمات من عضو في الكنغرس مرتبط ببوش كان يستعد للترشح للرئاسة.. فكانت النتيجة الخلط بين الاصدقاء والاعداء.. بين المجنديين الامريكيين التائهين و" الاعداء".. و" القاعدة " و" طالبان "؟؟.. الفيلم تنقل بين اروقة جامعة حيث كان استاذ يحاول عبثا اقناع طلبته الشباب بشرعية الحرب في افغانستان وفوائدها.. فيما سعى عضو الكنغرس الطامع في البيت الابيض الى دفع صحفية معارضة للحرب الى مساندته ودعم خيار الموت.. لكنها رفضت بعقلها ووجدانها وملامح وجهها الحزين ونظراتها الاستنكارية الصادقة واسئلتها المحرجة.. ثم اعتذرت لرئيسها في الشغل عن تنفيذ أوامره وهي في ال65 من عمرها.. ورفضت نشر الحوار أصلا.. هذا الفيلم الامريكي ليس الاول من نوعه الذي نقل للراي العام الامريكي والعالمي صورة عن " أمريكا الاخرى".. أي عن المجتمع الامريكي وجامعاته وشبابه المعارض لخيارالموت.. والانتقام.. وقتل الابرياء.. " ثأرا " لضحايا جريمة تفجيرات 11 سبتمبر.. أو غيرها.. هذا الفيلم يكشف أن معارضة الحرب تعدت صالونات السياسة وشملت الشباب والمثقفين وصناعة السينما.. وهو يبرهن أن سلاح المثقفين والاعلاميين كان وسوف يبقى أخطر وأهم بكثير من أسلحة الدمار الشامل ومليارات لوبيات تجارة السلاح والنفط والمخدرات في العالم اجمع..