تونس - الصباح: تمثل فرنسا الشريك الاقتصادي الأول لتونس حيث تعد الشريك التجاري الأول والمستثمر الأول خارج عمليات الخوصصة والطاقة والممول الأساسي لتونس والسوق السياحية الأولى وقد دعا الهادي الجيلاني رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة في هذا السياق الجانبين التونسي والفرنسي إلى مزيد العمل جنبا إلى جنب لفائدة علاقة تونسية فرنسية متوازنة ومتينة وذلك لدى افتتاحه المنتدى الاقتصادي التونسي - الفرنسي يوم أمس والذي انتظم من قبل اتحاد الأعراف التونسي بالتعاون مع نظيره الفرنسي على هامش الزيارة التي يؤديها رئيس فرنسا نيكولا ساركوزي لتونس. وتنصهر الشراكة الاقتصادية التونسية الفرنسية في مجال الشراكة مع الاتحاد الأوروبي ولكن «لا يمكننا اعتبار فضاء اقتصادي موحد متكوّن من منطقة تبادل حر للسلع فقط بل يتعين أن يرافق هذا التبادل التجاري حرية تنقل الأشخاص» حسب الهادي الجيلاني. وأفادت لورانس باريسو رئيسة اتحاد الأعراف الفرنسي من جانبها أن تونس كانت سباقة على بلدان جنوب المتوسط في عديد المجالات من بينها إقامة شراكة تجارية مع الاتحاد الأوروبي والنهوض بالتنمية المستديمة. ورافق باريسو في زيارتها لتونس وفد متكوّن من نحو 100 رجل أعمال تربطهم علاقة وطيدة مع تونس فمنهم من ولدوا بتونس وقد صرحت رئيسة اتحاد الأعراف الفرنسي بأن هذا التشابك في العلاقات بين التونسيين والفرنسيين هو العامل الأساسي لتعريب العلاقات الاقتصادية بين البلدين. كما دعت باريسو الى تظافر الجهود لإقامة الاتحاد من أجل المتوسط وبينت أن هذا الاتحاد لهو بالأمر البديهي وأن الناشطين الاقتصاديين الفرنسيين يؤمنون بأهمية هذا المشروع. واستعرض النوري الجويني وزير التنمية والتعاون الدولي من جانبه الأهداف التنموية التي رسمتها تونس في أفق سنة 2016 وحلل مختلف الاصلاحات التي أدخلت على مناخ الأعمال للرفع من القدرة التنافسية للاقتصاد التونسي. كما أفاد وزير التنمية بأن على كل من تونسوفرنسا تطوير الشراكة الاقتصادية لتتحول إلى علاقة تكاملية بين مختلف الناشطين الاقتصاديين للبلدين. من جهتها، بينت كريستين لاغارد وزيرة الاقتصاد والصناعة والتشغيل الفرنسية بأن هناك تسعة مجالات هامة توفر فرص التعاون بين تونسوفرنسا أهمها قطاع التكوين المهني وقطاع التجديد هذا إلى جانب المجالات التقليدية. واستعرض عبد الرحيم الزواري وزير النقل المكاسب والانجازات التي حققتها تونس في مجال النهوض بالنقل والقطاع اللوجستيكي كما تطرق إلى المشاريع المستقبلية على غرار المطار الدولي بالنفيضة بطاقة استيعاب ب20 مليون مسافر في السنة والذي سيدخل حيز الاستغلال بداية من العام القادم ومشروع ميناء النفيضة بالمياه العميقة الذي سيتم انجازه في سنة 2011 والمركب البحري بالصخيرة. وحسب بحث أنجزه مكتب استشاري دولي حول جاذبية الضفة الجنوبية للمتوسط تأتي تونس في المرتبة الثالثة في مجال الفرص المقدمة من قبل النشاط ذا القيمة المضافة العالية ومجال البحث والتطوير حيث يرى 6% من رجال الأعمال المستجوبين من قبل المكتب الاستشاري بأن تونس تقدم فرص واعدة في هذا المجال. ولدى اختتامه المنتدى الاقتصادي التونسي الفرنسي أفاد نيكولا ساركوزي رئيس فرنسا بأن بلاده تشهد حركية دائمة نحو التغير لبناء مستقبل واعد ولذا فإن نظرة فرنسا للشراكة الاقتصادية تغيرت عن تلك التقليدية والمتمثلة في البحث عن حرفاء لتوزيع منتوجاتها الصناعية حيث تبحث فرنسا الآن عن شركاء في استطاعتهم تحقيق التكامل مع جهود فرنسا التنموية حيث تمثل تونس البلد المثالي لإقامة مثل هذه العلاقة. كما تطرق ساركوزي الى ملف الطاقة في العالم مشيرا إلى أن الطاقة النووية هي الحل الأمثل لتونس لرفع رهان الطاقة في المستقبل مشيدا بالخبرة التي تتمتع بهافرنسا في مجال الطاقة النووية.