ضغط الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من اجل مزيد من التعاون في مجال الطاقة اثناء زيارة الى الجزائر اكبر شريك تجاري افريقي لبلاده يوم الثلاثاء في اولى رحلاته خارج اوروبا منذ انتخابه في مايو ايار. وقال ساركوزي بعد محادثات مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة انه يأمل في العودة الى الجزائر العضو في اوبك في زيارة اكثر تركيزا على العلاقات التجارية والمبادلات في نوفمبر تشرين الثاني لاتخاذ خطوات ملموسة لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع المستعمرة الفرنسية السابقة. وتابع "ستكون لدينا الفرصة لتقديم مقترحات ملموسة في نوفمبر." واضاف ان تلك المقترحات ستشمل "طاقة اليوم وطاقات الغد بما في ذلك الطاقة النووية." وقال "نحن نعلق اهمية كبيرة (على زيارة نوفمبر) ونتوقع تحقق نتائج ملموسة." ويقول ساركوزي ان شركات الطاقة الفرنسية يجب ان يكون لها علاقات اوثق مع شركة الغاز الجزائرية العملاقة سوناطراك مثيرا احتمال حدوث ارتباط بين شركة جاز دو فرانس وسوناطراك. ولم يعلق القادة الجزائريون على الفكرة. وقال ساركوزي الذي من المقرر ان يسافر الى تونس في وقت لاحق يوم الثلاثاء إن بوتفليقة طلب منه دعم القطاع غير النفطي في الجزائر وأثار مسألة مستقبل الجزائر بعد نفاد مخزون النفط والغاز. والجزائر مستعمرة فرنسية سابقة في حين كانت تونس محمية فرنسية مثلما كان المغرب الذي يعد اوثق حلفاء فرنسا في المغرب العربي. وكان من المقرر ان تشمل جولة ساركوزي المغرب لكن الرباط اجلت استقباله بسبب مشاكل تتعلق بالمواعيد. وادهش التصرف المغربي كثيرين في المنطقة وقال دبلوماسيون ان السبب الحقيقي يرجع الى غضب الرباط من بدء ساركوزي جولته بزيارة المنافس الاقليمي الجزائر. ولم يصدر تعليق رسمي من الرباط. ويرتبط زعماء المغرب بعلاقة وثيقة مع جاك شيراك سلف ساركوزي وتمتعوا بدعم شيراك في نزاع الصحراء الغربية السبب الرئيسي للخلاف بين المغرب والجزائر. ويريد ساركوزي اسلوبا جديدا في سياسة فرنسا الافريقية التي قال انها كانت في ظل شيراك شبكة متآلفة من الروابط الشخصية. وفي مقابلة مع صحيفتي الوطن والخبر الجزائريتين دافع ساركوزي عن رفض فرنسا منذ زمن بعيد الاعتذار عن افعالها الاستعمارية في الجزائر وقال ان الزعماء يجب ان يركزوا على المستقبل. وطالما طلبت الجزائر ان تعتذر فرنسا عن اعمال القتل اثناء حكمها الاستعماري الذي استمر 132 عاما والذي انتهى بالاستقلال في 1962 . وقال ساركوزي انه شرح خطته لقيام اتحاد متوسطي وهي علاقة شراكة رسمية بين الدول الاوربية الجنوبية وجيرانها في شمال افريقيا. ولم يعط تفاصيل. وقال رئيس الوزراء الجزائري السابق رضا مالك ان رد الجزائر على خطة ساركوزي بشأن اتحاد متوسطي سيعتمد على حل لنزاع الصحراء الغربية التي ضمها المغرب في 1975.