طالبت الجامعة العامة للتعليم العالي في بيان لها بإيقاف التدريس الحضوري ورفض أي عودة جامعية قبل منتصف شهر ماي 2021 على ان كلّ عودة قبل هذا التاريخ هي محاولة انتحارية قد تودي بحياة العديد من الجامعيين والمتدخّلين في الشأن الجامعي.. وجاء في نص البيان انه: "حرصا على سلامة الجامعيين والطلبة وكافة الأطراف المتدخلة من ناحية، وعلى تأمين سنة جامعية يقع خلالها إتمام البرامج وإجراء الامتحانات من ناحية ثانية، فإنّه يهمّ الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي خاصة على إثر ما أكّده وزير الصحّة من أنّنا لم نبلغ بعد ذروة الوباء التي حسب تقديراته ستكون في منتصف شهر ماي، أن تحدّد موقفها من هذه المسألة: إيقاف التدريس الحضوري ورفض أي عودة جامعية قبل منتصف شهر ماي 2021، وكلّ عودة قبل هذا التاريخ هي محاولة انتحارية قد تودي بحياة العديد من الجامعيين والمتدخّلين في الشأن الجامعي" كما طالبت الجامعة في نفس الإطار بحق الجامعيين في التلقيح كقطاع ذي أولوية باعتباره الأكثر عرضة بحكم احتكاكه بآلاف الطلبة القادمين من مختلف المناطق والجهات الموبوءة وغير الموبوءة بالتوازي مع دعوة الحكومة والوزارة إلى الإسراع بتمكين الزملاء المتقدمين في السّن وأصحاب الأمراض المزمنة من التلقيح هذا مع ضرورة إجراء تحاليل للطلبة عند العودة. كما دعت الجامعة الوزارة إلى جلسة عاجلة تخصص فقط لموضوع التعامل مع الوباء ولشروط إنهاء السنة الجامعية مع ضمان شروط السلامة للجميع. وحملت النقابة الحكومة والوزارة المسؤولية كاملة عن سلامة الجميع في حالة عدم إيقاف الدروس الحضورية قبل تراجع الوباء وإقرار عودة جامعية في الوقت الحالي. في تقديمه لإيضاحات حول دواعي البيان سالف الذكر وخاصة مدى تفاعل سلطة الإشراف معه أورد الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي حسين بوجرة في تصريح امس ل"الصباح" ان وزارة التعليم العالي لم تحدد موقفها بعد من دعوة الجامعة الى تأجيل العودة الجامعية. وفسر بوجرة أن الجامعة ارتأت تأجيل العودة ضمانا لسلامة الأساتذة لاسيما كبار السن منهم خاصة وأنهم أكثر عرضة للإصابة بالفيروس من غيرهم بما ان الجامعة تعتبر فضاء يحتضن الطلبة من مختلف ولايات الجمهورية مشيرا في الإطار نفسه أن بعض الجامعات تعتمد الدروس الحضورية التي تعتبر محدودة جدا في حين يعتمد شق آخر مبدأ التعليم عن بعد الذي يعتبر بدوره محدودا بشكل كبير بما أن عديد الطلبة لا يمتلكون آليات التعليم عن بعد. وأورد محدثنا نظرا للاخلالات المذكورة سلفا فقد ارتأت الجامعة غلق المؤسسات الجامعية الى حين تجاوز ذروة انتشار الوباء. وردا عن سؤال يتعلق بالآليات التي ستتخذها الجامعة في صورة عدم تفاعل الوزارة مع قرار تعليق الدروس الى غاية منتصف شهر ماي القادم أورد بوجرة أن سلطة الإشراف تتفهم الوضع بيد انها تؤكد أن الامر موكول لرئاسة الحكومة في اتخاذ مثل هذا القرار… من جهة اخرى وفي نفس الاطار جدير بالذكر أن الاتحاد العام لطلبة تونس قد عبر في بيان له مساء أول أمس عن رفضه لسياسة التعليم عن بعد لما فيها من تعسّف على مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الطلبة مستنكرا ما انتهجته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي من خيارات تتمثل في التعليم عن بعد، أثبتت في كل مناسبة، حسب نص البيان، مساسها من سلامة العملية البيداغوجية وعدم ملاءمتها لإمكانيات الطالب التونسي ضاربة مبدأ التكافؤ في الفرص بين جميع الطلبة والطالبات والحق في تعليم سليم تتوفر فيه أدنى الأساليب البيداغوجية المناسبة.. واعتبر الاتحاد العام لطلبة تونس أن ما تم تقديمه للطلبة عن بعد هو تواصل بيداغوجي لا أكثر، مؤكدا ضرورة امتحان الطلبة على ما تم تدريسه حضوريا فقط. مثمنا في السياق ذاته موقف الجامعة العامة للتعليم العالي القاضي بدراسة العودة الجامعية من عدمها في ظل التصاعد الخطير في نسق الإصابات في صفوف الطلبة والإطار الجامعي، مطالبا بتطبيق البروتوكول الصحي بالجامعات. وبعيدا عن الشأن الجامعي جدير بالذكر أن الكاتب العام للجامعة العامة للتعليم الثانوي لسعد اليعقوبي قد اشار في تدوينة له على صفحته الاجتماعية "الفايسبوك" انه لا صحة لوجود اتفاق يقضي بإقرار العودة المدرسية يوم 3 ماي القادم كما يروج لذلك مٌوضّحا أن ما تم الاتفاق فيه يتعلق بسيناريوهات العودة أن كانت في موعدها أو في صورة تأجيلها مؤكدا أن النقاش تمحور أساسا حول مسالة التلاقيح وشروط السلامة.. وهو ما فنده أمس مدير عام الامتحانات بوزارة التربية عمر الولباني الذي أورد في معرض تصريحاته الإعلامية لإذاعة موزاييك اف ام ان أنّه لم يعد هناك حديث عن سنة دراسية بيضاء وذلك بعد تسجيل نسب متقدّمة من استكمال البرامج في معظم المؤسسات التربويّة وبالنّسبة لجميع المستويات التعليمية مؤكدا أنّ أبرز مخرجات اجتماع اول أمس الذي كان بحضور ممثلين عن الوزارة وعن نقابات التربية تمخض عنه الاتفاق على إجراء الامتحانات في مواعيدها في حين سيتمّ استئناف الدراسة بالنسبة لتلاميذ الابتدائي يوم 3 ماي القادم، والذين ستُجرى لهم الاختبارات الكتابية ابتداءً من 16 إلى 21 جوان…. في هذا الخضم يبقى الغموض سيد الموقف فيما يهم اقرار العودة الجامعية او المدرسية من عدمها في ظل تضارب وتناقض التصريحات الرسمية..