"تمخّض الجبل فأنجب فأرا "… هكذا تتلخص الإجراءات الجديدة المعلن عنها أمس للتوقّي من فيروس كورونا بما أن هذه الإجراءات تعتبر من وجهة نظر كثيرين "ضعيفة" لا تتماشى مطلقا مع "تسونامي" الإصابات المسجلة يوميا بفيروس كورونا ومع دقة وخطورة الوضع الوبائي الذي يفترض انه يتطلب قرارات أكثر "صرامة".. كما عكست هذه الإجراءات وعلى حد تعبير البعض "عجز الدولة" عن مٌجابهة هذا الوباء وعن إنقاذ مئات الأرواح التي تزهق يوميا… أعلنت أمس الناطقة الرسمية باسم الحكومة حسناء بن سليمان عن مواصلة تطبيق جملة الإجراءات الوقائية المعتمدة سابقاً لمجابهة فيرس كورونا وعن اتخاذ جملة من الإجراءات الجديدة لمجابهة فيروس كورونا سينطلق العمل بها من 3 ماي الى غاية يوم 16 ماي القادم. وتتمثل أساسا في فرض الحجر الصحي الإجباري لمدة 7 أيام على جميع الوافدين على تونس من الخارج مع إجراء تحليل PCR بين اليوم الخامس والسابع. وأوضحت في هذا الخصوص الناطقة الرسمية باسم وزارة الصحة نصاف بن علية أن الحجر الإجباري سيكون في نزل مخصصة لذلك وليس في أماكن إقامة الوافدين الخاصة على أن الإقامة في هذه النزل ستكون على نفقة الوافدين، مشيرةً إلى أنه سوف يتم نشر قائمة النزل المعنية بالحجر الإجباري. ومن بين الإجراءات الأخرى التي أعلنت عنها أمس الناطقة الرسمية باسم الحكومة فانه تقرر أيضا تعليق الدروس بالنسبة لكافة المستويات التعليمية (ابتدائي ,اعدادي ,ثانوي) باستثناء الأقسام التي تنتظرها امتحانات وطنية داعية في هذا الخصوص جميع الشركاء والفاعلين الى عقد اجتماع عاجل للنّظر في كيفية استكمال السنة الدراسية. أما بالنسبة للجامعات فقد أقرّت اللجنة مواصلة العمل بآلية التعليم عن بعد في مختلف مؤسسات التعليم العالي باستثناء المستويات المعنية بالمناظرات الوطنية والتي يقوم طلبتها بتربّصات حضورية. ومن بين الإجراءات الأخرى المعلن عنها أمس إعداد مشروع قانون للطوارئ الصحية وعرضه للمصادقة بصفة استعجالية على البرلمان الى جانب دعوة الولاة لتطبيق الإجراءات الاحترازية الإضافية بالمناطق ذات الخطورة المرتفعة. وفي نفس السياق جدير بالذكر ان الناطقة الرسمية باسم الحكومة قد أعلنت أيضا خلال لقاء أمس عن منع استعمال الفضاءات الداخلية للمقاهي وهو ما يؤشر إلى السماح فقط باستعمال الفضاءات الخارجية للمقاهي.. في هذا الخضم جدير بالذكر ان الاجراءات المعلن عنها امس قد جوبهت بموجة استنكار على مختلف الصفحات الاجتماعية حيث اورد كثيرون بانها اجراءات ضعيفة لا ترتق إلى حجم "الكارثة" التي تنتظرنا في قادم الأيام لا سمح الله في صورة تواصل الوضع الوبائي على ما هو عليه وتواصل الضغط على المستشفيات.. ولعل المستفز في الأمر ان الحكومة ما تزال الى اليوم وعدد الوفيات المسجلة بفيروس كورونا تجاوز عتبة العشرة آلاف تعول على وعي التونسي لتفادي الكارثة..