دعا وزير الدفاع امس بالقيروان خلال تأبين شهدائنا الابرار الذين سقطوا بأيادي غدر عناصر ارهابية فى كمين بجبال "مغيلة " بسبيطلة الى ضرورة الالتفاف حول المؤسسة العسكرية لمقاومة الارهاب ولكن ما لحظناه امس عندما زارت " الصباح نيوز " منزل الشهيد البطل بلال جفافلية يتناقض تماما مع ما دعا اليه وزير الدفاع ، فلا المؤسسة العسكرية بالكاف ولا السلط الجهوية بهذه الولاية ولا الاحزاب السياسية ولا المجتمع المدني كانوا حاضرين بمنزل الشهيد حتى لمجرد المواساة ولم يتم الاتصال بهم ولو عن طريق الهاتف . وصلنا في حدود الخامسة مساء الى منزل الشهيد بمنطقة الغرارية من معتمدية قلعة سنان اين وجدنا منزلا بسيطا وعددا قليلا من سكان تلك المنطقة المنعزلة وكانت العائلة فى حيرة من امرها لأنها لا تعرف متى سيأتي جثمان الشهيد فحتى القبر الذي تم حفره تمت تغطيته قبل الغروب بقليل بعد ان اعياهم الانتظار وقد اتصلوا بنا هذا الصباح وهم فى لوعة طالبين منا مساعدتهم على معرفة الوقت الذي سؤتى به بالجثمان فعلى مسؤلينا واحزابنا السياسية ان ياخذوا بوصية مي حميدوش عندما كتب "لا تنسوا .. الشهداء قيمة القيم وأمام أسرهم تنحني الهامات ". ما حكاه لنا والد الشهيد مثل صدمة حقيقة تكشف استهتار المسؤولين بعائلة هذا الشهيد. والده قال "سمعت بخبر العملية الارهابية من خلال اتصال هاتفي من ابن اخي الذي يعمل بتونس العاصمة في حدود الثانية صباحا من ثاني يوم من استشهاده فحاولت الاتصال به فى ذلك الوقت ولكني وجدت هاتفه مغلقا . وعند الثالثة صباحا اعلمني عون امن ابن المنطقة باستشهاده .فتحول ابني وصهري الى سبيطلة حيث مقر عمله بالثكنة العسكرية اين طلب منهم قائد فوج الثكنة اعلام والده بضرورة الذهاب الى مستشفي الحبيب ثامر للقيام بفحص الا دي ان ADN وفي الصباح الباكر تحولت على حسابي الخاص الى مستشفى الحبيب ثامر اين قدمت لهم عينات من دمي. بعدها طلبوا مني العودة الى منزلي وسيقع الاتصال بي . ولكن الى صباح هذا اليوم . لم يتصل بي احد لا للمواساة ولا لإعلامي بموعد تسليم الجثمان" . اما والدة الشهيد فكانت تجلس امام المنزل يحيط بها عدد من النسوة تنظر الى الافق البعيد فى وجوم .. من جهتها طالبت شقيقته التي كانت فى لوعة بالقصاص ممن قتل اخيها وقالت اكثر من مرة "نموت نموت ويحيا الوطن " كما عبر لنا عدد من الحاضرين عن استيائهم من موقف رئيس الجمهورية الذي لم يكلف نفسه او من ينوبه بتعزية العائلة عن طريق الهاتف . وهو القائد الاعلى للقوات المسلحة واعتبروا ان التعامل مع الشهداء من طرف المسؤولين ووسائل الاعلام فيه كثير من الانتقائية والمحاباة فحتى كاتبة الدولة المكلفة بملف الشهداء ماجدولين الشارني وهي ابنة الكاف وتعلم جيدا احساس العائلات التى فقدت عزيزا عليها فى العمليات الارهابية مثل اخيها سقراط الشارني.لم تتصل بهم ولم تزرهم .