«ارقد واتهنى اعداؤك في النار وانت في الجنة، ولدي شهيد قتلوه» عبارات نعت بها والدة الشهيد وليد عبد الله ابنها الجندي المتطوع الذي استشهد خلال الهجوم الإرهابي الأخير على وحدة من الجيش الوطني في جبل الشعانبي. «التونسية» واكبت أمس لوعة العائلة وجنازة الشهيد. دموع السيدة «منية» أم الشهيد لم تتوقف وهي تروي لحظات الحزن والأسى بعد فراق إبنها الذي عاش وكبر بين يديها. وروت بحسرة لحظات وصول جثمان ابنها إلى منزله وكأنه يقول لها «ارتاح يا ماما هاني جيت حذاكم». وأضافت في لوعة وأسى أنها بكت وهي تشعر بأن قلبها يشتعل نارا علي ابنها الغالي وعلى الوطن مؤكدة ان حكمة ابنها الشهيد وحبه للوطن واعتزازه بالنفس جعلته يتطوع لخدمة بلده وللصعود إلى الشعانبي من اجل محاربة الارهاب ورفع راية الوطن عاليا. وأردفت هذه الثكلى الموجوعة في حرقة: «لقد قتلوه في شهر رمضان الفضيل وقتلوا فرحة عائلته... لا اعترض على قضاء الله لكن لا اعرف لماذا أرادوا لابني الجندي ان يموت شهيدا برصاصة غدر لم ترحم فرحته بشبابه. تحدثت ام الشهيد عن ابنها وليد قائلة: يعرفه شباب المنطقة بالشجاع والصادق والمؤدب وهو شخصية نادرة ومفقودة في هذا الزمن». وذكرت الام أن الصدفة الحزينة ان يوم استشهاده يوافق يوم عيد ميلاده الرابع والعشرين. وقد حضرت الجنازة مجموعة من السياسيين وبعض نواب المجلس الوطني التأسيسي منهم عصام الشابي والصحبي عتيق ومحمد بنور. «استشهد يوم عيد ميلاده» رضا أب الشهيد كان يبكي وهو يحكي عن آخر حديث دار بينه وبين وليد حيث اتصل به يوم استشهاده واخبره انه يريد العودة الى العاصمة. كما تذكر آخر زيارة لابنه حيث اعلم امه بالهاتف انه يرغب ان تطبخ له جميع المأكولات اللذيذة التي يحبها . وأشار والد الشهيد إلى ان ابنه مات في ريعان شبابه وان الموت إختطفه وهو يؤدي واجبه ويدافع عن وطنه في ساحة الوغى. وأكد ان عيون كل من عرف ابنه بكت لاستشهاده وحزنت لفراقه وأنه كان مثالاً للجندي المتفاني في أداء مهامه والدفاع عن وطنه ضد كل عدو. وأفاد قائلا: «استمد قوتي من الله الذي اثق في انه لن يضيع حق ابني والذي لن أفرّط في القصاص لدمه حتي اخر يوم في حياتي». وقال ان اكثر ما يؤلمه هو استشهاد ابنه يوم عيد ميلاده داعيا الى الترفع عن التوظيف السياسي. «نخدم على الدرابو يا عمتي» اما لطيفة بن عبد الله عمة الشهيد فقد روت تفاصيل الألم الذي عاشته العائلة يوم الاربعاء الفارط مؤكدة ان الشهيد زارها قبل شهر رمضان وحدثها عن مؤامرة تحصل في جبل الشعانبي وأكد لها انه كان سيستشهد في احداث رمضان الفارط وأنه كان دائما يتحدث عن كمائن في الشعانبي. وقال لها نقوم بتمشيط منطقة معينة من الالغام بعد قليل يقع تفجيرها والمجرم «منّا فينا». وأخبرها قائلا «انا جندي نخدم على الدرابو يا عمتي». مروى الساحلي