أكد رئيس الجمعية التونسية لأئمة المساجد، سالم العدالي، اليوم الأحد بقصر المؤتمرات بالعاصمة،أن مقاومة ظاهرتي التطرف والإرهاب في تونس تتطلبان بلورة مقاربة إسلامية شاملة تأخذ بعين الاعتبار الأسباب المغذية لهاتين الظاهرتين. وأشار العدالي خلال ندوة علمية نظمتها الجمعية التونسية لأئمة المساجد بعنوان "مقاربة إسلامية شاملة لمقاومة التطرف والإرهاب"، إلى ضرورة أن "تركز هذه المقاربة على مشاركة كل المؤسسات الدينية والتربوية لتعليم الناشئة الأصول الدينية السنية الوسطية، وتشجيع المختصين، ولاسيما أساتذة الجامعة الزيتونية على الكتابة والحديث عن خطورة ظاهرتي التطرف والإرهاب وما تشكلانه اليوم من خطورة على استقرار المجتمع". من ناحيته، دعا مفتي الجمهورية التونسية، حمدة سعيد، كل الخطباء والقائمين على الدعوة إلى الله إلى التمسك والتعامل مع الأدلة والقواعد الإسلامية لمقاومة ظاهرتي التطرف والإرهاب ،قائلا في هذا السياق "إن الإسلام أكد عبر القرآن والسنة على الاعتدال والحرية لا على الكراهية والتطرف والإرهاب، مثلما يسوق لذلك المغالون". وأضاف قوله "إن الشيوخ الداعين إلى التطرف والإرهاب لا يتمسكون بالإسلام وبقواعده، وإنما يستخدمون الدين أداة ووسيلة لتحقيق غاياتهم الخبيثة، ومن أجل استقطاب الشباب التونسي إلى مستنقع الإرهاب"، معتبرا أن الأعمال التي يأتيها هؤلاء "خارجة عن روح الإسلام وشريعته ومقاصده". وأكد الأستاذ الجامعي وعضو المجلس الإسلامي الأعلى، سليمان الشواشي، بالمناسبة، أهمية إنجاز ندوات وتظاهرات مماثلة في مختلف مناطق الجمهورية، والعمل على توعية الأسر بضرورة الاهتمام بأبنائها وتعريفهم بمبادئ الإسلام الوسطي، مبرزا أيضاالدور الهام الموكول لوسائل الإعلام في توفير المادة الدينية السليمة بشكل متواصل، وعدم الاقتصار على يوم الجمعة لتقديم الخطب والمحاضرات الدينية. ودعا الشواشي، في هذا السياق، كل الإطارات الدينية من خطباء وأئمة إلى مزيد توعية الشباب في مختلف مناطق الجمهورية وتعريفهم بمبادئ الإسلام الوسطي حتى لا ينحرفوا نحو تفسيرات خاطئة تؤدي إلى مزيد تفشي ظاهرتي التطرف والإرهاب.(وات)