دعا وزير الشؤون الدينية عثمان بطيخ الإطار الديني من خطباء وأيمة ووعاظ إلى مزيد الحضور في الفضاء الإعلامي وتثقيف المواطنين وتعريفهم بمبادئ الاسلام الوسطي حتى لا ينحرفوا نحو تفسيرات مغالية تؤدي إلى مزيد تفشي ظاهرة الإرهاب. وأوضح لدى افتتاحه صباح اليوم الثلاثاء ندوة وطنية حول «إشكالية المصطلح الشرعي وخطورة التوظيف: الجهاد والتكفير أنموذجا» أنه بالتوازي مع المقاربة الأمنية إرتأت وزارة الشؤون الدينية الشروع في معالجة آفة التطرف المؤدية إلى الإرهاب عبر مقاربة فكرية تعتمد الحوار والعقل منهجا، مشيرا إلى أن الإسلام أكد عبر القرآن والسنة على الاعتدال والحرية والأخوة لاعلى القتل والكراهية ونبذ العنف كما يسوق لذلك المغالون في تفسيره. وشدد على دور الإطار المسجدي في الخروج بالبلاد من الوضع الراهن، مؤكدا أن عمل الوزارة لن يتوقف عند تنظيم مثل هذه الندوات المغلقة بل يجب تفعيل القرارات المترتبة عنها والعمل بتوصياتها حتى تتحقق النتائج المرجوة. وبخصوص مسألة النقاب أفاد الوزير في تصريح إعلامي عقب الندوة أنها ليست من الاسلام باعتباره وضع شروطا للباس الشرعي للمرأة والرجل على حد السواء ولم يكن من بينها النقاب قائلا ان النقاب من العادات والتقاليد الخاصة ببعض البلدان العربية لا غير ورفض في المقابل الإدلاء بأي موقف حيال الاقرار بمنعه من الأماكن العامة. وذكر بأن يوم 6 أفريل المقبل سيكون آخر أجل للمشرفين على 187 مسجدا تم بناؤها بعد الثورة من أجل تسليمها للوزارة لتعيين الإطار المسجدي المشرف عليها وإلا فإنه سيتم غلقها. ومن جانبها إعتبرت المختصة في الانتروبولوجيا إقبال الغربي أن التطرف الديني ظاهرة متعددة العوامل والأبعاد وهو ما يستوجب مقاربة متعددة الإختصاصات بهدف القضاء عليها مشيرة إلى أن أسباب التطرف متعددة منها الإقتصادية التي تعود إلى الفقر والتهميش وأخرى سوسيولوجية التي تعود إلى العزوف عن الانخراط في الشأن العام . ولخصت الأسباب النفسية في التعصب والجمود الذهني الذي يجعل صاحبه عاجزا عن وضع نفسه مكان الآخر المختلف وتفهم وجهة نظرة بالاضافة إلى متعة التحكم في الآخر وتوجيه إرادته وإرغامه لتبني ما نراه صوابا.