شرعت اليوم الدائرة الجنائية الرابعة بالمحكمة الإبتدائية بتونس في النظر في قضية تفجير سيارة أمنية بحلق الوادي. عملية تفجير سيارة أمنية بحلق الوادي كشفت أن تنظيم أنصار الشريعة يقف وراء تلك العملية بزعامة أبو عياض وأن الغاية من كل العمليّات الإرهابية التي قام بها هذا التنظيم بينها عملية حلق الوادي إنشاء إمارة اسلامية عبر العمل على قلب نظام الحكم. وللغرض أنشأ التنظيم المحظور جناحا عسكريا سرّي وجناحا أمنيا ترأّسه منذ شهر مارس 2013 محمد العكاري بعد أن فر زعيم التنظيم سيف الله بن حسين كما كوّن التنظيم خلية تفجيرات يشرف عليها محمد الناصر الدريدي والمتكونة من 14 عنصرا بينهم عوني أمن. وكانت الخلية وراء عملية التفجير التي استهدفت سيارة الحرس الوطني بحلق الوادي وكذلك العملية التي حصلت بمنطقة المحمدية. فضلا عما تم اكتشافه من استهداف هذه الخلية لبعض المواقع الأمنية والسيارات العسكرية وكذلك أعوان أمن من مختلف الأسلاك الأمنية بعد أن تم العثور على وثيقة تتضمن قائمة اسمية للأعوان وعناوينهم. كما كشفت الأبحاث أن أحد المتّهمين حاول الإنضمام الى تنظيم القاعدة باليمن وتم ترحيله الى تونس وانضم الى أنصار الشريعة وأصبح ينشط في خلية المتفجرات وتم تكليفه بحراسة منزل كائن بنهج الحكام بقرطاج الياسمينة الذي أخفيت بداخله الأسلحة وتبين انه تلقى تدريبات في كيفية تركيب وتفكيك سلاح الكلاشينكوف وتحوّل مع بقية عناصر خلية المتفجرات الى منزل كائن بمنطقة المرناقية وشارك في إعداد العبوات الناسفة لإستعمالها في عمليات تفجيرية حيث تم صنع 15 قالب من العبوات الناسفة لإستعمالها في عملية ارهابية. اختراق المؤسسة الأمنية أما في خصوص عون الأمن "ك ن" فقد كان له دور بارز في خلية المتفجرات التي انضم اليها وكان عمله يتمثل في تسهيل تحركات وتنقلات عناصر خلية المتفجرات الى مناطق مختلفة كالمرناقية وقبلاط ، ماطر، قبليوسيدي بوزيد وذلك لغاية تحضيرهم للقيام بأعمال إرهابية مستغلا في ذلك أنه أمني وكان في كل مرة عندما يتم ايقافه والمجموعة يستظهر ببطاقته الأمنية عند ايقافه من طرف الدّوريات الأمنية فضلا على مساعدته لتلك العناصر في نقل الأسلحة ونقل مادة الأمونيتر وتسهيله عملية فرار سيف الله بن حسين الذي كان محل تفتيش ونقله من منطقة رواد الى سيدي بوزيد . أما في خصوص عون الأمن الثاني المدعو " و ي" فقد انضم بدوره الى تنظيم أنصار الشريعة وتمثل دوره في استغلال صفته كعون حرس من خلال نقله للمعلومات والبرقيات الأمنية الى العناصر الإرهابية والتي يستفاد منها هذا التنظيم ويستغلها في مشروعه الإجرامي ويكون بذلك على علم بالتحركات الأمنية. أما محمد العكّاري فقدي تمثل دوره في التنسيق بين خلية المتفجرات وقيادة تنظيم أنصار الشريعة باعتباره يترأس الجهاز الأمني بالتنظيم الذي كان من بين برامجه محاولة اختراق المؤسسة الأمنية من خلال استقطاب بعض الأمنيين للإنضمام الى ذلك التنظيم الإرهابي كما حصل مع عون الأمن الآخر ويدعى "ك ن" الامتداد لقبلاط انطلقت الأبحاث في قضية حلق الوادي اثر تعرّض سيّارة إداريّة تابعة للحرس الوطني بحلق الوادي إلى عمليّة تفجير بتاريخ 29 جويلية 2013 وتبين أن كل من أيمن التوجاني وأشرف العياري يقفان وراء هذه العملية كما بينت الأبحاث أن كل من حمدي الخزري ومحمد الناصر قائد المجموعة الإرهابية ومحمد علي الأحول وأيمن التوجاني وأشرف العياري تحصنوا بالفرار بمنزل كائن بحي النصر بالمرناقية وكانوا يتحوزونه بأسلحة حربية ومتفجرات. كما أثبتت الأبحاث أن عون أمن يدعى "ك ن" الذي يعمل ضابط أول بمدرسة التكوين قرطاج بيرسا هو من ينقل الإرهابيين على متن سيارة خاصة أحدهم تسوغ المنزل الكائن بالمرناقية وعمد في الليلة الفاصلة بين 25و26 سبتمبر 2013 وأثناء ايقافه من طرف دورية أمنية تابعة لفرقة الطريق العمومي للحرس الوطني بمنوبة الى إشهار مسدس على أعوان تلك الدورية ثم فر بسرعة جنونية فانقلبت به السيارة التي كان على متنها وتمكن رغم ذلك من الفرار وإعلام بقية عناصر تلك المجموعة الذين كانوا يتواجدون بمنزل بالمرناقية ليغادروه بسرعة ويستقرون بمنطقة دوار إسماعيل بقبلاّط الذي جدّت فيه يوم 17 أكتوبر 2013 عملية تبادل لإطلاق النّار نتج عنها وفاة بعض الأمنيين وتبين أن أفراد المجموعة الإرهابية التي كانت تقيم بالمنزل تتحوز على كميات كبيرة من المواد المتفجرة التقليدية الصنع فضلا على أسلحة ولباس عسكري وأزياء تابعة للشرطة كما قاموا بإحداث نفق عميق وقد اتضح أنهم تحصنوا بالجبل القريب من المنزل وحصلت هناك مواجهات بينهم وبين قوات الأمن والجيش الوطني أسفرت في نهاية الأمر عن وفاة كل من أيمن التّوجاني وبلال الرّياحي وحمدي الخزري ووليد الجيوي ونجم الدين الدريدي وأشرف العياري ولطفي الزين وحسن الخزري وياسين هادي كما تم القبض على محمد الأحول الذي تعرض الى اصابات استوجبت نقله الى مستشفى قوات الأمن الداخلي بالمرسى.