* يجب دعم "من يحارب الإرهاب" في ليبيا واستكمال الحوار السياسي للوصول للمصالحة *مستعدون لدراسة مشروع باب المتوسط وغيره وانجازها اذا كانت فيه فائدة لطرفين *دوافع عنصرية وراء الحملة ضد احتضان قطر لمونديال 2022 قال وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية أنه يجب دعم من يحارب الإرهاب في ليبيا، واستكمال الحوار السياسي بين الفرقاء الليبين للوصول إلى مصالحة وطنية. وأضاف العطية في حواره مع "الصباح" أن قطر تدعم الحل السياسي مستدركا أنه مع بداية تمدد "داعش" والتهديدات الإرهابية فإنه وجب على المجتمع الدولي دعم من يحارب الإرهاب أولا واستكمال مسار الحوار السياسي للوصول إلى مصالحة ليبية، والتي رأى أن بوادرها بدأت تظهر، متمنيا الإعلان عنها في القريب العاجل.وأشار العطية أن قطر تسعى لانجاح "النموذج التونسي" مؤكدا مشاركتها في مؤتمر الاستثمار الذي ستحتضنه تونس آخر هذا العام.واعتبر الوزير أن الحملة الأخيرة التي استهدفت المونديال الذي ستحتضنه قطر 2022، دوافعه عنصرية، قائلا في هذا الصدد أن من يقف وراء هذه الحملة غير قادر على استيعاب احتضان دولة عربية ومسلمة للحدث العالمي. وفيما يلي نص الحوار حاوره حافظ الغريبي ونزار مقني *تشرفون على أول اجتماع للمتمتعين بدعم صندوق الصداقة القطري، فهل سيقف دعم قطر عند هذا الصندوق أم سنشهد أنماط أخرى من الدعم؟ العلاقة بين قطروتونس علاقة مستمرة والصندوق هو أحد مكونات هذه العلاقة، والهدف من انشاء هذا الصندوق هو تحقيق استمراريته، يعني ستأتي فترة سيصبح الصندوق يموّل نفسه بنفسه ليواصل عمليات خلق فرص الشغل وخلق الشركات وريادة الأعمال. ولكن هذا جانب فقط من الجوانب التي تتعاون فيها قطر مع تونس، فلدينا استثمارات ولدينا تبادل تجاري وثقافي، ففي قطر لدينا عدد كبير من الجالية التونسية التي تساعدنا في مشاريع التنمية وهم مشكورون على ذلك، وهنا أتكلم عن مهنيين متعلمين في مجال الطب وفي التعليم وفي الرياضة وفي الاعلام، فعلاقة قطربتونس علاقة تاريخية. *وعلى الصعيد الاقتصادي، هل ستشهد المدة القادمة استثمارات قطرية جديدة في تونس ؟ كان لي لقاء مع السيد رئيس الحكومة، وبصراحة فتح سيادته لنا آفاقا كثيرة من خلال البرامج التي ستطرحها الحكومة، وقد حدثنا عن المجلة الاستثمارية التي ستصدر في شهر جويلية القادم، وعن ال 14 منطقة التي ستعد للاستثمار، وطرح لنا موضوع مؤتمر دولي الاستثمار الذي ستحتضنه تونس نهاية العام الحالي، وهذا شيء جيد لمعرفة مناخ الاستثمار في مختلف المجالات في السياحة وفي مجال البنى التحتية والفلاحة والتصنيع، ونحن ننتظر هذا المؤتمر وسنشارك فيه بجدية نهاية العام الحالي.علما أن قطر تعتبر ثاني أكبر مستثمر عربي في تونس واستثماراتها تقدر ب 4 مليار دينار تونسي، وأكيد أنه مع التشريعات الجديدة ستفتح أبواب أخرى ، خصوصا ان لكم مشروع قانون جميل يعملون عليه اليوم في تونس وهو مشروع الشراكة بين القطاع العام والخاص، وهذا يعتبر نقطة نوعية في تونس ويشجع على الدخول بمدى أكبر في الاستثمار في تونس. *هناك مشاريع معطلة، كانت مبرمجة قبل الثورة، على غرار مشروع تونسالجنوبية (باب المتوسط )، الذي سيمكن من بناء مدينة على ضفاف المتوسط جنوب بحيرة العاصمة باستثمارات في حدود 25 الى 30 مليار دولار فإذا ما تأكد انسحاب المستثمرين الخليجيين فهل قطر مستعدة للاستثمار في مثل هذا المشروع الضخم؟ أريد أن أوضح شيئا، نحن عندما نتكلم عن الاستثمار، فالجهات الاستثمارية في أي دولة كانت بما فيها تونس، تنظر للمشروع من ناحية استثمارية بحتة، والأشقاء في تونس عوّدونا في مشاريعنا السابقة التي نجحنا فيها، بأن العلاقة في مشاريع الاستثمار هي علاقة فوز الطرفين، وتكون اقتصاديات المشروع جيدة للطرفين، فإذا كانت هناك مشاريع مطروحة فقطر مستعدة أن تتطلع عليها وتدرسها، فإذا كانت لها فائدة للطرفين أكيد جهاز الاستثمار سيكون أحد المساهمين في هذه المشاريع. *حتى ولو كان المستثمر السابق من الخليج؟ ليس هدف جهاز الاستثمار هو الدخول لكي يخرج مستثمر آخر من المشروع، نحن نتمنى أن الأجهزة الخليجية وحتى العربية تكون موجودة ونتمنى أن يكون هناك فائدة وقطر تكون شريكا معه.ان اعتقادنا راسخ على النموذج التونسي يجب أن ينجح، ونحن نشجع نجاحه، وعوامل نجاحه لا تكون فيها دولة واحدة داعمة، ونحن نطمح أن يكون إخواننا في الدول الخليجية موجودين في تونس، واخواننا من الدول العربية موجودين في تونس، وأكثر من ذلك نتمنى حتى من الدول الغربية ان تستثمر في تونس، فتونس لها كل مقومات للنجاح، لها العقول ولها كل الإمكانيات ليكون لها اقتصاد سليم يخدم الوطن العربي بالكامل. *المشهد الساسي في الخليج يبدو متوترا على أكثر من مستوى، فهناك خطر شيعي بدأ يطبق على المنطقة من عدة محاور، وهناك مدّ إرهابي، فكيف ترون المواجهة القادمة؟ منطقة الخليج تمر بمراحل صعبة جدا، ولا يوجد لدينا في منطقة الخليج إشكالية شيعي أو سني، لدينا عربي خليجي قطري سعودي إماراتي بحريني كويتي عماني، وليس لنا هذه الفروقات.ولكن نحن في دول الخليج ما يسيئنا هو التدخلات الأجنبية في المنطقة، وهذا ما يزعج دول المنطقة.أما موضوع الإرهاب في محيط دول الخليج سواء في سوريا او في العراق، فنحن دائما نحث الدول الفاعلة في هذه الدول على أن تقوم بمعالجة أسبابها.وعلى سبيل المثال في العراق، نحن نعلم أن أقصر طريق لمعالجة مشكل الإرهاب هو انجاز مصالحة وطنية.وبالنسبة لسوريا، فهناك نظام مجرم، وصل عدد ضحاياه إلى 300 ألف، نظام جالب للإرهاب ويجب على المجتمع الدولي أن يقف لانقاذ الشعب السوري وتحقيق مطالبه.خلاصة هناك مسببات واضحة للارهاب في منطقتنا، يجب معالجة جذورها، ولا تكفي الطائرات لإنهائه، ويجب أن تكون هناك قوات على الأرض للوصول لحلول سياسية ناجعة. *لكن هناك أيدي إيرانية تتدخل في الخليج ؟ نحن دائما نقول للايرانيين بأن علاقة حسن الجوار تتطلب عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.لدينا علاقات جيدة مع ايران ولدينا اختلافات في بعض المواضيع، ويجب أن نعالجها مثل الملف في سوريا .. وحتى نستطيع ذلك يجب ألا يكون هناك تدخل، وهذا موقفنا. *هل نستطيع القول أن هناك حل سياسي يطبخ بالنسبة للملف السوري؟ الحل السياسي واضح وموجود وفقا لمخرجات جنيف 1 ، ويتطلّب إرادة دولية فعلية لإنقاذ الشعب السوري، فهيئة حكم انتقالي ورحيل الأسد واضحان في جنيف 1، ليس فيهما أي لبس، واللبس موجود في عدم توفر إرادة دولية فعلية.والآن فان الشعب السوري أمام خيارين: إما همجية ووحشية النظام أو همجية الإرهاب.ولا حل للشعب السوري الا تدخل المجتمع الدولي لانقاذه. *"الحاضنة الدولية" التي أشرت لها لم تتفق بعد على حل للملف السوري، ما رأيكم؟ يوجد هناك مجموعة أصدقاء سوريا، ولا يوجد إرادة فعلية لانهاء الأزمة السورية. *ننتقل من سوريا إلى ليبيا، وهو موضوع يمس التونسيين الذين يرى الراي العام أنكم تنقلون معارككم الخليجية إلى ليبيا، وأن من يسدد الفاتورة هي تونس، فما ردكم على هذا الكلام؟ الكثير من الاعلام موجه، وقد يكون توجيهه لأهداف سياسية أم تجارية ونحن لا نعوّل على هذا النوع من الاعلام.أولا يجب أن نشكر تونس على احتضان الاشقاء الليبيين التي تحملت فيه عبء كبير لا يعلمه إلا التونسيون دون تذمر، وهذا شي يتطلب منا ومن المجتمع الدولي الوقفة الجيدة..وبالنسبة للملف الليبي فقطر لم تدخر جهدا لدعم الحوار الليبي، لقد اعترفت بالحكومة الموجودة في طبرق، وسخرت كل الإمكانيات لمبعوث الأممالمتحدة لتوفير حل سياسي، ونحن نلحظ وجود بوادر إيجابية ونتمنى في القريب العاجل أن يتم الإعلان عنها والوصول إلى حل سياسي.نحن نؤمن بأن لا حل في ليبيا إلا الحل السياسي، ليس لدينا مصلحة في ليبيا، فقطر دولة غنية ولديها مواردها وليس لنا مصلحة مباشرة أو غير مباشرة لنشعل الأوضاع أو نطفئها في ليبيا، كل ما نتمناه أنه بعد نجاح الأشقاء من التخلص من الحكم الديكتاتوري ان يجلسوا على الطاولة ويصلوا إلى مصالحة وطنية، ولديهم كل المقومات لكي يكونوا دولة قيادية في مجال الاقتصاد والتنمية. *ولكن "داعش" تتمدد بشكل سريع في التراب الليبي وتهدد أمن تونس؟ لذلك نحن نطالب الأشقاء الليبيين من الانتهاء من الحوار بسرعة ، ولذلك يجب النظر وبنظرة فاحصة ومجردة عن كثب في ليبيا لمن يقوم بمحاربة الإرهاب في ليبيا وان ندعمه فورا لحين الانتهاء من المصالحة الوطنية. *ما الذي تستطيعه قطر فعله للتصدي لهذا الخطر؟ ليس قطر بل جامعة الدول العربية ومجلس الأمن والأممالمتحدة، فقطر تفعل ما تستطيع لدعم الحوار، ونحن الآن نتكلم عن إرهاب، لا يوجد انتظار فعلى كل الدول المعنية النظر إلى ليبيا وأن تنظر لمن يقوم بمكافحة الإرهاب ودعمه فورا إلى حين الوصول إلى حل عن طريق الحوار الوطني. *يعني دعم حكومة طرابلس؟ حكومة طرابلس أو فجر ليبيا أو الكتيبة 166 الذين كانوا محاصرين سرت التي تحصن فيها الارهابيون، من يواجه الإرهاب يجب دعمه فورا وفي خط مواز يجب الوصول إلى مصالحة عن طريق الحوار.ففي ملف مكافحة الإرهاب لا يوجد فيها رمادي بل هناك إما أبيض أو أسود، يجب أن نكون مجردين وندعم من يحارب الإرهاب وايقاف هذا الزحف.اننا أمام حرب ضد الإرهاب وليست حرب سياسية أو تفضيل فريق على فريق آخر. *ختاما خلق احتضان قطر لمونديال 2022 جدلا على مستوى الفيفا خاصة بعد استقالة جوزيف بلاتير وتدخل بريطانيا على الخط لتعلن أنها مستعدة لاحتضان هذا المونديال في صورة ثبت وجود فساد في التصويت لاحتضان قطر له، ما موقفكم من هذا؟ من قال في بريطانيا أنه يريد احتضان مونديال 2022 عليه أن يفكر الآن كيف يحتضن مونديال 2026 ولا يفكر في 2022 التي ستكون بطولة عربية لكل العرب، ونجحت فيها قطر بكل اقتدار، وكان الملف العربي الوحيد المميز من بين كل الملفات هو الملف القطري، ولدينا ثقة في هذا الملف وفي كل الإجراءات التي قمنا بها.ونحن نرى أن وراء هذه الحملة سبب عنصري، وهو تمكين دولة عربية مسلمة من الحصول على هذه البطولة، وفي نفس الوقت فهم لم يستطيعوا تقبل أن تكون دولة عربية حاضنة للمونديال، هم "مو قادرين يبلعونها".