أكد أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في الجزائر العاصمة ان اختيار قطر لاحتضان كأس العالم لكرة القدم عام 2022 «حدث يخص أيضا الجزائر وكل العالم العربي». وقال الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في تصريح للصحافيين عقب المحادثات التي اجراها مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ان اختيار قطر لتنظيم كأس عالم «حدث لا يخصنا وحدنا بل يخصكم انتم كذلك في الجزائر وفي العالم العربي». كما اعتبر هذا الحدث ايضا «انطلاقة جديدة لمنطقة الشرق الاوسط» معبرا عن أمله ان تكلل التظاهرة بالنجاح عام 2022. وأكد حمد ان قطر قادرة على تحقيق الانجازات رغم صغر حجمها، معتبرا الفوز بالاستضافة هو انجاز لكافة الدول العربية. وحسب وكالة الانباء الفرنسية قال الشيخ حمد في تصريحات نشرتها الصحف القطرية «ان قطر قادرة على تحقيق الانجازات رغم انها صغيرة». وتابع «ان انجاز الاستضافة هو انجاز لكافة الدول العربية معربا «عن امله بنجاح قطر في استضافة البطولة»، ومؤكدا «نعدكم بأن المنشآت الرياضية ستكون عالية المستوى وسيفتخر بها العرب». واضاف امير قطر «اعتقد انه من ايام العرب، انه انجاز للدول العربية.. نتمنى ان تنجح قطر في هذه البطولة ويتمكن اخواننا العرب من مشاهدة هذا الحدث». واوضح «انها لحظات المنافسة كانت صعبة للغاية لاننا لم نكن الوحيدين فيها وان فريق الملف برئاسة الشيخ محمد بذل جهدا جبارا»، مؤكدا في الوقت ذاته «لو خسرنا الاستضافة لكنا سنحاول مرة ثانية وثالثة، فلدينا إرادة وشعور بقدرتنا على تنظيم البطولات مثل الدول الاخرى». وتستعد قطر لاهم احتفال في تاريخها مع وصول اعضاء الملف حيث يجري الاعداد لاستقبال شعبي حافل. ويصل رئيس لجنة ملف قطر 2022 الشيخ محمد بن حمد آل ثاني واعضاء اللجنة الى الدوحة قادمين من زيوريخ، وسيكون في انتظارهم استقبال حافل من الشعب القطري والمقيمين في قطر. وباتت قطر اول دولة عربية وشرق اوسطية تحظى بهذا الشرف بعد ان تفوقت على الولاياتالمتحدة بواقع 14 صوتا مقابل 8 اصوات. ورئيس اللجنة هو نجل امير قطر، ولفت الانظار قبل 4 اعوام حين اضاء على صهوة جواد شعلة دورة الالعاب الاسيوية الخامسة عشرة «اسياد الدوحة 2006». واعلنت اكثر من شركة قطرية توفير حافلات لنقل الجماهير القطرية ومرافقة فريق لجنة الملف لدى عودته والقيام بمسيرات فرح على كورنيش الدوحة، ومن المتوقع ان تقل حافلة مفتوحة افراد اللجنة كما يحصل مع المنتخبات التي تفوز بكأس العالم وتعود الى بلدانها للاحتفال باللقب. وعمت الاحتفالات شوارع قطر حيث احتشد الاف من القطريين والمقيمين لمتابعة مجريات التصويت على شاشات عملاقة، وشهد شارع الكورنيش الرئيسي مسيرات سيارة استمرت حتى ساعات متأخرة من الليل. وخرجت الصحف القطرية امس تهلل لليوم التاريخي، فكتبت الراية عن لسان امير قطر «قطر ستشرف كل العرب»، مضيفة يوم تاريخي لبلادنا بالفوز باستضافة كأس العالم 2022»، وكتبت في عنوان آخر «المونديال في قطر بكل عز وفخر». اما الشرق فعنونت «الامير: انجاز المونديال لكافة الدول العربية وفريق الشيخ محمد بذل جهدا كبيرا»، مضيفة «قطر تفوقت على اميركا ب14 صوتا مقابل 8 اصوات في الدور النهائي»، في حين عنونت الوطن «فرحة القطريين .. فرحة لكل العرب». وفاقت الوصف فرحة امير قطر وزوجته ورئيس لجنة الملف وسائر اعضاء اللجنة في القاعة التي اعلن فيها رئيس الفيفا السويسري جوزيف بلاتر نتيجة التصويت في زيوريخ. اسباب النجاح : وتكمن اسباب كثيرة وراء انجاز قطر بالفوز باستضافة مونديال 2022، لكن يبقى اهمها اهتمام قل نظيره لاميرها الشيخ حمد وزوجته الشيخة موزة بنت ناصر المسند، والقدرة الاقتصادية الهائلة لهذه الدولة الصغيرة الغنية بالغاز والنفط، وايضا تراكم الخبرات بعد تنظيم العشرات من الدورات الرياضية النوعية في العقدين الماضيين. وابهر ملف قطري الجميع لما تضمنه من عناصر شملت جميع التفاصيل من ناحية المواصلات والبنية التحتية واستخدام التقنيات الفنية لتبريد الملاعب، والتخلي عن 170 ألف كرسي في مختلف الملاعب التي تستضيف المباريات بعد انتهاء البطولة ومنحها الى البلدان النامية. والملاعب التي تضمنها الملف صديقة للبيئة بفضل استخدام التكنولوجيا المتطورة والتي جعلت نسبة الانبعاث الكربوني صفرا، وهذه الملاعب لا تبتعد عن بعضها البعض سوى ساعة واحدة وهو ما يسهل تنقل الجماهير التي ستحضر كأس العالم وامكان حضورها لمباراتين في يوم واحد. اقتصاديا، تشكل دولة قطر أحد أكبر 5 أنظمة اقتصادية متزايدة النمو في العالم، ونتيجة لذلك تقوم الدوحة ببناء مرافق أساسية قيمتها أكثر من مئة مليار دولار ينتهي العمل بها عام 2012. وتخطط الدوحة لان تكون المركز الاكاديمي والمركز الرياضي وكذلك المركز السياحي الرئيسي لمنطقة الشرق الأوسط، ولتحقيق هذه الرؤية تقوم بزيادة مرافقها السكنية والفندقية بطريقة ملحوظة. كما تراكمت لدى قطر خبرة كبيرة في تنظيم الاحداث الرياضية النوعية، فنظمت كأس العالم للشباب عام 1995، واحدى أفضل دورات الالعاب الاسيوية في التاريخ عام 2006، فضلا عن العديد من البطولات العالمية مثل ماسترز السيدات للتنس واحدى مراحل بطولة العالم للدراجات النارية، وبطولة العالم لالعاب القوى داخل صالة في اذار الماضي. وتحتضن قطر ايضا نهائيات كأس اسيا لكرة القدم ودورة الالعاب العربية عام 2011. وشكل كل ذلك نقطة انطلاق متينة للبدء في حملة الاستضافة فقامت لجنة الملف بزيارة العديد من دول العالم وشاركت في معظم التظاهرات الرياضية في مختلف القارات في الاشهر الماضية. وقال رئيس لجنة الملف الشيخ محمد بن حمد فور اعلان النتيجة «ان بلاده تفتح ذراعيها الى العالم بأسره»، مشيرا الى ان «اقامة كأس العالم في منطقة الشرق الاوسط للمرة الاولى عام 2022 تعني كثيرا لشعوب هذه المنطقة». وتابع «شكك الكثيرون بقدراتنا واعتبروا ان عامل الطقس وصغر مساحة قطر سيقفان حائلا دون نجاحنا، لكننا عملنا بصمت واثبتنا باننا سنجد الحلول المناسبة لجميع المعضلات التي تعترض طريقنا، وها نحن نحتفل بنيل شرف استضافة كأس العالم عام 2022»، مضيفا «العمل الجاد يبدأ الان لاننا نريد ان نثبت بأننا لا نطلق كلاما في الهواء بل سنضع وعودنا حيز التنفيذ». ولعب العرض القطري قبل يوم من التصويت دورا مهما، فوقف رئيس لجنة الملف امام اعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا متحدثا باللغة الفرنسية التي يجيدها بطلاقة. كما القت الشيخة موزة التي عرضت الملف وتحدثت بالانجليزية الضوء على الجوانب الانسانية فيه اضافة الى التأثيرات الايجابية التي يمكن ان يحدثها تنظيم بطولة بهذا المستوى على منطقة الشرق الاوسط على كافة المستويات. وسألت الشيخة موزة امام اعضاء الفيفا «متى سيأتي الوقت المناسب لتنظيم كأس العالم في الشرق الاوسط؟. لقد حان الوقت الان، هذه هي اللحظة»، مضيفة «لقد نجح الفيفا في تغيير مجرى التاريخ وكانت كرة القدم وسيلة لتحقيق هذا الامر». الامارات تضع كل امكاناتها في تصرف قطر : أكد وزير الثقافة والشباب رئيس الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة في الامارات عبد الرحمن العويس ان بلاده تضع كل امكانات الرياضة الاماراتية لانجاح استضافة قطر لمونديال 2022. وقال العويس في بيان «ابارك للشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، امير دولة قطر، بهذا الانجاز التاريخي الرائع وهو انجاز مشرف ويدعو للفخر لنا ولكل ابناء المنطقتين الخليجية والعربية». وتابع «الامارات ومن خلال مؤسسات الشباب والرياضة تسخر كل امكانياتها لدعم هذه الاستضافة التاريخية» مشددا على ان «نجاح دولة قطر الشقيقة هو نجاح للامارات ولدول الخليج والعالم العربي اجمع». واكد العويس ان «قطر سجلت اسمها واسم الخليج العربي باحرف من نور في سجلات التاريخ وحلقت لتصنع تاريخا جديدا للمنطقة العربية. لا شك ان هذا الانجاز الرائع الذي تحقق بجدارة واستحقاق يمثل قمة درجات الفخر ويعتبر انتصارا تاريخيا لقطر والخليج والامة العربية والشرق الاوسط». واعتبر ان «قطر اجتهدت بكل اجهزتها الإدارية والفنية وباسلوب احترافي بالغ الدقة في التطور والرقي حتى انتزعت شرف استضافة الحدث رغم المنافسة الشرسة ما عزز مكانة العالم العربي على الساحة العالمية». بن همام :اجتزنا الاسهل وينتظرنا الاصعب : اعتبر رئيس الاتحاد الاسيوي لكرة القدم القطري محمد بن همام ان ما حققته بلاده من خلال نجاحها في نيل شرف استضافة مونديال 2022 كان سهلا مقارنة مع ما ينتظرها من تحديات كبيرة من الان وحتى استضافة العرس الكروي بعد 12 عاما. وقال بن همام في تصريح لوكالة «فرانس برس» في زيوريخ «اريد في البداية ان اهنىء قطر حكومة وشعبا بهذا الانجاز الذي لم يكن ليتحقق لولا الدعم المطلق من القيادة السياسية وايمان شعب قطر». وتابع بن همام وهو احد اعضاء اللجنة التنفيذية في الاتحاد الدولي منذ عام 1996 «انه فوز مشترك لكل من ساهم في هذا الملف. لقد بذل اعضاء الملف جهودا كبيرة اعطت ثمارها اليوم من خلال الظفر بتنظيم كأس العالم عام 2022». وكشف «اقول لهم الف مبروك، لكننا اجتزنا مرحلة سهلة وتنتظرنا مهمة صعبة في السنوات المقبلة لكني واثق من قدراتهم على ان يكونوا عند حسن الظن كما اثبتوا في السابق». وتابع «لقد حسمنا شوط المباراة الاول ويبقى ان ننجح في انهاء المباراة من خلال اخراج تنظيم كأس العالم بابهى حلة». واوضح «فرحتي مزدوجة لان دولتي قطر نالت شرف تنظيم كأس العالم وانا اشعر بالفخر، في حين نجحت قارتي في استعادة كأس العالم بعد النسخة الاولى التي اقيمت عام 2002» في كوريا الجنوبية واليابان. وختم «امل ان تساهم اقامة كأس العالم في اسيا وفي قطر تحديدا في مزيد من تطور الكرة في القارة الصفراء». لوف: اختيار قطر قرار «شجاع للغاية» قال المدير الفني للمنتخب الألماني يواخيم لوف أنه فوجئ بقرار اختيار قطر للفوز بتنظيم بطولة كأس العالم واصفا قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) إقامة هذه البطولة في قطر ب»القرار الشجاع للغاية». وقال لوف في تصريحات لوكالة الألنباء الألمانية إنه كان يتوقع اختيار دولة أخرى وأوضح:»روسيا (الفائزة بتنظيم كأس العالم 2018 ) هي أمة كروية ولكن قرار قطر فاجأني». ولكن لوف أشار إلى أن القرار له جانب آخر لأنه يؤدي إلى ضم دول جديدة لعالم كرة القدم. ولم يتشكك لوف في قدرة قطر على تنظيم البطولة وقال:»أعتقد أن البطولة ستكون رائعة فيما يخص التنظيم والاستادات ولكن المشكلة تكمن في اشياء أخرى..أعتقد أن الطقس الحار سيلعب دورا كبيرا». وأشار لوف إلى خبرته الشخصية في التعامل مع درجات الحرارة المرتفعة خلال مباراة ألمانياوالإمارات التي انتهت بفوز ألمانيا على الإمارات بسبعة أهداف مقابل هدفين في حزيران 2009 في دبي ضمن الاستعدادات لخوض تصفيات بطولة كأس العالم2010 . وقال لوف:»كان الأمر عبئا حقيقيا..فالتدريب واللعب في جو تقدر فيه الحرارة ب 40 درجة مئوية أمر صعب». ولكن لوف ذكر بالشكوك التي كانت موجودة على خلفية اختيار جنوب أفريقيا لتنظيم بطولة كأس العالم 2010 وقال:»ولكنهم نظموها بشكل جيد..يجب أن يعايش المرء الامر». أستراليا تشعر بالامتنان للقيصر بيكنباور : أعربت جماهير كرة القدم الأسترالية عن امتنانها للصوت الوحيد في الفيفا الذي حافظ على وعده لرئيس ملف البلاد، فران لوي، لاستضافة 2022 . خسرت أستراليا أمام قطر في ملف استضافة مونديال 2022 . يعتقد الاستراليون بقوة ان الأسطورة الألماني فرانز بيكنباور كان الصوت الوحيد الذي ناله ملف البلاد في الجولة الأولى من عملية التصويت. كان القيصر من أشد المؤيدين لملف أستراليا لاستضافة مونديال 2022 . وفي الوقت الذي جرت فيه عملية الاقتراع بشكل سري ، قد يخرج أحد الاعضاء التنفيذيي في الفيفا في وقت لاحق ليؤكد انه كان الصوت الوحيد الذي حصلت عليه أستراليا حيا الأستراليون بيكنباور على استمرار ثقته في لوي ، صديقه الشخصي ورئيس الاتحاد الأسترالي لكرة القدم. زيدان يحتفل : احتفل نجم كرة القدم الفرنسي زين الدين زيدان بما سماه «النصر المزدوج» بعد فوز الملف القطري بالاستضافة . وقال زيدان مازحا في تصريحات لمجلة «فرانس فوتبول»:»نجحت مرتين..أنتم تعرفوني بالطبع فأنا شخص منتصر» في إشارة إلى أنه كان سفيرا للملف القطري كما دعم ملف فرنسا في استضافة بطولة كأس الأمم الأوروبية عام 2016. ووصف زيدان المنحدر من أصول جزائرية ، نجاح قطر في الفوز بتنظيم كأس العالم بأنه «نصر للعالم العربي وللشرق الأوسط». وأشاد زيدان/38 عاما/ برغبة قطر في التبرع باستادات البطولة بعد نهايتها لدول في أفريقيا ووصف الفكرة ب»الرائعة». البرازيل تشيد باختيار روسيا وقطر : اشادت البرازيل باختيار روسيا وقطر لاستضافة مونديالي 2018 و2022 على التوالي، وذلك على لسان رئيس البلاد لويز ايناسيو لولا دا سليفا. وتوجه الرئيس البرازيلي الذي تستضيف بلاده النسخة المقبلة من المونديال عام 2014، الى الصحافة الاجنبية في ريو دي جانيرو قائلا «اهنىء فيفا على اختيار روسيا وقطر»، مضيفا بان روسيا وقطر تدينان جزئيا بفوزهما الى بلاده لان «قرار فيفا جاء متأثرا نسبيا بما قمنا به للبرازيل» التي تفوقت على العديد من البلدان الغنية في سباق الفوز بمونديال 2014. وتابع لولا الذي يعتبر مشجعا متحمسا لكرة القدم والذي سيترك منصبه الرئاسي قريبا، «اعتقد بان فيفا اظهر حكمة»، مشيرا الى ان كلفة استضافة هذا الحدث ستكون كبيرة لكن المردود سيكون هائلا. وختم «كأس العالم استعراضا يمنح البلد بعدا عالميا». وتواجه البرازيل الكثير من الانتقادات بسبب تأخرها في المنشآت الخاصة بكأس العالم وفي تحديث البنى التحتية، اضافة الى التخوف من الوضع الامني بسبب العصابات المسلحة التي تدخل في معارك يومية مع رجال الشرطة.
