أطاحت الوحدات الأمنية لإقليم الأمن الوطني بتونس وتحديدا على مستوى منطقة الأمن الوطني بباردو قبل أيام بما يرجح انها خلية إرهابية، حيث ألقت القبض على أربعة أشخاص بينهم المدعو ياسين البديري الذي جلب الأضواء أثناء واقعة إنزال العلم الوطني وتعويضه براية التوحيد بكلية الاداب بمنوبة عام 2012، وحجزت سلاحا ناريا يتمثل في بندقية صيد دون رخصة إضافة إلى مجموعة من رايات التوحيد وكتب دينية ذات خطاب متشدد وحواسيب، قبل أن تأذن السلط القضائية بتونس بإحالتهم بحالة احتفاظ على الوحدة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب بالقرجاني من اجل تكوين وفاق لغاية الإخلال بأمن الدولة الداخلي والخارجي والإشهار لتنظيم إرهابي. أوراق القضية تفيد بان الأعوان كانوا بصدد القيام بدورية روتينية بحي فطومة بورقيبة بباردو عندما تفطنوا لقيام المتشدد الديني ياسين البديري المحسوب على ما يعرف بتنظيم أنصار الشريعة المحظور بفتح جهاز راديو كاسيت ووضع تسجيل صوتي لخطاب ديني متشدد قرب"نصبة" غير مرخصة يستغلها في بيع العطورات والبخور فقاموا في الحين بإيقافه وحجز البضاعة وجهاز الراديو كاسيت واقتادوه إلى المقر الأمني لمواصلة التحريات معه. بالتنسيق مع النيابة العمومية أذنت بتفتيش محل سكناه الذي يقطنه رفقة والدته، وبتنفيذ المهمة لم يعثر الأعوان على أي شيء يثير الريبة، قبل ان يشكوا في الأمر ويتفطنوا لسكن المشتبه به في منزل آخر غير الذي أدلى به فتحولوا إليه وفتشوه بالتنسيق مع النيابة حيث عثروا على 12 راية توحيد وكتب ذات خطاب ديني تكفيري متشدد فحجزوها. وبمواصلة الأبحاث تبين وجود ثلاثة متشددين آخرين يعملون في "نصب" غير مرخصة بنفس الحي تحت إدارة المشتبه به ياسين البديري فأوقفوهم، وبالتحري معهم تبين أن أحدهم يكنى ب»أبو مالك المهاجر» الذي ذكرت كنيته على هامش الأبحاث الأمنية في قضية المخطط الإرهابي الذي كان يستهدف تفجير مقر وزارة الداخلية وظلت هويته الحقيقية مجهولة. وبتفتيش منازلهم حجز الأعوان سلاحا ناريا يتمثل في بندقية صيد دون رخصة ومجموعة من الحواسيب تبين إثر الاطلاع على محتواها وحساب الفايس بوك لأحدهم أن له اتصالات على»السكايب» بعناصر دينية متطرفة مقيمة في سوريا مضمونها يتعلق بإقامة دولة الإسلام، كما تبين أن أحد المحتفظ بهم يتواصل على حسابه على تويتر مع عناصر متشددة في درنة وبنغازي الليبيتين. وباستشارة النيابة العمومية أذنت بالاحتفاظ بالمشتبه بهم الأربعة من اجل تكوين وفاق لغاية الإخلال بأمن الدولة الداخلي والخارجي والإشهار لتنظيم إرهابي وإحالتهم على الحالة التي هم عليها على الوحدة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب بالقرجاني لمواصلة التحريات قبل إحالة ملف القضية على قلم التحقيق لاتخاذ بقية الإجراءات القانونية في شأنهم، على أن يبقى كل متهم بريئا حتى تثبت إدانته قضائيا. صابر المكشر جريدة الصباح بتاريخ 20 جوان 2015