بمناسبة احياء الذكرى الثانية لإغتياله عقدت مؤسسة الشهيد محمد البراهمي اليوم ندوة علمية بنزل بالعاصمة تحت عنوان "الإرهاب ومتطلّبات الوضع العربي الراهن". وقد تطرق خلالها المحاضرون الى الحديث عن ظاهرة الإرهاب سواء في تونس أو بقية الدول العربية والحلول على غرار ليبيا ومصر وسورياوالجزائر. وقد اعتبر المحلل السياسي رياض الصيداوي أن التهميش والفقر ساهما في التحاق الفئة المهمشة والفقيرة بالجماعات الإرهابية، ليس فقط بل هنالك تصريحات يمكنها أن تساهم، حسب رأيه، في تغذية الإرهاب على غرار تصريحات نائب أوباما الذي ذكر في احدى محاضراته أن "أصدقاء أمريكيا القطريين والسعوديين يمولون داعش لضرب سوريا.." هذه التصريحات وغيرها حسب الصيداوي يمكن استغلالها في تغذية الإرهاب. كما اعتبر الصيداوي ان هنالك أسباب أخرى ساهمت في تفشي تلك الظاهرة، حسب رأيه، وهي أسباب اجتماعية على غرار الفقر وأسباب دينية، موضحا أن الخطابات الدينية المتشددة المحرّضة على القتل والعنف تتسبب في شحن الحقد والكراهية اللذان يتحولان لاحقا الى عمل ارهابي. وأضاف الصيداوي أن من بين الأسباب الأخرى التي ساهمت في تفشي الإرهاب ببعض الدول العربية أسباب سياسية على غرار دولتي العراق وليبيا، ففي العراق لم يوجد ارهاب قبل أن تتفكك وتنهار، فبعد تدميرها وتدمير ليبيا أصبحتا تتصدران الإرهاب الذي يبحث دائما عن انتشاره وتفشيه داخل الدول المفككة والضعيفة. من جهة أخرى، صنف الصيداوي الإرهاب الى ثلاثة أنواع : ارهاب المدن على غرار ما حصل في مدينتي سوسة وباردو، وارهاب التضاريس والجبال وهو الذي عانت منه الجزائر كثيرا لأنه أوجد مكان خصب للإرهابيين، للتوغل والتخطيط والتدريب، أما الإرهاب الأسود فهو الذي يهدف الى قتل أكثر ما يمكن من الأشخاص. ولمقاومة تلك الظاهرة الخطيرة، يرى المحلل السياسي رياض الصيداوي أنه يجب تحقيق العدالة الإجتماعية وتوعية شبابنا سياسيا واعلاميا والتشديد على أن الإرهاب موظف عقلانيا من الدول الراعية له، وبالتالي يمكن أن نجنبه الإنخراط فيه، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى، قال إنه لا بد من جعل الأجهزة الأمنية قوية، ولا بد من مكافحة الفضائيات التي تنشر الخرافات والشعوذة وتجيش الناس، ومحاربة الإرهاب كفكرة.