لا يمكن لتونس كسب المواجهة المفتوحة والمتعددة الجبهات، الا بتضافر جهود جميع القوى الفاعلة وفي مقدمتها الدبلوماسية باعتبارها خط الدفاع الاول على امن تونس وسيادتها ومكانتها في محيطها الاقليمي"، ذلك ما أكده رئيس الحكومة، الحبيب الصيد الثلاثاء بالعاصمة. وأبرز الصيد في افتتاح الندوة السنوية لرؤساء البعثات الدبلوماسية والدائمة والقنصلية أهمية الدور الموكول لهذه البعثات للمساهمة في الجهد الوطني من أجل تجاوز الأوضاع الصعبة والدقيقة التي تمر بها البلاد والتصدي بكل قوة لكل المخططات التي تستهدف كيان الدولة ومؤسساتها ونمطها المجتمعي ورفع التحديات الأمنية وفي مقدمتها ظاهرة الإرهاب. وقال في هذه الندوة، التي تلتئم تحت عنوان "توظيف آليات الدبلوماسية لرفع التحديات الامنية وكسب الرهانات التنموية"، "إيمانا منا بالدور الحيوي للدبلوماسية في هذا المجال ندعو إلى إيلاء أهمية خاصة لرصد التحولات المتسارعة التي تعيشها المنطقة". وأشار في هذا السياق، إلى أن التطورات في كل من سوريا والعراق واليمن وفي منطقة الساحل والصحراء وخاصة في الجوار المباشر في ليبيا، تشكل تحديات كبيرة تستدعي المتابعة الدقيقة واليقظة التامة من أجل التوقي من مضاعفاتها واحتواء ارتداداتها على الامن الوطني. وشدد الصيد على ضرورة تكثيف التنسيق ومزيد تعزيز التعاون الامني مع دول الجوار وفي اطار الهياكل الاقليمية داخل اتحاد المغرب العربي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي وفضاءات الانتماء المشترك الاخرى على غرار «خمسة زائد خمسة» وتجمع دول الساحل والصحراء. كما دعا الى مزيد حشد الدعم للقدرات اللوجستية والعملياتية للقوات الامنية والعسكرية من خلال تعزيز التعاون الثنائي في المجالات ذات الصلة مع الدول الشقيقة والصديقة أو من خلال آليات التعاون المتاحة على المستوى متعدد الاطراف. وطالب رئيس الحكومة، بمضاعفة الجهد وتكثيف المساعي والتحركات قصد تحسيس الشركاء والأصدقاء من رجال الأعمال والأوساط الفاعلة على مستوى القرار السياسي والاقتصادي ببلدان الاعتماد بالخيارات الوطنية وأوليات التنمية والاقتصاد بتونس. وبين في هذا الصدد، ان تونس، اليوم، في حاجة إلى مشروع وطني شامل ومتكامل تتفاعل أبعاده السياسية والاقتصادية والاجتماعية لمواجهة مختلف التحديات المطروحة. وأوصى الصيد بالتحلي بروح المبادرة ضمن التحركات الدبلوماسية الرامية إلى تعزيز العلاقات بالدول الشقيقة والصديقة وتطوير مجالات التعاون وتوسيعها مع الشركاء التقليديين. ودعا ايضا، الى العمل على استكشاف أسواق جديدة لا سيما في إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية مع اغتنام ما تتيحه هذه الفضاءات من فرص لتعزيز تواجد الكفاءات والاطارات التونسية بالخارج. وتطرق من جهة أخرى، الى ضرورة السعي لإيجاد مصادر تمويل مبتكرة للاقتصاد التونسي وإحكام التنسيق مع المنظمات والمؤسسات الإقليمية والدولية قصد تجسيم ما أبدته من استعداد جدي للوقوف إلى جانب تونس ولإنجاح ديمقراطيتها الناشئة وتأمين مسار انتقالها الديمقراطي.