أنهت "لجنة المؤتمر الوطني للمثقفين التونسيين ضد الإرهاب" التحضيرات للمؤتمر الذي ستلتئم فعالياته هذا الأربعاء الموافق ل- 12 أوت، كما أعدت بيانا يتضمن جملة من المقترحات العملية في مجال مقاومة الإرهاب، سيتم عرضه على الطبقة السياسية ومكونات المجتمع المدني، وفق ما أكده المنسق العام للجنة إعداد المؤتمر حبيب الكزدغلي. وأفاد الكزدغلي في ندوة صحفية صباح الاثنين بمقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بالعاصمة، بأن بادرة «مثقفون تونسيون ضد الإرهاب" انطلقت منذ مطلع شهر جويلية الماضي بعد تصاعد وتيرة الهجمات الإرهابية بالبلاد والتي استهدفت السياح وقبلها قوات الجيش والأمن الوطنيين والزعماء السياسيين. وبين أن هذه البادرة تأتي ضمن المسعى إلى تجاوز خطاب التنديد والسعي إلى تقديم أفكار عملية تسهم في مجابهة ظاهرة الإرهاب. واعتبر الكزدغلي أن المثقفين التونسيين قرروا الانخراط الكامل في المعركة ضد الإرهاب عبر تقديم أنشطة فكرية وثقافية متنوعة، وأنهم يأملون من خلال عقد هذا المؤتمر، التوصل إلى بلورة مقترحات واقعية ووضع تصور مستقبلي متناسق لسياسة ثقافية وطنية تكون قيم الجمهورية المدنية أهم مرتكزاتها. وأشار إلى أن أشغال المؤتمر ستتركز حول تقرير تأليفي ساهم في إنجازه أكثر من ثلاثين باحثا ومختصا في مجالات متعددة تعالج ظاهرة الإرهاب وتقترح بدائل لمقاومته. كما أشاد الكزدغلي بإنجازات المرأة التونسية، واعتبر اختيار توقيت عقد المؤتمر مناسبة لتكريمها على النضالات التي قدمتها من أجل الحرية والدفاع عن مدنية الدولة. من جهتها اعتبرت رجاء بن سلامة عضو لجنة إعداد المؤتمر الوطني للمثقفين التونسيين ضد الإرهاب أن "هذه البادرة تتجاوز الإدانة وترتقي إلى تحمل المسؤلية الكاملة في مواجهة الإرهاب" قائلة "آن الأوان للانتقال من طور التنظير إلى ا لطور العملي". وتطرقت بن سلامة إلى بعض جوانب المؤتمر، حيث أكدت أن هذا اللقاء سيجيب عن عديد التساؤلات التي بقيت غامضة، على غرار "لماذ تركنا الشباب وحيدا أمام الإرهاب؟" و"كيف يتم صنع الإرهاب؟" و"ماهي البؤر التي تواصل إنتاج هذه الظاهرة؟". أما حمادي الرديسي عضو لجنة إعداد المؤتمر، فقد طالب وزارة الداخلية بتقديم معطيات دقيقة عن حياة الإرهابيين ومستوياتهم التعليمية وغيرها حتى يتسنى للباحثين القيام بدراسات معمقة في هذا المجال. وينتظر أن يصادق المؤتمر على بيان ختامي يتم عرضه لاحقا على الحكومة ومجلس نواب الشعب والأحزاب السياسية والجمعيات. ويطمح المنظمون إلى أن يكون اللقاء إسهاما من المثقفين في إنجاح المؤتمر الوطني ضد الإرهاب الذي قبلت الحكومة رسميا تنظيمه في شهر سبتمبر القادم.