خلال الندوة الصحفية التي عقدتها اليوم هيئة الدفاع عن عبد الكريم العبيدي المتهم في قضية اغتيال محمد البراهمي، تطرّقت زوجته الى فحوى الرسالة التي وجهها اليوم عبد الكريم العبيدي عن طريق هيئة دفاعه الى الشعب التونسي ورئيسا الجمهورية والحكومة وكل المنظمات الحقوقية وأيضا الى عائلة الشهيد محمد البراهمي. وقد جاء بفحوى الرسالة التي تحصلت "الصباح نيوز" على نسخة منهاجا يلي : صرخة مظلوم يريد أن يسمعها لكل من نواب الشعب التونسي، رئيس الجمهورية، رئيس الحكومة، كل المنظمات الحقوقية والى عائلة الشهيد البراهمي، لقد تم إيداعي السجن من قبل أشخاص مأجورة تأتمر بإمرة أطراف نافذة تسيطر على الحياة السياسية بتونس وفي إطار تصفية خصومهم السياسيين ولم يثنهم عن جرمهم كوني رب عائلة ليس لها بعد الله سواي وأني براء مما نسبوه لي. وفي إطار هذه المظلمة أصبحت رقما من بين أرقام سجن المرناقية المصنّفين دون أن يدرك الزاجين بي ظلما وبهتانا بحجم معاناتي والقهر المتولّد عن الإحساس بالظلم. احساس كان يتعمّق دائما عندما أرى أناسا صدّوا مسامعنا بنضالاتهم وبأنهم كانوا ضحايا العنف والإستبداد زمن بن علي وبورقيبة. تيقّنوا جميعا أنكم في سراح مؤقت طالما أن الزج بالأبرياء في السجن سهل لهذه الدرجة وإلصاق التهم بالناس يكونه بناء على تدوينات فايسبوك وكلام قيل في بلاتوهات تلفزية غير مستند لأي قرائن أو أدلّة حتى وإن كانت واهية. إني أستصرخ رئيس الجمهورية وهو رجل القانون والمحامي صاحب الجنسية التونسية الذي قال في حملته الإنتخابية" أنا رئيس جميع التونسيين" وأنا أقول لك أنا المواطن عبد الكريم بن محمد بن الطاهر بن يوسف العبيدي تونسي الجنسية وأتعرض لأكبر مظلمة ومن واجبك إنصافي. إني أستصرخ رئيس الحكومة وأعضاء الحكومة وخاصة وزير الداخلية وأقول له لقد تخليت على رجل آثر على نفسه حب الوطن وتصدى للمؤامرة التي حيكت لإدخال البلاد في الفوضى بعد الثورة بتصدّيه لعصابات التهريب عندما جحدتم حقيقة الإغتيالات التي استيقنتها أنفسكم. إني أستصرخ نواب الشعب الذين ألجمت ألسنتهم التي زعموا أنها تدافع وتنوب الشعب التونسي وأذكرهم أني من الشعب. أنا من غياهب سجني أنادي عائلة الشهيد البراهمي وأقول لهم بأني أساندكم في الوصول الى معرفة الجناة الحقيقيين وفي معرفة الحقيقة لأني براء من دم الحاج البراهمي ولأن من اغتاله هي يد سوداء تريد بهذا الوطن شرا في إطار حماية دولة الفساد التي تمعّشت منها. أيتها المرأة الفاضلة السيدة مباركة البراهمي إن سبب اقحامي في ملف زوجك هو أني كنت من المتصدّين بشدة للعصابات المنظمة في وقت الإنحلال الأمني بعد الثورة وكشف خيوط المؤامرات التي تحاك ضد البلاد لإدخالها في الفوضى. يا عائلة الشهيد إني رجل أمن منذ أكثر من 25 سنة وأؤمن بالأمن الجمهوري وليست لي أي علاقات أو صلات بأي حزب سياسي والصور التي تم تداولها لتشويهي فإنه تم استعمالها من قبل حديثي عهد بالسلك الأمني ثبت تورطهم في التواطئ والتآمر على البلاد. وحقيقة هذه الصور أنها أخذت لي بمطار تونسقرطاج أثناء آدائي لمهامي ولا في إطار مناسبة خاصة لأن من مهامي حفظ النظام أثناء وصول الوفود الرسمية لبلادنا ومثلما أمّنت دخول القرضاوي أأمّن خروج اليميني المتطرف جان ماري لوبان والفنان راغب علامة وغيرهم كثير فقط في إطار قيامي بالواجب الوطني لا غير. أنا أتحدّى أي كان أن يقدم ولو دليلا واحدا على انتمائي لأي حزب سياسي على خلاف ما يدّعيه زورا المرتزقة الّذين يتحرّكون لتشويهي وأذكّر الجميع بتاريخهم الأسود وإرتباطاتهم المشبوهة خاصة أن جلّهم كان من البوليس السياسي في ظل النظام السابق. من غياهب سجني أنادي الجبهة الشعبية وأقول لهم يا من طالما إدّعيتهم بأنكم كنتم ضحايا الظلم والإستبداد فأنتم اليوم شركاء في الظلم المسلّط عليّ وفي قهر مواطن تونسي لم يدّخر جهدا في الذود عن حرمة الوطن من عصابات الجريمة المنظّمة التي تآمرت على البلاد بعد الثورة وهذا يضعكم في مرتبة الشريك في هذه الجريمة المرتكبة في حقي وأنتم هكذا تقتلون الشهيد البراهمي مرّتين عندما اغتالته يد الغدر ومرة بتواطئكم في عدم السعي لكشف حقيقة الإغتيال. من غياهب سجني أنادي وسائل الإعلام وأقول لهم الرجاء التحرّي في الأشخاص الذين يتم استدعاؤهم للحديث في مسائل تتعلق بالأمن القومي والإرتباطات المشبوهة وتمكيني من حق الرد في خصوص كل المغالطات التي يروّج لها المرتزقة وأن سبب مواصلة هؤلاء الأوغاد في غيّهم هو صمتي التزاما بواجب التحفّظ والحفاظ على السر المهني بانتمائي الى المؤسسة الأمنية التي قضيت فيها أكثر من من نصف عمري. ندائي لزوجتي وبناتي وعائلتي أنا بريئ ومظلوم وستنجلي هذه الغمة فدعوة المظلوم لا ترد. بناتي إفخرن بأبيكن وأرفعن رأسكن عاليا فنظافة يدي وتمسكي بمبادئي هما سبب الزج بي في السجن من قبل العصابات التي طالما حاربتها وكشفت سرقاتها ومخالفاتها للقانون فيد أبيكن نظيفة لم تلطّخها أدران النقود فما بالكن الدماء الزكية وتأكدن بأني سأخرج وبأن الغمّة ستنجلي فإنه مع العسر يسرا."