لا ندري من هو الأمني الذي خطط لحركة المرور بشارع بورقيبة بتونس العاصمة، غير أن المؤكّد أن هذا العبقري والذي كما تردد يريد من ذلك منع أي مخطط إرهابي عوض أن يوقع بالإرهابيين في الفخ أوقع بالمواطنين المساكين. فاللعنة تصيب من يلج هذا الشارع ويريد العبور منه إلى شارع فرنسا كمركز أساسي للتبضّع بما أن السوق المركزي والمحلات المجاورة له تقع على بعد أمتار منه، فصاحب السيارة يفاجأ بالأسلاك الشائكة التي تمنعه على مستوى تمثال بن خلدون من المرور وإذا ما اتخذ شارع مختار عطية مسلكا له ليمرّ عبر نهج روما ونهج فرنسا فإنه عندئذ يقع في الفخ الذي لن يخرج منه بتاتا إلا بالقيام ب"دورة شرفية" حول العاصمة عبر باب الجزيرة ومنه باب عليوة ليعود مجددا إلى المناطق المحظورة، على اعتبار أن نهج يوغسلافيا مغلق على مستوى شارع الحبيب ثامر وحتى ان غامر واختار أن يدخل من الأنهج الممنوعة فإنه يفاجأ بغلق الشارع المؤدي للمسرح البلدي بالحواجز. نحن نتفهم الوضع الأمني الحساس غير أن ذلك الحال لا يجب أن يكون موجبا لمعاقبة عموم الناس في نهاية الأسبوع عندما يتحولون لقضاء شؤونهم فيزيدون شارع باب الجزيرة اكتظاظا على اكتظاظه وكذاك المناطق المجاورة له، فمبدأ الأشياء يفترض أن تخلق منافذ تسهّل العودة على الأعقاب لا أن تدخل حركة المرور المختنقة في تأزم إضافي.