توجه رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي بالشكر على الدعوة التي تلقاها من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لزيارة مصر. وأوضح السبسي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس عبد الفتاح السيسي بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، أنه متفائل بهذه الزيارة من أجل تعزيز العلاقات المشتركة لا سيما بعد أن كانت آخر زيارة لرئيس تونسي إلى مصر منذ نحو نصف قرن، وقال الرئيس التونسي "أعتبر أن العلاقات بين البلدين لا تستأهل ذلك". وأشار السبسى إلى أنه سبق أن التقى بالرئيس السيسي وأنه لمس فيه الوطنية الصادقة والتفاني وتفهم أوضاع الدول الأخرى وبخاصة دول الجوار وليس التمسك برأي معين وهذا ما جعله يأتي بوفد تونسي إلى مصر وهم يعرفون مسبقا أنهم سيحصلون على اتفاق شامل بشأن كل الموضوعات المطروحة للنقاش. وقال "إنه يأمل في أن تتوافق الدول العربية على مزيد من التقارب، مؤكدا أن تبادل الرأي بين مصر وتونس يوفر النجاح للدول العربية". وأضاف الرئيس التونسي أنه ينتهز الفرصة لتوجيه التحية للشعب المصري الذي يحتفل حاليا بذكرى العبور يوم السادس من أكتوبر 1973، وقال إنه يعتقد أن انتصار أكتوبر أرجع إلى الجيوش العربية جمعاء كرامتها، بل وإلى الشعوب العربية كذلك، موجها التحية للشعب المصري وجيشه. وأعرب السبسي عن سعادته للدعوة التي تلقاها من الرئيس السيسي، لحضور احتفالات مصر بذكرى نصر أكتوبر، وقال إنه يشرفه الحضور كما أنه شرف للشعب التونسي كله. وأضاف أن ما توصل له في المباحثات مع السيسي والروح التي سادت هي مؤشر إيجابي تم تسجيله بكل ارتياح كما أنها تبعث رسالة بأن المستقبل سيشهد مزيدا من التضامن والتفاهم والتعاون بين مصر وتونس. من جهته، رحب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بالرئيس الباجي القايد السبسي، مؤكدا على أواصر الصداقة والتواصل بين مصر وتونس، وعمق وخصوصية العلاقات التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين، وحرصنا الدائم على تعزيز وتطوير علاقاتنا الثنائية، والارتقاء بها إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزا بما يحقق ويعظم مصالحنا المشتركة ويمكننا من مواجهة التحديات المختلفة التي تهدد البلدين، ويلبي التطلعات التنموية، الاقتصادية والاجتماعية، للشعبين. وقال السيسي، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره التونسي، منذ قليل "أغتنم هذه الفرصة للإشادة بالنتائج الإيجابية التي خرجت بها أعمال الدورة الخامسة عشرة للجنة العليا المشتركة بين البلدين، والتي استضافتها تونس خلال شهر سبتمبر الماضي برئاسة رئيسي وزراء البلدين، وما أسفرت عنه من توقيع 16 مذكرة تفاهم وبرنامج تنفيذي في مختلف المجالات بما يؤسس لمرحلة جديدة من التعاون المشترك". وأضاف "لقد أكدت اليوم مع الرئيس التونسي عزم حكومتي البلدين على سرعة العمل على تفعيل هذه الاتفاقات، وتذليل أية معوقات إجرائية بما يضمن دخولها حيز النفاذ، وكذا ضرورة دفع التبادل التجاري، وتعزيز علاقاتنا الاقتصادية والاستثمارية من خلال الاستخدام الأمثل للمزايا التى تتيحها الأطر المنظمة للعلاقات التجارية والاقتصادية الثنائية". وتابع "تبادلنا أيضا وجهات النظر والرؤى حول العديد من القضايا الرئيسية ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الدولى والإقليمي، لاسيما تنامى ظاهرة انتشار الإرهاب والتطرف بصورة باتت تهدد الأمن القومي لبلادنا واستقرار دول المنطقة، وأكدنا ضرورة توحيد الجهود للتصدي الحازم لهذه الظاهرة البغيضة بجميع الوسائل وبالتوازي مع تطوير الخطاب الديني بما يبرز القيم السمحة لديننا الإسلامى الحنيف". وقال "كما تطرقنا إلى التطورات المؤسفة وغير المقبولة التي يشهدها الحرم القدسي الشريف، وجددنا الإعراب عن إدانتنا لتلك الانتهاكات التى تدفع إلى عدم الاستقرار فى المنطقة، وشددنا على أن القضية الفلسطينية ستظل تحتل الأولوية فى سياساتنا الخارجية حتى يحصل الشعب الفلسطينى الشقيق على كامل حقوقه المشروعة وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية". وأضاف "تناولنا كذلك تطورات الأوضاع فى ليبيا الشقيقة، وأعربنا فى هذا الصدد عن تطلعنا لقبول الأشقاء الليبيين اتفاق السلام الذي ترعاه الأممالمتحدة بما يسهم في التوصل إلى النتائج الإيجابية المرجوة وفى استعادة الاستقرار والأمن إلى جميع ربوع ليبيا". أما فيما يتعلق بسوريا، قال الرئيس السيسي: "فقد اتفقتُ والسيد الرئيس على ضرورة استمرار العمل على التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للصراع بما يضمن الحفاظ على وحدة وسلامة سوريا ويلبى تطلعات الشعب السوري الشقيق". وختم الرئيس كلمته قائلا "ولا يفوتني فى هذه المناسبة أن أعيد تأكيد الاهتمام الذي توليه جمهورية مصر العربية للتعاون مع الجمهورية التونسية فى مواجهة الإرهاب، ودعمنا للإجراءات التى اتخذتها الحكومة التونسية لصون أمن بلادها، وأن أعرب عن تمنياتنا الطيبة لتونس العزيزة بالازدهار والتقدم ولشعبها الشقيق بكل الخير والتوفيق".(وكالات)