أمنت مؤخرا المنظمة المستقلة "مبادرة مناظرة" المناظرة السابعة عشرة من تونس واهتمت بالتساؤل مع عدد من السياسيين والمثقفين والشباب التونسي بمسألة خلافية داخل شرائح من المثقفين والشباب والسؤال المطروح على الضيوف: هل هناك مؤامرة على العرب من الغرب؟ المناظرة التي نقلت على قناة "الجزيرة مباشر" أمن خلالها الشباب التونسي الممثل لعدة تيارات وجهات، تدخلات جدية وجيدة راوحت بين الإقرار بأن المؤامرة حاصلة من خلال وقائع الأحداث والحروب وعدم الاستقرار في عدة بلدان مثل العراق وسوريا وليبيا وآراء أخرى معاكسة للآراء الأولى. الشبان المشاركون وحسب السياسي الليبي الدكتور جمعة القماطي، الذي كان من أشرس المعارضين لنظام معمر القذافي، يمتلكون القدرة على المحاججة وتقديم البرهان والحجة الدامغة، حول الطرح المساند لنظرية المؤامرة والطرح المخالف في أن وهذا ما يحسب لثقافة معينة لدى شرائح واسعة من شباب مثقف ومسيس، وربما دفعت بهم الثورة إلى التعبير الحر والمسؤول. وهذا الأمر أكد عليه السياسي المغربي والباحث عبد الصمد بالكبير الذي عارض السياسي الليبي بشراسة ولكنها لم تخرج عن آداب الحوار وطقوسه، في مرحلة يسعى من خلال البرنامج، أصحاب مشروع "مبادرة مناظرة "، إلى تمكين الشبان المشاركين والرأي العام المتابع للمناظرة، من آليات القدرة على الخطابة والمناظرة عالية الجودة على حد قول أحد المنظمين للمبادرة عقب البث المباشر. وحسب القائمين على هذه المبادرة فإنهم لمسوا لدى الشباب سعي إلى مقاومة منطق القوة السائد في المشهد العربي من المحيط إلى الخليج العربي وذلك من خلال التدرب على قوة المنطق، وهدا ما يتم عبر الدورات التدريبية ومنها يختار المنظمون الستة من الشبان وعقب الدورة يتقدم فائزين اثنين فقط، ليكونا جنبا إلى جنب مع قادة الرأي لتأييد أو معارضة الأطروحة أثناء المناظرة. يذكر ان "مبادرة مناظرة " منظمة غير ربحية مقرها الرئيسي بواشنطن ولها ثلاثة مكاتب إقليمية في كل من تونس وعمان والأردن وبحلول سنة 2016 ستقوم المنظمة بتوظيف أكثر من ستين مدرب وتدريب أكثر من 8000 شاب وشابة، ويذكر أن سياسيين ومفكرين من تونس مثل الدكتور يوسف الصديق والعجمي الوريمي، قد سبق لهم أن شاركوا في "مبادرة مناظرة ."