بدأت بعض أسراب طيور الزرزور تتوافد على غابات الزيتون في الجهة لتفتك كعادتها بالصابة التي لم تكن هذا الموسم في مستوى أمال الفلاحين حيث لن تتجاوز ال50 ألف طن. طائر الزرزور لمن لا يعرفه هو من الطيور المهاجرة التي يحل ركبها ببلادنا في مثل هذا الوقت من كل السنة آتية من بلدان الشمال لتقضي شتاءها في غابات الزياتين وتلتهم جزءا كبيرا من الصابة علما وان هذا الطائر يستهلك يوميا ضعف وزنه من حبوب الزيتون (حوالي 150غ). والقيام بعملية حسابية بسيطة يبين الكمية الهائلة التي يلتهمها يوميا هذا الطائر الذي سوف لن تتجاوز أعداده هذا الموسم المليوني طائر حسب مهندس الغابات عبد العزيز هبول رئيس الدائرة الفرعية للغابات بالقيروان ورئيس فرقة الصيد البري بها. وأفاد العديد من سكان الغابات القاطنين في الجبال أن أعدادا محترمة من هذه الطيور شوهدت في الجهة خلال فصل الصيف وذلك خلافا للعادة، فهي طيور يبدو أنها أصيبت خلال الموسم الفارط والتأمت جراحها ولكن لم يعد باستطاعتها الطيران لمسافات بعيدة وبالتالي العودة إلى موطنها الأصلي كما يؤكد هؤلاء أن هذه الطيور تأقلمت مع مناخ الجهة بل وتكاثرت وهذا ما أكده أيضا المهندس عبد العزيز هبول . دائرة الغابات بالقيروان من جهتها سبق لها أن قامت بتجربة في الغرض ووضعت بعض هذه الطيور في قفص كبير أين قضت سنة كاملة تعودت خلالها على أكل ما يقدم إليها من حبوب أو حتى فضلات الطعام وذلك قبل إطلاق سراحها ولكنها (الطيور) أبت مغادرة المكان واختارت الأشجار المحيطة بالقفص لتقضي بقية حياتها. موسم صيد هذا الطير على الأبواب وينطلق موسم صيد هذا الطائر في الفاتح من نوفمبر المقبل ليتواصل إلى أواخر مارس المقبل، ويمكن تفخيخ هذا الطائر بالشباك أو بالملطم في ملك الدولة من قبل صيادين مختصين وذلك بعد دفع معلوم مادي إلى قابض محاصيل أملاك الدولة. لحمه شهي ويعتبر لحم هذا الطائر الطبق المفضل للعديد من العائلات القيروانية حيث تتهافت على شرائه (الطائر الواحد 500) لأكله، هو أيضا طائر مفيد للتوازن البيئي. ورغم الخسائر الجسيمة التي يكبدها هذا الطائر لصابة الزيتون فانه يعتبر من الحيوانات المساهمة في التوازن البيئي فهو يلتهم الجزء اللحمي أو الليفي لحبة الزيتون ثم يلفظ نواتها طائرا كان في الجو أو مقيما في مبيتاته بالجبال وفي غابات القصب حول الأودية. هذه النواة تردمها الحيوانات الوحشية الباحثة عن الدود كالخنازير وترويها مياه الأمطار فتنموا بعد ذلك ويقع تحويلها إلى السهول فيما بعد لتصبح زيتونة منتجة.