أحيل اليوم بحالة سراح على المحكمة العسكرية الدائمة بتونس المتهم بقتل الشهيد أمين القرامي وهو وكيل أول بالجيش الوطني ويدعى محمد بن السبتي مبروك الذي وجهت له تهمة القتل العمد على معنى الفصل 205 من المجلة الجزائية. ولدى استنطاقه من قبل المحكمة أنكر التهمة المنسوبة إليه ذاكرا أنه أطلق النار في الغرفة عدد 4 التي كان يتمركز بها قنّاص ولم يطلق النار على الغرفة رقم 7 التي كان يوجد بها عون السجون أمين القرامي. ورغم أن المحكمة واجهته بقرائن إدانة إلا أنه تمسك ببراءته مضيفا أن الشهيد المذكور كان حاملا لسلاح وكان يطلق النار. ووجه الأستاذ شرف الدين القليل أسئلة للمتهم منها هل أن للمتهم علم بالحراسة المشددة على مستشفى الحبيب بوقطفة ببنزرت فأنكر علمه بذلك مضيفا أن تموقعه بمدرسة جيش البر المقابلة للمستشفى كان بتعليمات من رؤسائه في العمل لوجود عناصر مسلحة حسب ذكره كانت موجود بمستشفى الحبيب بوقطفة. واعترف بحمله لسلاح نوع قنّاصة (أف أف جي) عيار 7-62 وأنكر توجيهه السلاح نحو الشهيد المذكور. وطلب محامي المتهم سماع جميع العسكريين الذين كانوا موجودين بالمدرسة وسماع كذلك كامل طاقم المروحية التي كانت تحلّق فوق المستشفى . وقررت المحكمة حجز القضية اثر الجلسة لتحديد موعد للجلسة القادمة والنظر في مطلب محامي المتهم.
منع عائلات الشهداء من دخول قاعة الجلسة تم منع عائلات الشهداء من الدخول إلى قاعة الجلسة وتم السماح لوالدي الشهيد أمين القرامي اللذين رفضا الدخول فانعقدت الجلسة بصفة سرّية حسبما أفادنا به الأستاذ شرف الدين القليل. وقال المحامي المذكور أنه مستاء من التنظيم الهيكلي للجلسة ورفض إعطاء مزيد من التفاصيل عن ذلك معتبرا أن ما حصل من سوء تنظيم يعد فضيحة بجميع المقاييس. وكان الشهيد أمين القرامي الذي يعمل عون سجون البالغ من العمر 28 سنة تقريبا أصيب برصاصة قيل أن المتهم هو من وجهها له توفي على إثرها الشهيد المذكور لما كان يحمي المساجين والمرضى بمستشفى الحبيب بوقطفة ببنزرت في ذلك الوقت، حلقت مروحية تابعة لجيش البر فوق مبنى المستشفى فحاول أمين القرامي استكشاف أمرها ولما أطلّ من النافذة أصابه المتهم بطلق ناري من بندقية قناصة.