تناقلت خلال الأسبوع الجاري بعض المواقع الالكترونية عن مصادر عسكرية ليبية ان إرهابيي تنظيم "داعش" في مدينة سرت يتدربون على قيادة الطائرات من خلال محاكاة جهاز «سميوليتر» للطيران وقد أكد مسؤول أمني يعمل ضمن فريق لمتابعة نشاط التنظيم في شمال إفريقيا إنه توجد بالفعل معلومات عن عمليات تدريب للتنظيم في ليبيا على قيادة الطائرات المدنية والسؤال المطروح هنا هل يشكل تدريب "دواعش" ليبيا على قيادة الطائرات خطرا على أمن تونس وهل بإمكان داعش استهداف مواقع تونسية بواسطة الطائرات؟ المحلل السياسي والخبير في الشأن الليبي عز الدين عقيل أفادنا بأن هذا مجرد كلام بعيد كل البعد عن الواقع لأن الأقمار الصناعية تقوم بالتقاط كل الصور وايطاليا مركزة بشكل مباشر على هذا الأمر وخاصة على مدينة سرت واعتبر أن وصول طائرات إلى ذلك المكان أمر شبه مستحيل لأن الطائرات دون طيار تراقب المنطقة بشكل يومي. وأوضح عقيل أن تلك الطائرات وإن وجدت فلن تتجه نحو تونس لأن مشروع "داعش" متجه نحو الغرب مشيرا الى أن "دواعش" ليبيا لا يعتبرون تونس من أولوياتهم لأنه يهمهم بقاؤها كمركز لوجيستي يستفيدون منه ويقدم لهم الدعم الغذائي والبشري معتبرا «داعش» ليبيا في حالة "زواج متعة" مع تونس وسوف تواصل في اعتماد نسق "الذئاب المنفردة" التي تتبناها الأطراف التي تعتقد أن تونس دولة "كافرة" مشيرا الى أن التصدي لهم أسهل. واستبعد عز الدين عقيل أن يكون المدنيون اليوم هدفا للإرهابيين في تونس لأن "داعش" لا تعتبر نفسها في مواجهة مباشرة مع المواطن التونسي كما أن قيامها بهجوم على مستوى حزب أو زعزعة نظام سياسي في تونس يعد هدفا مؤجلا بالنسبة إليها. المواطن هو الهدف رئيسة المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية والأمنية والعسكرية بدرة قعلول أكدت أن "داعش" يشكل خطرا أينما كان ولكن استعمال الطائرات في هجماته الإرهابية غير وارد خاصة وأنه لم يستعملها في سوريا والعراق فما بالك بتونس واستبعدت أي احتمال للضربات الجوية ل»داعش» سواء بتونس أو أية دولة أخرى ،غير أن العمليات الانتحارية واردة بشدة في تونس خلال الأيام القليلة القادمة وفق ما ذهبت اليه بدرة قعلول مؤكدة على أن الإرهاب سيضرب تونس وهذه المرة سيكون المواطن هو الهدف-على حد تعبيرها-. ولاحظت قعلول أن «داعش» بصفة عامة والإرهاب بصفة خاصة يتعرض اليوم الى تضييق للخناق لذلك هناك عمليات انتحارية واردة سوف تنفذها عناصر نسائية تونسية ببلادنا، وأشارت قعلول إلى أن الإرهاب عادة ما ينفذ ضرباته في النهار وليس ليلا لأن في الليل هناك يقظة أكثر ونبهت من وقوع عملية إرهابية أخرى قد تقسم ظهر تونس. خطر داخلي الخبير الأمني فيصل الشريف اعتبر أن «داعش» إذا ما حاولت تنفيذ ضربات جوية سيتم سحقها داخل بؤرها مشيرا الى أن تونس بعيدة عن تهديدات «داعش» الجوية وإذا ما كان لديها تهديد فهو يستهدف أوروبا لأن سرت تبعد 600 كلم فقط عن الحدود الليبية الأوروبية موضحا أن خطر ليبيا على أوروبا أكبر بكثير من خطرها على تونس التي تواجه خطرا من الداخل من خلايا نائمة وأنشطة المهربين الذين تمكنوا من إدخال كميات هائلة من السلاح منذ 2011 موضحا أنه يجب تضييق الخناق على المهربين وتجريم الأفعال التي يقومون بها لصد خطر الارهاب على تونس. مفيدة القيزاني جريدة الصباح بتاريخ 05 ديسمبر 2015