أكد الرباعي الراعي للحوار الوطني، خلال ندوة صحفية انعقدت اليوم الاربعاء بمؤسسة نوبل للسلام بالعاصمة النرويجية أوسلو، أن جائزة نوبل للسلام "جاءت تكريما للشعب التونسي، وتتويجا للمسار الصعب الذي اختاره من أجل أن ينعم بالحرية ويعيش في بلد ديمقراطي". وأجمع الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي، ورئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان عبد الستار بن موسي، وعميد المحامين بتونس محمد فاضل محفوظ، ورئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وداد بوشماوي، على أن هذا التتويج "يستحقه الشعب التونسي، وكل الشهداء الذين سقطوا من اجل انجاح المسار الديمقراطي". وقال العباسي في هذا الصدد "لقد مرت تونس بفترة سياسية صعبة، حيث كانت المخاطر محدقة بها من كل جانب، لذلك قرر الرباعي العمل على تجنيب البلاد تبعات هذه المخاطر، عبر دعوة جميع الفرقاء السياسيين الى طاولة الحوار". وصرح بأن المنظمات الراعية للحوار الوطني، لم تكن تنتظر تتويجا دوليا، وانما كان همها الاساسي تجاوز العراقيل التي تواجهها تونس قائلا "بفضل صبرنا وتماسكنا مع بعضنا البعض، ومساندتنا من قبل المجتمع المدني والشعب استطعنا ان ننجح هذا الحوار". وأفاد بان إسناد الرباعي الراعي للحوار جائزة نوبل للسلام، بعث فيه شعورا نبيلا، ولكن في نفس الوقت القى على عاتقه مسؤولية كبيرة بالنسبة إلى المرحلة القادمة، خاصة وان تونس تمر بمخاطر اخرى أبرزها ظاهرة الارهاب، حسب قوله. واعتبر أن ممثلي المنظمات الاربع الراعية للحوار في تونس، سيصبحون حسب تقديره "سفراء سلام في العالم، وسيعملون على قيادة حوارات اخرى والمساهمة في التخفيف من التوترات والحروب عبر العالم". من جهته، لاحظ محفوظ، ان هذه الجائزة تتوج مرحلة سياسية كبيرة في تونس، معتبرا ان لهذه الجائزة دلالات رمزية تلقي على كاهل جميع القوى في تونس مسؤولية أكبر من اجل انجاح المسارات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وقال في هذا الصدد "إن الجائزة موجهة الى الشعب التونسي بأسره، والى ارواح الشهداء وكافة المناضلين والنقابيين، وكل من آمن بقيم الديمقراطية والجمهورية وحقوق الانسان". وأضاف ان المعاناة التي عاشها التونسيون، قد افرزت حسب تعبيره "مجتمعا مدنيا قويا ومتجانسا مع الطبقة السياسية، بما مكن من خوض حوار وطني كلل بالنجاح، وتمخض عنه اجراء انتخابات شفافة ونزيهة" مؤكدا ان الرباعي سيعمل على ترويج قيم السلام والحوار عبر العالم، خاصة في المناطق التي تشهدا نزاعات. أما بن موسى، فقد أكد أن هذه الجائزة جاءت تكريما للشعب التونسي الذي قدم شهداء ضحوا بانفسهم من اجل إرساء قيم الحرية مثل شكري بلعيد ومحمد البراهمي، وللمرأة التونسية التي ناضلت ومازالت تناضل من أجل قيم المساواة. واعتبر أن هذه الجائزة تتضمن حسب قوله "رسائل متعددة"، أهمها أن النزاعات مهما بلغت حدتها لا يمكن ان تحل بالسلاح، داعيا الاطراف المتنازعة في ليبيا وسوريا الى التحاور في كنف احترام حقوق الانسان. من جهتها، أفادت بوشماوي، بان الجائزة موجهة الى تونس «التي وقفت صارخة في وجه الاستبداد مطالبة بالحرية، وقدمت شهداء ابتداء بمحمد البوعزيزي مرورا ببلعيد والبراهمي، ووصولا الى الشهداء من الامنيين والعسكريين"، مبرزة اهمية الدور الذي لعبه الحوار الوطني في فترة اتسمت فيها البلاد بالتوتر. وأضافت ان تونس الغنية برأس مالها البشري، تحتاج الى دعم دولي من اجل استكمال مسارها الديمقراطي، وذلك بتوفير فرص الشغل لفائدة الشباب، داعية المجتمع الدولي الى مساندة تونس في حربها ضد الارهاب علي صعيد اخر، انتظم اليوم بمعهد البحوث حول السلام بأوسلو، ملتقي حول الحوارات الوطنية كاداة للخروج من الازمات، تطرق المتدخلون خلاله الى اهمية دور الحوار الوطني في تونس في بعث الامل في نفس الشعب الذي يتوق الى الحرية والعدالة الاجتماعية. وتحدث رئيس الاكاديمية الدولية للقانون الدستوري غازي الغرايري، عن خصوصية المسار الانتقالي التونسي الذي تأسس منذ الثورة والقائم على مبادئ التوافق والحوار، مشيرا الى ان أولى الاليات تمثلت في إحداث هيئة تحقيق اهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي، وصولا الى آلية الحوار الوطني. وصرح ممثل منظمة الاممالمتحدة هانسل سيبارت، ان الرباعي الراعي للحوار الوطني في تونس، «يستحق عن جدارة جائزة نوبل للسلام» مبينا ان تونس «قد ألهمت العالم» من خلال نجاحها في ارساء الديمقراطية في ظل مناخ سلمي ومشهد تعددي.