بعد شهرين و 12 يوما من السجن أذنت المحكمة الابتدائية بالقصرين يوم الثلاثاء الفارط بإخلاء سبيل صانع الصاروخ حاتم القرمازي مع مواصلة مقاضاته وهو بحالة سراح بعد أن حددت يوم 23 فيفري 2016 للجلسة القادمة. وعند خروجه من السجن المدني بالقصرين بعد ظهر يوم الثلاثاء وجد عددا كبيرا من أصدقائه وأقاربه والناشطين بالمجتمع المدني في انتظاره لتهنئته على تجاوزه للمحنة التي مر بها.. "الصباح" تحدثت إليه فكان هذا الحوار: *- لو تعود بنا إلى يوم 28 سبتمبر الفارط عندما تم إيقافك ؟ - قبل ذلك بأيام قمت بصنع صاروخ مصغر وهو بطول حوالي 1.5 م ومداه 5 كلم ولما اتممته اعلمت السلط العسكرية بأمره وقلت لها باني جاهز لإطلاقه وطلبت منها الإذن فقدمت وحدة من الأمن العسكري إلى منزلي وتولت حجزه واقتادتني إلى ثكنة القصرين حيث قام الخبراء باجراء اختبارات اولية عليه وأكدوا انه قذيفة حربية متقنة وقابلة للاطلاق واني قادر على صنع ما اكثر منها وابلغوا وزارة الدفاع التي اذنت باحالتي الى الامن العمومي لاني لست عسكريا. - هل كان في الصاروخ شحنة متفجرة ؟ *لا لم اقم بحشوه بعد برأس متفجرة ولو فعلت ذلك لكانت وضعيتي اكثر خطورة فانا اكتفيت بصنعه ليكون جاهزا للإطلاق وتزويده بالشحنة كان سيتم في وقت لاحق.. - و ماذا حصل بعد ذلك ؟ * سلمني الأمن العسكري في نفس اليوم إلى فرقة الشرطة العدلية بالقصرين التي تولت البحث معي وقامت بإذن من النيابة العمومية بالاحتفاظ بي طيلة 6 ايام في غرفة الايقاف بمقر اقليم الامن الوطني ورغم انهم يعرفونني جيدا الا نهم حاولوا تضخيم الامر ووجهوا لي تهمة خطيرة جدا وأحالوني على النيابة العمومية، لكن وبفضل تدخل المحامي الاستاذ عبد العزيز الصيد الذي تبرع للمرافعة والدفاع عني تم تعديل التهمة وتغيير الانابة العدلية الاولى لخطإ في الاجراءات واعيد البحث من جديد، وكنت انتظر الافراج عني الا اني فوجئت بقاضي التحقيق يصدر ضدي بطاقة ايداع بالسجن. - كيف كان التعامل معك في مرحلة البحث والايقاف ؟ *بصراحة لقد كانت حسنة لدى أعوان فرقة الشرطة العدلية الذين يعرفونني جيدا ولم يستعملوا معي العنف ابدا الى ان غادرتهم بعد 6 ايام في اتجاه السجن المدني بالقصرين - وفي السجن كيف قضيت بقية فترة الايقاف؟ *قضيت فيه شهرين و6 ايام وهناك كان التعامل معي طيبا للغاية و"اخذوا بخاطري" عدة مرات لكن الغرفة مكتظة جدا فهي تتسع ل24 سجينا الا انه يوجد بها 54. - هل كنت على علم بالوقفات الاحتجاجية التي كانت تنتظم أمام قصر العدالة لإطلاق سراحك والتعامل معك كمخترع وليس كمجرم؟ * كل الاخبار كانت تصلني خلال اقامتي في السجن وانا اشكر كل من وقف الى جانبي من اقاربي واصدقائي واجواري والناشطين السياسيين ومكونات المجتمع المدني والمواطنين في كامل الجمهورية وحتى خارجها على تضامنهم معي. - هل انتظرت الإفراج عنك في جلسة يوم الثلاثاء الفارط ؟ *بعد فترة إيقاف لمدة شهرين و12 يوما كنت على يقين باني سأغادر السجن لان التهمة الموجهة لي لا أساس لها وقد تبرع للدفاع عني عديد المحامين من القصرين استماتوا في الجلسة الأخيرة في مرافعتهم واقنعوا هيئة المحكمة بان إيقافي طال أكثر من اللازم وطالبوا بالإفراج فاستجابت لهم وقضت بإخلاء سبيلي ومواصلة محاكمتي بحالة سراح وحددت يوم 23 فيفري 2016 كموعد للجلسة القادمة. - هل شعرت بعد مغادرتك للسجن انك مراقب؟ *اكيد وقد تعودت على ذلك لاني منذ اكثر من 25 سنة أعيش تحت المراقبة باستثناء الاشهر الاولى التي تلت الثورة لكني لست خائفا فانا لم ارتكب اي جرم غير "الإفراط في التفكير" وهي التهمة التي تطاردني دائما. - وهل ستواصل اختراعاتك للاسلحة؟ *لا.. وذلك إلى حين الاعتراف بقدراتي وتمكيني من توظيف مهاراتي في خدمة وطني، وهي الرغبة التي جعلتني أقدم على صنع الصاروخ. - وأين يوجد هذا الصاروخ الآن ؟ *ما يزال في الحجز على ذمة القضاء.. لقد مثلت قضيتي فرصة للتعريف بمهاراتي وطرحها على الرأي العام ولدى الخبراء الذين يعلمون جيدا بعد الاختبارات التي أجروها لي اني قادر فعلا على صنع كل الأسلحة بما في ذلك المدافع والصواريخ الصغيرة والمتوسطة المدى والبنادق والمسدسات من كل الأعيرة والمتفجرات والعبوات الناسفة، وانه بالإمكان استغلالها في محاربة الإرهاب، ولدي تطمينات بأنه سيقع التعامل معي بجدية كمخترع. وأجدد طلبي لرئاسة الجمهورية ووزارتي الدفاع والداخلية بمنحي فرصة لخدمة بلدي واشكر كل الشعب التونسي على تضامنه معي وجميع المحامين الذين تبرعوا ورافعوا عني مجانا وهم الأساتذة عبد العزيز الصيد والحنيفي الفريضي وجعفر البوزيدي وماجد البناني وتوفيق اليحياوي. حوار: يوسف امين جريدة الصباح بتاريخ 13 ديسمبر 2015