بدعوة من عاهل المملكة العربية السعودية، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، خادم الحرمين الشريفين، يؤدي رئيس الجمهورية، الباجي قايد السبسي، زيارة رسمية إلى الرياض، يومي 22 و23 ديسمبر 2015 وتعكس هذه الزيارة، رغبة المملكة في تعزيز علاقات التعاون مع تونس، في مختلف المجالات، ولا سيما السياسية والإقتصادية. وتنظم 54 وثيقة قانونية، التعاون التونسي السعودي، تشمل أغلب المجالات، من خلال ثلاث آليات أولها اللجنة المشتركة التي يترأسها وزير التنمية والإستثمار والتعاون الدولي من الجانب التونسي. وتتمثل الآلية الثانية في لجنة المتابعة والتشاور السياسي، على مستوى وزيري خارجية البلدين، فيما يشكل مجلس رجال الأعمال المشترك، الآلية الثالثة. وبخصوص التعاون الإقتصادي والمالي بين البلدين، فإن السعودية تعد ثالث مستثمر عربي في تونس، إذ يبلغ عدد المؤسسات السعودية أو ذات المساهمة السعودية بالبلاد، 38 مؤسسة بحجم استثمارات جملي، يناهز 1.697مليون دينار (م د). وساهمت هذه المؤسسات في إحداث ما يربو عن 10 الاف و319 موطن شغل مباشر. وتقارب قيمة الإستثمارات السعودية المباشرة من الحجم الجملي لاستثمارات المؤسسات المذكورة 544 م د. وبلغ مجموع اتفاقيات القروض المبرمة في إطار التعاون مع الصندوق السعودي للتنمية، منذ سنة 1975، حوالي 22 اتفاقية بمبلغ جملي في حدود 660 م د. وخصصت هذه المبالغ لإقامة مشاريع شبكة حديثة من المنشآت الأساسية طالت مجموعة من القطاعات على غرار مياه الشرب والري والصرف الصحي والسدود والتنمية الريفية علاوة على الصحة والتعليم والبيئة. وسجلت المبادلات التجارية، من جهتها، تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، لترتفع الصادرات من 12.4 م د، سنة 2010، إلى 64.1 م د، سنة 2014، وما قدره 37.4 م د إلى حدود شهر سبتمبر الماضي. وشملت الصادرات التونسية، نحو المملكة العربية السعودية،خاصة زيت الزيتون وثلاثي فسفاط السوديوم والأدوية وقطع إلكترونية ومنتجات بلاستيكية إلى جانب الأثاث والرخام وعدة مستحضرات غذائية والغلال. وشهدت الواردات، بدورها، نموا لتمر من 93.5 م د، سنة 2010،إلى 521.9 م د في العام 2014، مستقرة عند مستوى 1ر350 م د إلى غاية شهر سبتمبر 2015 وتتمثل أهم المواد الموردة من المملكة في البوليتيلان والأليمنيوم وغاز البوتان السائل والسيارات وعربات النقل بالإضافة إلى مستحضرات للغسيل...ولا يقتصر التعاون بين البلدين على هذه الجوانب بل يمتد، ايضا،الى مجال الموارد البشرية الذي شهد، خلال السنوات المنقضية، نموا مطردا ليرتفع عدد المتعاونين التونسيين المنتدبين من قبل المملكة العربية السعودية، عبر الوكالة التونسية للتعاون الفني،الى 3500 متعاون. ويمثل هذا العدد ما يقرب عن 30 بالمائة من مجموع الكفاءات التي انتدبتها السعودية من جميع دول العالم. وينشط أغلبهم في مجالات التعليم العالي والصحة والهندسة إلى جانب أعداد هامة من الكفاءات التونسية التي تم استقدامها من خلال عقود انتداب حرة ومباشرة. يذكر أن عدد التونسيين المقيمين بالمملكة العربية السعودية،بلغ نحو 23000، أغلبهم في إطار التعاون الفني بين البلدين.(وات)