قال مصدر أوروبي مطلع على المتابعة الأوروبية والدولية للوضع الليبي إن الهجوم الذي نفذته عناصر تابعة لتنظيم "داعش" في مناطق مختلفة من الهلال النفطي في ليبيا، يندرج ضمن خطة التنظيم لتعويض فقدانه لمصادر التمويل بعد استهداف التحالف الدولي المنشآت والمرافق التي كان يسيطر عليها في سورية والعراق. وأكد المصدر أن التطورات حول سرت والمناطق المتاخمة للمنشآت النفطية الليبية باتت محل متابعة دقيقة من الدول الأوروبية ليس بسبب أهمية وحساسية هذه المرافق، ولكن أيضًا نظرًا لقوة التعبئة وهامش التحرك الذي أبداه عناصر "داعش" اليوم الإثنين. وتمثل مصفاة راس لانوف في حال سقوطها في أيدي "داعش" مرفقًا حيويًا لإمدادات الطاقة ومصادر التمويل. كما أن القدرات العسكرية الواضحة التي بات يتمتع بها "داعش" في ليبيا لم تعد محل تساؤل في بروكسل، وبعد أشهر من التردد الأوروبي الواضح في معاينة الإشكالية. واشترط الأوروبيون إرساء حكومة توافق في ليبيا قبل تقديم أي دعم للجيش الليبي أو رفع الحظر المفروض عليه من السلاح لمقارعة الإرهاب. إضافة إلى امتلاك الدول الغربية وحلف الناتو معلومات أمنية دقيقة لم تستفد منها الحكومة الليبية الموقتة رغم الاعتراف الأوروبي بها. وكشفت معلومات صحفية نشرت في ألمانيا وبريطانيا بشكل متزامن أن تنظيم «داعش» يحاول تعويض خسائر قاعدته السابقة في الرقة بسورية إلى سرت الليبية. وقالت صحيفة "فرانكفورتر الغاماين" الألمانية إن العديد من قادة «داعش» ومئات من المقاتلين انتقلوا إلى ليبيا عبر تركيا من الرقة تحديدًا. فيما أشارت صحيفة «إكسبرس» البريطانية اليوم الإثنين إلى أن التنظيم يريد أن يجعل من سرت قاعدة «عملياتية» له في المستقبل. ويتوقع الخبراء تنامي الضغوط على الدول الأوروبية لحسم إشكالية «داعش» في ليبيا، قبيل بدء موسم الهجرة في الربيع واحتمال تحول الساحل الليبي بشكل خطير إلى قاعدة انطلاق ليس للاجئين فحسب بل للمقاتلين.