قال العجمي الوريمي، القيادي بحركة النهضة، إن "الإتجاه العام داخل الحركة وهي منكبة بنسق حثيث على إعداد مؤتمرها العاشر الذي ينتظر أن يعقد في ربيع 2016، يرمي إلى تعديل مرجع الحركة الفكري وإلى إلغاء مجلس الشورى وسيخير النهضاويين، بين العمل السياسي الحديث أو الدعوة". هذا المؤتمر الذي وصفه الوريمي ب"الإستثنائي"، في تصريح مطول ل(وات)، سيكون إجابة عن سؤال حول "كيفية تعامل حركة النهضة، كحزب حكم، مع طبيعة المرحلة التي تمر بها البلاد". يذكر أن القانون الأساسي للحركة ينص على أن "المؤتمر العام ينعقد بصفة عادية مرة كل 4 سنوات، أما المؤتمر الإستثنائي فيتم بناء على طلب من رئيس الحزب أو من ثلثي أعضاء مجلس الشورى أو ثلث المنخرطين" وبالتالي فإن حديث العجمي الوريمي عن مؤتمر إستثنائي، فيه إشارة إلى "أهمية وحساسية المواضيع التي سينظر فيها هذا المؤتمر". التقييم وحسب القيادي في النهضة فإن المؤتمر العاشر للحزب سيتدارس ورقة عامة تتجزأ إلى محاور، أحدها سيعنى بتقييم تجربة الحركة، "منذ الإعلان عنها سياسيا في سنة 1981 إلى 14 جانفي 2011" و"من 14 جانفي إلى حدود انتخابات المجلس التأسيسي في أكتوبر 2011" ومن ثمة "تقييم تجربة الحكم المتواصلة من ما بعد انتخابات 2011". وستنطلق هذه الورقة التقييمية من تاريخ 1981، تاريخ إعلان الحركة عن نفسها، "حركة سياسية"، رغم أن مؤتمر الحركة التأسيسي انعقد في 1979 و"نقل الجماعة الإسلامية من حركة دعوية عامة إلى تنظيم مهيكل"، حسب ما جاء في وثيقة افتتاح راشد الغنوشي، رئيس الحركة لمؤتمرها التاسع في 2012 جوهر المشكلات وبخصوص العلاقة بين المجالين الدعوي والسياسي وهي مسألة يطالب تيار صلب النهضة بضرورة مناقشتها في المؤتمر، قال الوريمي إن هذه النقطة هي "جوهر المشكلات المطروحة حاليا داخل الحركة" إذ تم ترحيل هذا المحور إلى المؤتمر العاشر، بعد أن تم التطرق له في المؤتمر التاسع للحركة. كما أوضح أن "تيارا عاما وأغلبيا داخل الحركة، سيعمل على الفصل نهائيا بين العملين السياسي والدعوي وسيخير النهضاويون بين العمل السياسي أو العمل الدعوي الذي تكفله قوانين البلاد في هذه المرحلة". تعديل المنطلق الفكري وعن "المنطلق الفكري" لحركة النهضة الذي يسيل إلى الآن كثيرا من الحبر ويثير جدلا في الأوساط الفكرية والسياسية، أوضح العجمي الوريمي أن المؤتمر العاشر، "سيشمل إعادة صياغة وتعديل للرؤية الفكرية للحركة التي لم يطرأ عليها تغيير منذ اعتمادها بعد مؤتمر الحركة في 1986". وقد اعتبر الغنوشي في نص التقرير الذي قدمه في افتتاح مؤتمر الحركة التاسع في 12 جويلية 2012، عن هذه الوثيقة، أن مؤتمر 86 كان هاما جدا، "من حيث أهمية المضامين التي تناولها وبخاصة الرؤية الأصولية والفكرية للحركة والاستراتيجيا المؤقتة التي أعطت الأولوية للخيار الثقافي الإجتماعي على السياسي". نحو إلغاء مجلس الشورى وفي ما يتعلق بهيكلة النهضة، اعتبر الوريمي أن المؤتمر العاشر سيكون "مفصليا" من هذه الناحية، مشيرا إلى وجود "تيار كبير داخل الحركة يعمل على إلغاء مجلس الشورى وتغييره بمجلس وطني لحزب سياسي عصري". وينتظر أن يتم إنتخاب الهيكل الجديد وأعضائه بالطريقة ذاتها التي يتم بها انتخاب رئيس الحركة في المؤتمر. ويحيط بصلاحيات ومهام مجلس الشورى وسلطته "غموض كبير" داخل الأوساط السياسية. وفي هذا الصدد يؤكد المتابعون للشأن السياسي أن "إلغاء هذا الهيكل سيكون له وقع كبير في تطور الحركة". حزب عصري وتوجهات أستراتيجية ودائما حسب العجمي الوريمي، تناقش هياكل الحركة حاليا، مسألة أن يفرز المؤتمر العاشر للنهضة، منظمة تعنى بالمرأة وأخرى تعنى بالشباب. كما ستحدث الحركة هيكلا يعنى بالدراسات الإستراتيجية. من جهة أخرى، أفاد القيادي في النهضة بأن البعض يقترح تكوين هيكل خاص بالكتلة النيابية للحزب وبوزرائها، يجمعهم ويجعلهم في علاقة هيكلية بقيادة الحركة على "شاكلة الأحزاب العصرية الكبيرة"، حسب تقديره. كما أشار الوريمي إلى وجود توجه عام يتبناه كثيرون داخل النهضة ويميل إلى الإنتقال بالحركة إلى حزب حكم يكون عصريا ويعمل وفق الآليات الديمقراطية وإيجاد برنامج حكم يختص بالعمل السياسي، مع المحافظة على مرجعية الحزب الإسلامية، على أن يكون التعامل مع الأطراف السياسية الأخرى قائما على أساس كل ما له علاقة بالسياسة والبرامج وليس بما هو ديني. وعن التوجهات الاستراتيجية للحركة وتموقعها في المشهد السياسي، صيغت ورقة أولية سينظر فيها المؤتمر العاشر للنهضة، تشير إلى أن "الحركة تتموقع في الوسط وتعمل على خلق كتلة سياسية تاريخية تمثل الوسط وتعمل على مواصلة الحكم". يذكر أن حركة النهضة انتهت من مؤتمراتها المحلية يوم 17 جانفي 2016 وستشرع قريبا في عقد المؤتمرات الجهوية التي ستختار بدورها المؤتمرين الذين سيواكبون أشغال المؤتمر الوطني العاشر للحركة.(وات)