زار رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي صبيحة اليوم الأحد ولاية سيدي بوزيد وألقى كلمة في المؤتمر الجهوي للحركة في يومه الثاني تطرق فيها للعديد من النقاط المهمة المتعلّق بالمؤتمر العاشر للحركة و بالمشهد العام في تونس. وافتتح الغنوشي كلمته في سيدي بوزيد بالترحم على أرواح الشهداء من البوعزيزي "الذي جعل من جسمه شرارة أحرقت الدكتاتوريّة وأضاءت سماء العالم" مرورا بكل شهداء الثورة والأمنيين والعسكريين والسياسيين، مشددا على أن "فضل تونس ليس في تفجير الثورة فحسب بل في الحفاظ عليها " منبها إلى وجود "محاولات للإنحراف بهذه المسيرة وإستغلال المطالب الاجتماعية والتفاوت بين الجهات". كما أكّد في كلمته أمام المؤتمرين أن حركة النهضة "أدّت دورها رغم كل الصعوبات وكل الإخفاقات"،منوّها أن "الفرق بين سوريا التي دمّرت بالكامل وتونس التي تعيش السلم هو النهضة" التي قال أنها عندما قدّرت أن بقاءها في السلطة سيسقط سقف الوطن تخلّت عنها طوعا حفاظا على الوطن مشيرا إلى أن "العقلاء التونسيّون يعلمون يوما بعد يوم قيمة النهضة" مؤكدا "غادرنا السلطة وثروتنا الوحيدة هي القلم الذي أمضى به علي العريّض على الدستور" معتبرا أن "النهضة أوفت بوعدها عندما أعطت للتونسيّين دستورا" مشيدا بما تحقّق للتونسيين من "مكاسب بتضحيات معقولة". وفي نفس السياق قال الغنوشي :"من حق الشبان العاطلين عن العمل أن يحتجوا و لكن هناك أطراف حاولت إستغلال ذلك لقلب نظام الحكم" معتبرا أن "التنمية لا تكون بتعطيل وسائل التنمية". وأضاف: " ينبغي أن نميّز بين الحقّ في الإحتجاج و تعطيل وسائل الإنتاج" مؤكدا :" نريد أن نقسّم تونس بالعرض لا بالطول وبالتالي تلتقي خيرات البحر بخيرات البر" منوّها إلى وجود أطراف " تريد إستغلال حاجات شعبنا من أجل الحصول على منافع عجزت عن الحصول عليها بصناديق الإقتراع". و في سياق آخر قال راشد الغنوشي "تهمة الإرهاب الموجّة للنهضة رفعتها بعض الأطراف بعد الانتخابات من أجل حشر النهضة في الزاوية" مؤكدا أن "النهضة هي البديل عن الإرهاب" مجددا دعوته للجبهة الشعبيّة للحوار وللإنخراط في نهج التوافق، مشددا أن " المشكل هو في من ينتهجون الإقصاء لا في من ينتهجون التوافق". كما أكّد أن تونس تعيش مرحلة إعادة تشكل المشهد السياسي وأن "النهضة هي القطعة الوحيدة الثابتة في المشهد السياسي المتحرّك" وأضاف: "كلّ مكونات المشهد السياسي تعرّف نفسها من خلال علاقتها بالنهضة". و في ختام كلمته أكّد الغنّوشي أن "سفينة تونس ينبغي أن تحتضن الجميع" مذكرا "عشنا لسنوات في حالة صراع مع الدولة لأنها كانت إستبداديّة" ومؤكّدا " ينبغي أن نتحمل مسؤوليتنا في الحفاظ على الدولة فخارجها ليس هناك حريّة" معتبرا " مؤتمرنا يبعث برسالة أن النهضة بصدد التحوّل من كونها حزبا إحتجاجيا إلى كونها حزب دولة".