قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن البيانات التي وردت في "أوراق بنما" حول التعاملات المالية بالملاذات الضريبية، صحيحة، وكشف عن حقيقة إنفاق الأموال الروسية المذكورة في تلك الأوراق. ووصف الرئيس خلال حواره السنوي المباشر مع المواطنين فضائح "أوراق بنما" التي وردت فيها أسماء عدد من الأشخاص المقربين منه، بأنها مختلقة إعلاميا تستهدف روسيا قبيل الانتخابات البرلمانية المقررة في الخريف المقبل. ومن هؤلاء المقربين من الرئيس، ورد في الأوراق اسم عازف التشيلو الروسي البارز سيرغي رولدوغين. وسبق لبوتين أن أكد أن علاقات صداقة متينة تربطه برولدوغين وأعلن أنه يعتز بصداقته بمثل هؤلاء الأشخاص. وأثناء خطه المباشر مع المواطنين، كشف بوتين عن تفاصيل إنفاق الأموال التي يقول واضعو التحقيق حول الوثائق المسربة من شركة "Mossack Fonseca" البنمية، إن رولدوغين حصل عليها من خلال حصته في بعض الشركات التي عملت في الملاذات الضريبية "أوفشور". وأردف الرئيس قائلا "ربما يبدو ذلك أمرا غريبا، لكنهم (واضعو التحقيق) لا ينشرون أي معلومات غير صحيحة. على العكس – معلوماتهم موثوقة، وهي تترك انطباعا بأن خبراء قانونيين وليس صحفيين قاموا بإعدادها". وذكر بوتين بأن واضعي التقرير لا يوجهون أي اتهامات مباشرة إلى أحد، بل يريدون فقط أن تلقي هذه الفضيحة بظلالها على أشخاص معينين، منهم أصدقاء للرئيس الروسي، ويطرحون أسئلة «هل تتسرب الأموال من مناطق "أوفشور" إلى جيوب مسؤولين روس، وربما إلى جيب الرئيس؟". وبشأن رولدوغين، قال بوتين إن هذا الموسيقار الروسي البارز أنفق كافة الأموال التي كسبها على شراء آليات موسيقية فريدة. وتذكر بوتين في هذا الخصوص مسرحية "المفتش العام" للكاتب الروسي العظيم نيقولاي غوغول، حيث جرى الحديث عن رشوة تقدم بشكل كلاب صيد صغيرة، قائلا "يمكننا أن نتصور هناك في روسيا رشوة بشكل كلاب صيد صغيرة، لكنني لم أسمع أبدا عن رشاوى بشكل آليات كمان وتشيلو". وأكد بوتين أن الآليات التي يشتريها رولدوغين معروفة عالميا ومن المستحيل إعادة بيعها في السوق السوداء. وتابع أن الموسيقار يخطط لتسليم هذه الآليات الموسيقية لملكية الدولة الروسية. وذكر أن رولدوغين اشترى آليتي كمان وآليتي تشيلو، وكشف أن آخر آلية تشيلو كان سعرها يبلغ 12 مليون دولار. واستطرد قائلا «تحمل آلية التشيلو هذه اسم «ستوارت»، وهي فعلا آلية موسيقية مستخدمة منذ عام 1732 وهي تحفة صنعها العبقري ستراديفاري ، وكان ملك بروسيا فريدرش العظيم صاحب لهذه الآلية». ولكن الرئيس الروسي دعا «اللصوص إلى عدم الاهتياج»، لأن رولدوغين «ليس فقط أنفق كل ما كان لدينا من الأموال على شراء تلك الآليات، بل وأصبح مدينا لتلك المؤسسات التي عقدت الصفقة بوساطتها». وحسب تحقيقات أجرتها صحف روسية، اختفت آلية تشيلو «ستوارت» من الأنظار في عام 1979. ولا توجد في المصادر المفتوحة أي معلومات عن ملاك الآلية منذ ذلك الحين وحتى عام 2012 عندما باعت شركة «ريونينغ وابنه» التي مقرها في بوسطن هذه الآلية الموسيقية لمشتر فضل عدم الكشف عن هويته. (وكالات)