احتضن المركب الثقافي بسليانة صباح الأحد لقاء بين إطارات من وزارة الشؤون الدينية وشباب معتمديتي سليانة الشمالية وسليانة الجنوبية، يندرج في إطار البرنامج التوعوي الذي تنفذه الوزارة للحوار مع الشباب حول مسألة الإرهاب وسبل مقاومته. وتخلل هذا اللقاء المفتوح الذي سجل مشاركة طلبة وتلاميذ وشباب ومربين وممثلين عن المجتمع المدني، نقاش عميق تطرق الى تحليل ظاهرة الإرهاب الذي عم العالم ولم يعترف لا بالحدود ولا بالقيم وبني على معاداة ثقافة الحياة ونشر القتل والدمار المادي والفكري باسم الدين الإسلامي. وبين سليم بالشيخ المكلف بمأمورية بوزارة الشؤون الدينية أن هذه الحملة التي تشارك فيها عديد الوزارات للتوقي من الإرهاب بمقاربات اقتصادية واجتماعية وثقافية وتربوية ونفسية ودينية تهدف إلى معالجة منابع "التطرف الفكري" والتعريف بالقيم والمفاهيم القرآنية الصحيحة. وقال أن سلاح الإرهابيين هو استغلال الفراغ الديني وضعف الثقافة الدينية لدى الأوساط الشعبية وفي صفوف الشباب واستمالتهم والسيطرة عليهم وعلى مشاعرهم وتوظيفهم بالتالي لغايات وأهداف إرهابية، هي تقويض سلطة الدولة وتفتيت المنظومة القيمية للمجتمع والاستيلاء على السلطة بالقتل والترويع. ويسعى البرنامج الذي أقرته رئاسة الحكومة، حسب سليم بالشيخ، إلى تحصين الشباب من الأفكار الهدامة في مرحلة أولى ووضع استراتيجية للتوقي من الإرهاب على المدى القريب والبعيد والتأسيس لفكر تنويري معتدل يؤكد أن الاسلام دين حياة وبناء وحضارة ومدنية. وأكد بالشيخ على أن جميع التونسيين معنيون بمكافحة الإرهاب واقتلاع جذوره معتبرا أن هذه الظاهرة لا يمكن معالجتها بواسطة المواجهات الأمنية والعسكرية فحسب وإنما تستدعي خطة وطنية شاملة تنطلق من الأسرة الى جميع الفضاءات التربوية والتكوينية. وركز المتدخلون في هذا اللقاء الحواري على ضرورة تضافر جهود الجميع من باحثين ورجال دين وخبراء ومثقفين ومربين، من أجل تصحيح المفاهيم المغلوطة وكشف الأفكار الهدامة والنوايا الإرهابية والأهداف الحقيقية للتكفيريين والمتطرفين وتحصين المجتمع من خطرهم. ودعوا إلى مراجعة بعض المناهج التربوية مع إيلاء أهمية أكبر لمادة التربية الدينية ولتحفيظ القرآن وتفسيره لتجذير قيمه ومبادئه بما يكسب الشباب القدرة على مقارعة الحجة الواهية بالحجة السليمة ومقاومة المفاهيم الدخيلة.(وات)