العاصمة: بعد تنفيذه لبراكاج وسلبه أموال وأمتعة مواطن...منحرف خطيرة في قبضة الامن    إحالة رجل أعمال في مجال تصنيع القهوة ومسؤول سام على الدائرة الجنائية في قضايا فساد مالي ورفض الإفراج عنهما    غدا.. قطع الكهرباء ب3 ولايات    ورشة عمل دولية حول علوم المياه والبيئة يومي 15 و 16 ماي 2025 بقرطاج    بداية من الاثنين: انطلاق "البكالوريا البيضاء"    دقاش: شجار ينتهي بإزهاق روح شاب ثلاثيني    "البيض غالٍ".. ترامب يدفع الأمريكيين لاستئجار الدجاج    بعد منعهم من صيد السردينة: بحّارة هذه الجهة يحتجّون.. #خبر_عاجل    البنك الوطني الفلاحي: توزيع أرباح بقيمة دينار واحد عن كل سهم بعنوان سنة 2024    الكلاسيكو: الترجي يحذر جماهيره    بداية من الثلاثاء: انقطاع مياه الشرب بهذه الضاحية من العاصمة.. #خبر_عاجل    تنويه واعتذار    تعيين مدير عام جديد على رأس "بي هاش" للتأمين    عاجل/ سرقة منزل المرزوقي: النيابة العمومية تتدخّل..    وزير التربية يؤدي زيارة إلى معرض الكتاب بالكرم    سوسة: القبض على شخص مصنف خطير وحجز مواد مخدرة    الحج والعمرة السعودية تحذّر من التعرُّض المباشر للشمس    دراسة جديدة: الشباب يفتقر للسعادة ويفضلون الاتصال بالواقع الافتراضي    البطولة العربية للرماية بالقوس والسهم - تونس تنهي مشاركتها في المركز الخامس برصيد 9 ميداليات    عاجل/ ضحايا المجاعة في ارتفاع: استشهاد طفلة جوعا في غزة    الحكومة الإيرانية: نخوض المفاوضات مع واشنطن لأننا لا نرغب في نزاع جديد بالمنطقة    هند صبري: ''أخيرا إنتهى شهر أفريل''    عاجل/ البحر يلفظ جثثا في صفاقس    بطولة الكويت : الدولي التونسي طه ياسين الخنيسي هداف مع فريقه الكويت    جندوبة: استعدادات لانجاح الموسم السياحي    وفاة وليد مصطفى زوج كارول سماحة    المأساة متواصلة: ولادة طفلة "بلا دماغ" في غزة!!    قبل عيد الأضحى: وزارة الفلاحة تحذّر من أمراض تهدد الأضاحي وتصدر هذه التوصيات    سعيّد يُسدي تعليماته بإيجاد حلول عاجلة للمنشآت المُهمّشة    السلطات الجزائرية توقف بث قناة تلفزيونية لمدة عشرة أيام    التلفزيون الجزائري يهاجم الإمارات ويتوعدها ب"ردّ الصاع صاعين"    صُدفة.. اكتشاف أثري خلال أشغال بناء مستشفى بهذه الجهة    الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة    افتتاح مهرجان ربيع الفنون الدّولي بالقيروان    الولايات المتحدة توافق على بيع صواريخ بقيمة 3.5 مليار دولار للسعودية    التوقعات الجوية لليوم السبت    الاستعداد لعيد الاضحى: بلاغ هام من وزارة الفلاحة.. #خبر_عاجل    ترامب ينشر صورة بزيّ بابا الفاتيكان    غارات إسرائيلية عنيفة تستهدف مواقع مختلفة في سوريا    نصف نهائي كأس تونس لكرة اليد .. قمة واعدة بين النجم والساقية    جلسة عمل بين وزير الرياضة ورئيسي النادي البنزرتي والنادي الإفريقي    تونس: مواطنة أوروبية تعلن إسلامها بمكتب سماحة مفتي الجمهورية    عاجل: إدارة معرض الكتاب تصدر هذا البلاغ الموجه للناشرين غير التونسيين...التفاصيل    تونس تستعدّ لاعتماد تقنية نووية جديدة لتشخيص وعلاج سرطان البروستات نهاية 2025    ملكة جمال تونس 2025 تشارك في مسابقة ملكة جمال العالم بمشروع مدني بيئي وثقافي    مقارنة بالسنة الماضية: إرتفاع عدد الليالي المقضاة ب 113.7% بولاية قابس.    تعزيز مخزون السدود وتحسين موسم الحبوب والزيتون في تونس بفضل الأمطار الأخيرة    سليانة: تلقيح 23 ألف رأس من الأبقار ضد مرض الجلد العقدي    فترة ماي جوان جويلية 2025 ستشهد درجات حرارة اعلى من المعدلات الموسمية    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    طقس اليوم: أجواء ربيعية دافئة وأمطار رعدية محلية    الرابطة المحترفة الأولى (الجولة 28): العثرة ممنوعة لثلاثي المقدمة .. والنقاط باهظة في معركة البقاء    أبرز ما جاء في زيارة رئيس الدولة لولاية الكاف..#خبر_عاجل    الجولة 28 في الرابطة الأولى: صافرات مغربية ومصرية تُدير أبرز مباريات    الرابطة المحترفة الثانية : تعيينات حكام مقابلات الجولة الثالثة والعشرين    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. عبد العزيز بن عثمان التويجري (المدير العام لمنظمة «الإيسيسكو») ل«التونسية»:الإسلام يحرم الإرهاب
نشر في التونسية يوم 14 - 01 - 2016

هدف التحالف العسكري الإسلامي الدفاع عن صورة الإسلام الصحيحة
مؤتمر دولي حول الإرهاب بتونس في 2016
حاورته: صباح توجاني
قليلة هي اللقاءات الصحفية التي علقت بالذاكرة وتربعت في الفكر والقلب معا... هو لقاء استثنائي جمعني بالدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة المعروفة ب«الإيسيسكو» الذي ولد بالمملكة العربية السعودية عام 1950 وهو حاصل على درجة الباكالوريوس في اللغة الأنقليزية بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف وحاصل على الماجستير في اللسانيات ودرجة الدكتورا في المناهج من جامعة «أوريغون» بأمريكا.
زار الدكتور التويجري تونس مؤخرا حيث كانت له لقاءات مع المسؤولين في أعلى مستوى بالدولة والحكومة وتباحث معهم في ترتيبات تنظيم مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب بتونس قبل نهاية العام الجديد، من منطلق اهتمامات المنظمة بنشر تعاليم التربية الإسلامية الصحيحة والعمل على نشر الصورة الصحيحة للدين الإسلامي التي أصابها بعض التشويه جراء ما أتته الجماعات المتطرفة من أعمال ارهابية تولت لوبيات اعلامية مشبوهة إلصاقها بالإسلام والإسلام منهم براء.
هنا حوار مع قامة معرفية عربية اسلامية نفخر بها في كافة الدول الإسلامية لأنها تعيد للفكر الإسلامي والطاقات العربية البعض من بريقها الذي أفل...
قلت للدكتور التويجري إنّ دور المنظمة اليوم أصبح اكبر باعتبار وظيفتها الأساسية المتمثلة في نشر مبادئ التربية الإسلامية الحقة في الدول الإسلامية وخارجها وذلك بالنظر الى الأحداث الإرهابية التي طالت دولا اسلامية وغربية وألحقت ضررا جسيما بصورة الإسلام والمسلمين في العالم باسره، فعقب قائلا:
«الحقيقة ان الإيسيسكو ومنذ إنشائها وهي تعنى بقضايا تكوين الشباب وتنشئته وتثقيفه وتربيته على قيم الإسلام السمحة مع الإنفتاح على العصر وكل ما يحمله من إبداعات ومتغيرات إيجابية، حتى ينجح الشباب إناثا وذكورا في نحت شخصياتهم والإسهام بدورهم في تنمية بلدانهم ومجتمعاتهم بحيث يصيرون عناصر منتجة.
وقد عملنا على تحقيق هذه الأهداف خلال العقود الماضية، واليوم يشهد العالم الإسلامي تغيرات عميقة بالنظر إلى الظروف التي تعاني منها بعض الدول الإسلامية في ظل الحركات الشعبية التي حصلت خلال الخمس سنوات الماضية. فمن خلال هذه الشعارات التي رفعت إبّان التحركات الشعبية كانت هناك مطالب شبابية بالمزيد من الحريات والعدالة والكرامة والشغل، كما نبتت ايضا حركات شاذة لا علاقة لها بتاريخنا ولا بديننا ولا بثقافتنا أو حضارتنا، وهي نباتات غريبة ومخربة وخطيرة تستهوي الشباب وتصرفهم عن مجتمعهم وتزين لهم عملا يدمر بلدانهم ويضر بمصالح أسرتهم الموسعة أي المجتمع الإسلامي ككل، وهو عمل يشوه صورة بلدانهم وصورتهم هم أيضا...والأكثر خطورة أنّ هذا العمل الإرهابي الإجرامي يضر بصورة الإسلام هذا الدين الحنيف الذي يجمعنا ويؤلف بيننا.
والإرهاب في حقيقة الأمر هو امر طارئ في العالم الإسلامي فنحن وطوال تاريخنا لم نشهد أبدا مثل هذه الأعمال التي يأتيها هؤلاء الإرهابيون، كما لم نشهد أبدا مثل هذا الفكر الظلامي المتطرف الذي يجرّمه الإسلام ويجرم كل من يعتنقه ويجرم كل الأعمال الصادرة عن هذه الفئة الضالة.
فليس في الإسلام اعتداء على الناس ولا على ممتلكاتهم ولا على معتقداتهم ولا على الديانات الأخرى ومعتنقيها....فالإسلام بريء من مثل هذه الأعمال التي يأتيها هؤلاء المجرمون الذين يقتلون الناس ويسلبونهم ممتلكاتهم...وليس من مبادئ الإسلام إفساد الأرض وحرق المساجد وأعمال التفخيخ والتفجير ونشر الرعب والفوضى والكراهية والبغضاء.
كانت لكم عدة لقاءات في أعلى مستوى مع المسؤولين التونسيين، ماهي محاور اهتماماتكم وهل هناك نقاط تلاق بينكم وبين رئيس الحكومة ورئيس الدولة هنا في تونس؟
لقد كان منطلق أحاديثي مع المسؤولين السامين في الدولة والحكومة نابعا من أن الإسلام دين التسامح والتحابب وهو دين يرفض مثل هذه الأفعال بل يحرمها تحريما صريحا...ولذلك فدور المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة باعتبارها منظمة تربوية وعلمية وثقافية، هو دور مهم لنشر ثقافة الإسلام السمحة والوسطية التي نعرفها ونشأنا في ظلالها وتربينا عليها...والتي هي ما يعتنقه مئات الملايين من المسلمين في جميع الدول الأعضاء في «الإيسيسكو».
لذلك حرصت خلال زيارتي الأخيرة إلى تونس على أن نبحث مع الجانب التونسي في الترتيبات الخاصة بعقد مؤتمر دولي مع نهاية العام الجديد سيخصص للنظر في وسائل وأساليب مكافحة الإرهاب والتطرف من أجل نشر السلام في العالم. وسيكون تنظيم هذا المؤتمر بالتعاون بين تونس والمنظمة وسندعو لحضور أعماله خبراء ومختصّين في مكافحة الإرهاب وفي دراسة الحركات الإرهابية وأنماطها وأشكالها المختلفة بشكل عام.
ومن المنتظر أن تشارك في أعمال هذا المؤتمر الدولي منظمات عالمية كثيرة ستساهم معنا في البحث عن سبل معالجة ظهور هذه الحركات الإرهابية ومحاولة النّفاذ سوية إلى معرفة من يقف وراءها وكشف مصادر تمويلها ومنبع قوتها وفكرها المتطرف. و«الإيسيسكو» حريصة على مواجهة هذه التيارات بالفكر وبالتحصين الثقافي من خلال نشر المعلومات الصحيحة التي قد يروج لعكسها المتطرفون لتضليل الشباب وليّ أعناقهم والتغرير بهم واستقطابهم لإقناعهم بأن ما يؤمرون بتنفيذه من أعمال إرهابية هو من جوهر الإسلام ومن تعابيره. والحقيقة أنّها معلومات مغلوطة ولا أساس لها من الصحة ولا علاقة لها بما نعرفه عن ديننا الحنيف وما يعرفه علماء الدين الإسلامي وهم أعلام درسوا المبادئ الصحيحة للإسلام وضمنوها لمنشوراتهم من كتب ودراسات وتحاليل قيّمة.
ما هو دور المنظمة في تصحيح صورة الإسلام التي أساءت اليها كثيرا العناصر الإرهابية التي نفذت عمليات تفجير شرقا وغربا مما خلف استياء دوليا الى جانب ما اضحت تعاني منه الجالية المسلمة في الدول الأوروبية تحديدا جراء ذلك خاصة وقد تحدثتم عن جهود المنظمة صلب الدول الإسلامية، ولكني أسأل عما تقوم به الإيسيسكو في العالم الغربي؟
لدينا نشاطات كبيرة في الدول الغربية وفي أمريكا اللاتينية والشمالية، كما اننا ننشط باستمرار وبصفة مسترسلة في الدول الإفريقية وجنوب شرق آسيا... والحقيقة اننا حريصون دوما على تنظيم اللقاءات الحوارية وننشر المعلومات الصحيحة عن الإسلام والمسلمين... وموقع المنظمة حافل بالعديد من المعلومات التي ننشرها باللغات الثلاث العربية والأنقليزية والفرنسية... كما انه لدينا سفراء للحوار بين الثقافات والحضارات وهم يقومون بجهود كبيرة من أجل التعريف برسالة «الإيسيسكو» وبتصحيح الصورة المتداولة لدى البعض عن الإسلام والتي للأسف الشديد شوهتها هذه المجموعات المسلحة التي لا صلة لها اطلاقا بديننا الحنيف. هؤلاء السفراء يشاركون في المؤتمرات الدولية لعرض الحقائق أمام الرأي العام الدولي في عدد كبير من الدول الغربية.
كما أننا نتمتع بعلاقات وثيقة وقوية ومتنامية مع العشرات من المنظمات الإقليمية والدولية في الغرب وعلى راسها منظمة الأمم المتحدة المتخصصة «اليونسكو» والمنظمة العالمية للملكية الفكرية وغيرها.. وكذلك المنظمات التي تعمل في اطار تجمعات أخرى كالمنظمة العالمية للفرنكفونية التي تتخذ من باريس مقرا لها، أو مجلس اوروبا بسترازبورغ بفرنسا.. اضافة إلى الإتحاد الأوروبي. كما لا يفوتني هنا الإشارة والإشادة بعلاقات المنظمة القوية بكبريات الجامعات الغربية وعدد كبير جدا من المفكرين والجامعيين والباحثين من المسيحيين الذين لهم مواقف محترمة في مجال معالجة أوضاع العالم الإسلامي... هؤلاء يشاركون في نشاطاتنا ويساهمون بجهد كبير في مختلف النشاطات والتظاهرات التي ننظّمها.
ولا ننسى انه لدينا نشاطات قوية في أوساط المسلمين أنفسهم المقيمين بالمجتمعات الغربية من ذلك أن المنظمة أنشات المجلس الأعلى للتربية والثقافة خارج العالم الإسلامي وهو هيكل يضم رؤساء مراكز وجمعيات اسلامية موجودة في عدة دول أوروبية وأمريكا اللاتينية وشمال أمريكا ويرأسه بروفيسور وهو مسلم ايطالي وهو شخصية محترمة داخل الأوساط المسيحية والمسلمة في أوروبا وفي غيرها من دول العالم.
هل فكرت منظمة الإيسيسكو في انقاذ الأجيال الجديدة للعائلات الإسلامية المهاجرة المقيمة بالدول الغربية والتي يتهددها الإنبتات بحكم جهلها لمقومات ديننا الحنيف؟
في الحقيقة، نحن ننشط في هذه المراكز التي ذكرتها والموجودة في الدول الغربية، حيث نرسل المدرّبين لتدريب المعلمين، ونساهم في وضع مناهج التدريس بهذه المؤسسات التربوية التابعة لهذه المراكز والهيئات، ونعطي المنح الدراسية كذلك.... في جانب آخر نحن كمنظمة نعمل مع المرشدين الدينيين والأيمة في المساجد والمؤسسات الدينية الموجودة في دول إقامة الجالية الإسلامية ووضعنا دليلا لتدريب هؤلاء الأيمة والمرشدين والمرشدات الدينيين على ثقافة الوسطية والاعتدال.. كما نتولى عقد دورات تدريبية لهؤلاء لتزويدهم بالثقافة التي تنشر قيم الإسلام السمحة كاحترام التنوع الديني والثقافي واحترام الكرامة الإنسانية والتعاون مع جميع شعوب العالم من اجل الحفاظ على علاقات انسانية سليمة بين مكونات جميع المجتمعات الإنسانية....
كما أننا نعقد باستمرار لقاءات مع الإعلاميين الغربيين وقد بادرت منظمة «الإيسيسكو» بوضع دليل اعلامي لمعالجة الصورة النمطية للإسلام في وسائل الإعلام الغربية وقد عقدنا في هذا الإطار أكثر من ثلاث دورات آخرها كان في جمهورية ألمانيا الاتّحادية.. وقبل ذلك نظمنا لقاء بمدينة ليل بفرنسا... ونحن دوما ساعون الى توسيع مجالات التلاقي والتعاون مع الإعلاميين الغربيين صلب هذا التوجه، حرصا من المنظمة على نشر الصورة الحقيقية للدين الإسلامي وعلى تأكيد أن ما يقوم به الإرهابيون المتطرفون لا يمتّ بأيّة علاقة للإسلام والمسلمين ولا بالمجتمعات الإسلامية... إننا نشدد دوما على أنّ المتطرّفين هم أقلية صغيرة في وسط اسلامي كبير جدا... فنحن لدينا مليار و600 مليون مسلم في مختلف أنحاء العالم.. يؤمنون بالسّلم والوسطية والإعتدال وهم سفراء لديننا الحنيف صلب المجتمعات التي يعيشون فيها...
للأسف الشديد، فإن بعض وسائل الإعلام تضخم الصورة البشعة للمتطرفين ويعتبرون ويسوقون بأنها تمثل العالم الإسلامي... والحقيقة ان العالم الإسلامي بريء من كل تلك الأعمال البشعة التي يقوم بها الإرهابيون.. ونحن حرصنا ولا نزال على تشريك أكبر عدد ممكن من العلماء والمفكّرين والمثقفين وقادة دول العالم والإعلاميين في المنابر التي ننظمها والتي نصر من خلالها على التأكيد على ان العالم الإسلامي عالم مسالم مثل غيره من شعوب العالم يريد العيش بسلام وفي أمن وأمان مع بقية الشعوب ويساهم في تنمية الحياة الإنسانية.. كما نلح على ان ما يقوم به الإرهابيون والمتطرفون من أعمال اجرامية يجب ان تنسب اليهم وليس للدين الإسلامي.. فإذا نسبنا ما يقومون به الى الدين الإسلامي الحنيف، فإننا سننسب أيضا ما يأتيه بعض المتطرفين اليهود إلى الدين اليهودي وكذا المتطرفين المسيحيين والبوذيين وغيرهم... وهذا برأيي عين الحمق وأمر غير سليم.
فالإرهاب جريمة يرتكبها متطرفون من المسلمين ومن غير المسلمين ولا علاقة للإرهاب بالدين وكل من يريد ربط الإرهاب بالدين انما يريدون تشويه الدين وبالتالي الإضرار بمصالح العالم الإسلامي.
ونحن صلب المنظمة لا نفوت أيّة فرصة أو مناسبة في لقاءاتنا بالمفكرين ونحن نقول لجاليتنا المسلمة بالدول الغربية : انكم تعيشون في الغرب وكثيرون منكم يحملون الجنسية الغربية اذن فانتم صرتم جزءا من هذه المجتمعات ولذا يجب ان يكون حضوركم حضورا فاعلا وبناء ومؤثرا ومصححا للصورة المسيئة للإسلام والمسلمين.
معالي الدكتور التويجري، بادرت المملكة العربية السعودية بتشكيل تحالف عسكري اسلامي لمكافحة الإرهاب مؤخرا. هل ترون انه بالإمكان تحقيق نتيجة ايجابية من خلال هذا التحالف الإسلامي الذي شاركت فيه عشرات الدول الإسلامية؟؟؟
نحن أيّدنا قيام هذا التحالف العسكري الإسلامي الذي بادرت به المملكة العربية السعودية لمواجهة الإرهاب ونحن واثقون من أنّ هذا التكتل الإسلامي سيساهم بقوة في تصحيح الصورة المشوهة ومواجهة التيارات التي تريد أن تلصق الإرهاب بالمسلمين.. هناك حملة اعلامية مشبوهة تقوم بها الكثير من الدوائر الإعلامية بل وهيئات سياسية ومراكز ثقافية وبحثية في العديد من الدول الغربية وغيرها تسعى إلى تكريس صورة الإرهاب المرتبط بالإسلام...
ولذلك أنا على يقين بأن هذا التحالف العسكري الإسلامي سيدرأ عن العالم الإسلامي هذه الهجمة المشبوهة...فالإسلام دين حنيف بريء من كل ما يريدون إلصاقه به من أعمال إجرامية تفجيرية وقتل وحرق وتهجير... والإسلام دين السماحة والتسامح والسلام يجرم هو أيضا هذه الأعمال الإرهابية ويجرم القائمين بها ويلفظهم... ولذلك فأنا سعيد بأنّ هذا التحالف ولد كبيرا وهو ينمو اليوم وتتوسع دوائره وهو ليس موجها ضد أية فئة أو أي مجتمع من المجتمعات الإنسانية... بل هو موجه ضد فئة وقلّة ضالة ضربت الدول الإسلامية قبل غيرها من الدول.. فالدول التي تضررت من الإرهاب هي بالدرجة الأولى دول عربية واسلامية ....فتونس والمغرب ومصر وليبيا والمملكة العربية السعودية والكويت وغيرها.. كلها دول عربية اسلامية مسها الإرهاب بشكل أو بآخر حيث كانت مسرحا لأعمال إرهابية تفجيرية سواء في الفنادق أو في الأسواق أو في المساجد.. كما تم في هذه الدول إبطال وإفشال العديد من المخططات الإجرامية الأخرى ووقع القبض على الذين كانوا يخطّطون لتنفيذها وتمّ التحقيق مع عناصر هذه الخلايا حيث اعترفوا لدى القضاء بأنهم كانوا يتلقّون التمويل والتعليمات من جهات معينة...
ولذلك كله وجب علينا كمسلمين ان نتكاتف ونتعاون ونضع اليد في اليد للوقوف في وجه هذا الخطر الداهم الذي سيلحق أضرارا بعالمنا الإسلامي ويشوه صورة ديننا الإسلامي الحنيف ويضرب شعوبنا بعضها ببعض ويحدث التمزق والثورة الهدامة صلب مجتمعاتنا... لذا فمن واجبنا الدفاع عن مصالحنا بأنفسنا وهذا التكتل الإسلامي ضروري من شأنه ضمان التنسيق بين أجهزة الأمن والدفاع الوطني ولكنه في الجانب الأخر هو تحالف الدفاع عن صورة الإسلام وعن مصالح المسلمين..
المساجد تعيش على وقع شبهات تلحقها جراء اتهامها بانها مسرح للقاء الفكر المتطرف واستقطاب الشباب المسالم من طرف التيارات المتشددة قصد تسفيرهم الى بؤر التوتر كجهاديين...ما هو الحل برأيكم لتظل هذه المساجد دور عبادة وتعبد فقط؟؟
المساجد والجوامع هي أماكن خصّصها الإسلام لعبادة الله سبحانه وتعالى وإعلاء ذكره، يقول تعالى : «في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والأصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا لهو عن ذكر الله وإقامة الصلاة» صدق الله العظيم.
فهذه المساجد عندئذ هي اماكن لعبادة الله عزّ وجلّ وذكر جلالته ولطلب العلم والتفقه في الدين وتحصين المجتمع من الإنزلاقات الفكرية والسلوكية التي تضر بسلامة أفراده وبقيمهم وباستقامتهم. أما الذين يقصدون المساجد والجوامع لنشر التطرّف والفكر الإرهابي ويشرعون للاعتداءات على حرمات الناس وأملاكهم وأعراضهم ودمائهم فهؤلاء مجرمون ولا علاقة لهم بالإسلام لا من قريب ولا من بعيد ...
فالرسول صلى الله عليه وسلم أرسل رحمة للعالمين حيث يقول الله تعالى عنه: «وما أرسلناك الاّ رحمة للعالمين.» والقرآن الكريم الذي هو دستور المسلمين والكتاب المنزّل على النبي محمد صلوات الله تعالى عليه، يقول عنه تعالى : «انّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم» وليس للتي هي أعوج والفرق بيّن وواضح وجلي.. هؤلاء الإرهابيون إنما يدعون إلى الإنحراف وإلى الفوضى والقتل والإجرام...
ولذا وجب على الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي أن تحرص على أن تظل المساجد والجوامع تعمل في إطار منهج سليم يتوافق مع صحيح الدين وليس مع ما يروجه بعض المتطرفين أو المرضى العقلانيين الذين يدّعون أنهم يفهمون الإسلام. فما نلاحظه اليوم أن هناك انفلات في الدعوة الى الإسلام وفي الإفتاء... وكل من قرأ كتابا أو كتابين أو اطّلع على نصّ أو نصّين أتى فعيّن نفسه فقيها أو إماما أو بدأ يكفر الناس ويصنفهم على هواه....فالله سبحانه وتعالى هو الذي يتولى السرائر ونحن لنا ما نراه في الظاهر من استقامة ومن تقيد بتعاليم الإسلام في مجتمعاتنا...
أما الذين يكفّرون المجتمعات المسلمة فهؤلاء هم الذين يجب ان نطلق عليهم لقب التكفيريين، لأنه لا يجوز لمسلم أن يكفّر أخاه المسلم، فنحن كلنا مسلمون وجميعنا نعبد الله سبحانه وتعالى ولكن لا يحقّ لنا استغلال الجوامع والمساجد لنشر الفرقة والفوضى والبلبلة وتخريب مجتمعاتنا... وأنا أعتقد أن لدى كلّ من تسوّل له نفسه استغلال دور العبادة والعلم لتخريب البلدان وزرع التفرقة بين أبناء الشعب الواحد انحرافا عقليّا وانحرافا في الفهم وفي استيعاب النصوص الإسلامية وإنزالها في مواقعها الصحيحة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.