انتقد المشاركون في الندوة الجهوية للإطارات الدينية بصفاقس التي انتظمت الاثنين تحت عنوان "دور الخطاب الديني في التوقي من الإرهاب" ما اعتبروه "تشدد بعض الأئمة في خطبهم الدينية" داعين إياهم إلى ضرورة الانفتاح والتأقلم مع التغيرات الجديدة للواقع والسلط المعنية إلى تمكين الأئمة بالتكوين المستمر لتقريب المفاهيم الدينية وصورة الإسلام الحقيقية لديهم وإحداث كليات شريعة في كافة ولايات الجمهورية وشعبة العلوم الإسلامية. وقد أبرز الإمام الخطيب منذر الحاج ساسي، في محاضرة ألقاها بالمناسبة قيمة ترشيد الخطاب الديني للائمة من اجل الارتقاء بالمفاهيم الدينية لدى المصلين ومدهم بمخرجات ذات قيمة وجودة عالية وذلك في إطار احترام ثقافة الاختلاف مشيرا إلى أن ترشيد الخطاب الديني يقتضي تكوين وتواضع ووعي بما نقرأه وننقله وأضاف قوله "إن الأئمة الذين وصفوا بالتطرف هم ظالمون لأنهم ظنوا إنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة ومظلومون في ذات الوقت لأنه لم تتسع أفقهم ولم يقع ترشيد خطبهم" وفق تقديره. من جهته، أكد الإمام الخطيب "زهير المدنيني" على إن إصلاح الخطاب المنبري والمسجدي "يتطلب إعادة تشكيله حتى يكون منغرسا في الواقع ومنسجما مع السياق الجديد لعصرنا سياسيا واقتصاديا وثقافيا وذلك من اجل النأي بالدين عن المقاصد الظلامية المتطرفة والاقتراب من مقاصد الإسلام الأساسية واحترام مبدأ النسبية الإنسانية وحتى يكون المنبر علامة من العلامات الفعالة في حياة المسلمين" حسب رأيه. ولفت إلى ان الأزمة لا تكمن في الدين الإسلامي وإنما في الخطاب الديني الذي يراد تسويقه على انه صحيح دون تجذيره في روح العصر وان الشروع في معالجة الأزمة يبدأ بمراجعة الخطاب الديني وتجديد مفاهيمنا الدينية وعادة النظر في علاقتنا ببعضنا البعض بعيدا عن التصنيفات المستفزة" بحسب تعبيره. يذكر أن هذه الندوة الجهوية للإطارات الدينية بصفاقس التي نظمتها الإدارة الجهوية للشؤون الدينية تندرج في إطار سلسلةمن الندوات التي بادرت بها سلطة الإشراف من أجل رسم خطة وطنية لمكافحة الإرهاب.(وات)