اعتبرت منظمة "البوصلة" في تقرير نشرته اليوم الاثنين، حول حضور النواب، أن الغيابات ليست استثناءات أو حالات معزولة، وإنما "ظاهرة جدية" يمكن ملاحظتها في مختلف هياكل المجلس، ومن شأنها تعطيل سير الجلسات العامة واجتماعات اللجان. وأضافت المنظمة، في تقريرها الذي يندرج ضمن برنامج "مرصد مجلس"، ويشمل النصف الأول من الدورة البرلمانية الثانية (من نوفمبر 2015 الى مارس 2016)، أن أكبر دليل على تأثير هذه الغيابات، هو الفرق الشاسع بين نسب الحضور ونسب المشاركة في التصويت على مستوى الجلسات العامة، ومناقشة مشاريع قوانين على مستوى اللجان، حيث لا تتجاوز نسب الحضور في أغلب الحالات الخمسة بالمائة. وأفادت بان المعدل الجملي للحضور في الجلسات العامة يقدر ب 84 بالمائة خلال شهر مارس، في حين لم يتعد معدل المشاركة في التصويت خلال هذه الجلسات في الفترة ذاتها 56 بالمائة. ولاحظت ان عدد النواب المتحصلين على نسبة حضور تقدر ب100 بالمائة، قد ارتفع من 64 نائبا في شهر نوفمبر 2015 إلى 89 نائبا في مارس 2016 . في المقابل تحصل نائب واحد فقط على 100 بالمائة كنسبة مشاركة في التصويت خلال الجلسات العامة. وبينت ان كتلة "الحرة" تتصدر ترتيب الكتل البرلمانية من ناحية نسب الحضور خلال شهر مارس في الجلسة العامة (88بالمائة) واللجان الخاصة (73)، في حين تحظى كتلة حركة النهضة بالنسب الأعلى على مستوى الحضور في اللجان القارة (73) والمشاركة في التصويت (67( وأكدت ان أضعف نسب مشاركة في التصويت خلال الجلسات العامة، تعود إلى الكتلة الاجتماعية الديمقراطية (37 بالمائة)، تليها كتلة الاتحاد الوطني الحر (38 بالمائة). وأوضحت بخصوص نسق العمل البرلماني، ان عدد المشاريع المصادق عليها شهدت ارتفاعا من 6 مشاريع خلال شهر نوفمبر 2015 إلى 15 مشروعا خلال شهر مارس الماضي. في المقابل انخفضت ساعات العمل في الجلسات العامة من 80 ساعة و50 دقيقة في نوفمبر 2015 إلى 55 ساعة و35 دقيقة في مارس الماضي، في حين حافظت ساعات التأخير تقريبا على نفس المستوى في حدود 18 ساعة، بعد أن شهدت خلال شهر جانفي أدنى درجاتها ب6 ساعات و20 دقيقة. ولفتت إلى أن الحضور، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالتصويت على مشاريع قوانين، يجب الا يقتصر فقط على التسجيل فيأول الحصة، بل يجب ان يتواصل خلال الجلسات حتى تصبح نسب التصويت أعلى، بما يعكس التزام النواب بدورهم التشريعي ويعطي حظوظا أوفر للمشاريع حتى تناقش جيدا وتحظى بتصويت معزز، ويقلص من "الصورة السلبية" للنواب في ذهن المواطن. ودعت منظمة "البوصلة" مجلس نواب الشعب، إلى التصدي نهائيا لظاهرة الغيابات، وفرض احترام النظام الداخلي، وتطبيق الإجراء المتمثل في الاقتطاع من المنحة بصفة آلية، بما من شأنه ان يحمل الجميع مسؤولياتهم، وينعكس إيجابيا على نسق أشغال المجلس وعملية المصادقة على مشاريع القوانين وصورة البرلمان لدى المواطنين.(وات)