شهدت منطقة البستان بصفاقس في الليلة الفاصلة بين الأربعاء والخميس جريمة قتل فظيعة متبوعة بجريمة أخرى وهي السرقة راح ضحيتها رجل أعمال ليبي في العقد الرابع من العمر فيما نجا مواطنه وهو رجل أعمال أيضا بأعجوبة، قبل أن يتمكن أعوان فرقة شرطة النجدة بصفاقس في مرحلة أولى من القبض على أحد المشتبه بهم بعد نصف ساعة فقط من وقوع الجريمة ثم الإيقاع بمشتبه بهما آخرين أمس فيما تتواصل المجهودات لإيقاف مشتبه به رابع تحصن بالفرار. وقائع هذه الجريمة تفيد بأن الضحية تسوغ عن طريق سمسار شقة بمنطقة البستان قريبة من إحدى المصحات الخاصة للعلاج، ويبدو أن السمسار لمح مبلغا ماليا بحوزته فأشعر مجموعة من المنحرفين بالأمر، أحدهم غادر السجن في العفو الأخير بتاريخ 9 أفريل الجاري، وفي حدود الساعة منتصف الليل والنصف تحول ثلاثة من المشتبه بهم إلى الشقة حيث طرق أحدهم الباب. وعندما أجابهم صديق الضحية أوهموه أنهم ليبيون بعد أن أجابوه باللهجة الليبية، فسارع إلى فتح الباب، وما أن فتحه حتى أصابه أحدهم بلكمة أسقطته أرضا وأفقدته الوعي، قبل أن يتوجه ثلاثتهم إلى حيث كان الضحية ينام ويطعنوه بساطور في الفخذ، ثم يستولوا على مبلغ مالي قيمته 300 دينار وهاتفين وجوازي سفر المتضرر والضحية ويفرون، فيما ظل الضحية ينزف، وبعد دقائق استفاق المتضرر من غيبوبته واتصل بشرطة النجدة. تحول الأعوان على جناح السرعة إلى موقع الجريمة حيث اتصلوا بسيارة القسم الطبي الاستعجالي وتم نقل الضحية إلى المستشفى إلا أنه سرعان ما فارق الحياة، وبالتوازي مع ذلك باشر الأعوان الأبحاث وقاموا بسلسلة مداهمات ألقوا إثرها القبض على ثمانية أشخاص محل تفتيش تعرف المتضرر إثر عرضهم على أحدهم. بالتحري مع المشتبه به حاول الإنكار ولكن بمجابهته ببعض القرائن المادية بينها ملابسه التي غسلها قبل إيقافه لتنظيفها من الدماء والرسائل القصيرة الواردة على هاتفه المحمول واتصالاته مع سمسار كان توسط في تسويغ الشقة للضحية ومواطنه انهار واعترف بما نسب إليه، وأدلى بهويتي شخصين اثنين آخرين شاركاه في الجريمة فقام أعوان فرقة شرطة النجدة وفرقة الشرطة العدلية بصفاقس المدينةبالقبض على أحدهما فجر أمس قبل أن ينجحوا في الإطاحة بالمشتبه به الثالث كما أوقفوا صاحب الشقة من أجل عدم الإعلام عن إيواء أجنبي، فيما تتواصل المجهودات لإيقاف السمسار المتحصن بالفرار. ص. المكشر جريدة الصباح بتاريخ 29 افريل 2016