بحضور عدد هام من المثقفين والجامعيين والائمة والاعلاميين واحباء المطالعة تم مساء امس الجمعة تدشين جناح مكتبة سماحة مفتي تونس الاسبق الشيخ العلامة محمد مختار السلامي بالمكتبة العمومية بصفاقس التي تبرع لها بكل كتبه التي جمعها منذ طفولته. تبرع الشيخ محمد مختار السلامي بمكتبته النفيسة قابله اهل الجهة باطلاق اسمه على المكتبة العمومية التي اصبحت تسمى"المكتبة العمومية محمد مختار السلامي" وفقا لما اعلن عنه والي صفاقس الحبيب شواط في كلمة القاها بالمناسبة اكبارا للعالم الجليل. وقال الشيخ السلامي "اخترت اهداء اعز ما املك، مكتبتي الخاصة الى الارض الاولى التي لمستها جلدتي وانطلقت منها قصتي مع الكتاب، الى المدينة المتحدية التي رفضت الذل وقاومت الاستعمار النورماني والفرنسي، وانجبت علماء مثل ابي الحسن اللخمي وعبد الواحد ابن التين وعلي النوري وغيرهم..." معبرا بذلك عن دوافع اهدائه مكتبته القيمة التي تعد 4851 مجلدا. هذه المكتبة وصفتها امينة المكتبة العمومية مليكة شعبان ب"واحدة من اهم المكتبات العائلية في تونس واكثرها ثراء ولانظير لها في أي مكتبة اخرى باعتبار ان الشيخ محمد مختار السلامي اقتنى محتوياتها على امتداد عقود ،من الصين والمغرب واوروبا والدول الافريقية جنوب الصحراء ومنها هدايا او جوائز منذ عهد البايات من ارقى مؤسسات العلم والمعرفة وبامضاء خيرة علماء تونس..." من ضمن المجلدات البالغ عددها 4851 مجلدا عديد المخطوطات ونسخ المخطوطات النادرة و343 كتابا بالفرنسية ولغات اخرى و520 دورية و125 ملفا ووثيقة تتعلق بندوات في مواضيع مختلفة الى جانب مؤلفات الرجل المقدر عددها باثنين وعشرين كتابا. هذا العدد الكبير من نفائس الكتب سيشكل اضافة قيمة لرصيد المكتبة العمومية بصفاقس التي يفوق عدد كتبها الخمسين الف عنوان ينهل منها زهاء 5800 مشترك بشكل متواصل. وتحدث الشيخ السلامي عن اطوار تكوينه لمكتبته وعن علاقته باول كتاب اهدي له في المدرسة التهذيبية القرآنية بصفاقس التي تأسست سنة 1911 عندما كان في السابعة من عمره الى انقرر اهداء هذه المكتبة الى المكتبة العمومية بصفاقس. واقترن الموكب بانطلاق فعاليات الايام الوطنية للمطالعة والمعلومات التي تنظمها وزارة الثقافة والمحافظة على التراث وقرار التأسيس لمنتدى ثقافي عن الكتاب سيقام بداية من السنة القادمة في المكتبة العمومية في مثل يوم التبرع بالمكتبة احياء لهذه الذكرى.(وات)