تجددت صباح اليوم الاحتجاجات في بن قردان واستعادت المدينة نفس مشاهد يوم امس من حرق للعجلات بعدد من مفترقات الطرقات وتجمعات للمواطنين الذين "استنفذوا صبرهم ودخلوا في موت سريري" بحسب قول عدد منهم بعد توقف نشاطهم التجاري مع ليبيا عبر المعبر الحدودي راس جدير. واقتحم المحتجون مقر الاتحاد المحلي للشغل مطالبين رئيسه بتبني إضراب عام بداية من اليوم باعتبار غياب الدولة وعدم وجود أي ممثل لها وهم يرون في الاتحاد الهيكل الرسمي الوحيد بها حسب رأيهم مؤكدين ان الاضراب ليس حلا وانما هو طريقة فقط لتبليغ مواقفهم وصوتهم فيما ظل مقر المعتمدية مغلقا الى جانب إغلاق بعض المنشات من قبل المحتجين وإجبار بعض التلاميذ على المغادرة. وتاتي هذه الاحتجاجات رغم عودة التجار العالقين منذ يوم أمس على الحدود الصحراوية بظهرة الخص بعد أن سمح لهم الجيش بالعبور فيما أصيب البارحة تاجر بطلق ناري بسبب عدم امتثاله لاشارات الوحدات العسكرية بالتوقف. وحمل المحتجون مسؤولية التوتر والاحتقان بالمنطقة إلى والي الجهة الذي لم يقم بأية مبادرة لامتصاص حالة الاحتقان منذ فترة والايفاء بتعهدات سابقة مع المجتمع المدني بالتفاوض مع الجانب الليبي حسب ما ذكره الناشط المدني عادل ناجي والذي قال إنه لو تم ذلك لسار الوضع نحو الانفراج ولما دخلت المنطقة في مثل هذه الموجة من الاحتجاجات التي تتجه نحو الاسوء والتعقد اكثر حسب تقييمه. وأضاف أن المجتمع المدني نبه منذ فترة لهذا الانفجار الشعبي غير أن السلطات لم تعر المسالة اهتماما وماطلت المطالب الحقيقيةن مشيرا الى مقترحات المجتمع المدني بتجديد اتفاقية 2010 التي تضم لجنة مشتركة تحمي كرامة التونسي والليبي على حد سواء في كل بلد وطالب بفتح المعبر باتفاقية مشتركة بين البلدين. ومن جهته طالب الناشط المدني مختار حامد وعضو في لجنة التنمية بتقنين «ظهرة الخص» التي يسلكها تجار المحروقات للتزود بهذه المادة من الطرف الليبي واخضاعهم الى التفتيشات اللازمة واعتماد مبدا التمييز الايجابي لمنطقة بن قردان في إقرار ظهرة الخص منطقة قانون خاص كمكافاة لاهالي بن قردان على وقفتهم لدحض الارهاب خلال العملية الإرهابية 7 مارس الماضي، بحسب تعبيره. ودعا الى ضرورة إبعاد المعبر عن التجاذبات السياسية معتبرا أن الطرف الذي يجب أن يتم التفاوض معه هو من يسير المعبر بقطع النظر عن الحكومة الماسكة بزمام الحكم ان كانت حكومة طرابلس او طبرق او غيرها حسب قوله . واعتبر مصطفى عبد الكبير الناشط الحقوقي والمهتم بالشأن الليبي أن المعبر ظل طيلة عشرات السنين يطرح عديد الاشكالات إلا انها كانت تحل بوجود السلط التي هي غائبة في الوقت الراهن ولا وجود سوى لمكونات المجتمع المدني الذي ساعد على إيجاد الحلول مستثمرا علاقاته مع الجانب الليبي حسب تقديره معتبرا أن المطلوب هو ان تبحث الدولة على الحل. وأضاف أنه في إطار البحث عن الحلول يتم الترتيب لعقد اجتماع عاجل مع الجانب الليبي وغير ذلك يتوقع التصعيد بالمنطقة، مشددا على ابعاد المعبر عن التجاذبات السياسية والنظر إليه كمعبر اقتصادي. وقال إن زيارة رئيس الحكومة الحبيب الصيد الى طرابلس وإن كانت قصيرة ينتظر أن تكون لها نتائج طيبة رغم انه لم يتبين منها أي مؤشر إيجابي لها. وجدد محسن لشيهب رئيس الاتحاد المحلي للشغل ببن قردان تخوفه من تواصل تأزم الوضع اليوم أكثر من يوم امس مطالبا السلطات بالتدخل العاجل لفتح معبر راس جدير الحدودي وبالتوجه نحو إقرار إضراب عام بالمنطقة اذا ماواصل المحتجون التمسك بهذا المطلب (وات )