قال وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية، وانغ يي، الجمعة إن بلاده على استعداد لتطوير الصداقة التقليدية مع تونس "لمواكبة الوضع الجديد فيها". وأضاف الوزير الصيني، الذي شرع في زيارة رسمية لتونس تستمر يومين، في لقاء صحفي مع نظيره التونسي، خميس الجهيناوي، أن الصين على استعداد لتنويع مجالات التعاون مع تونس وأنه تم"التوصل إلى توافقات كثيرة من بينها تعزيز التواصل والتعاون في مجالات البنية التحتية والصحة العامة والتعليم". وأشار الوزير "وانغ يي" الى استقباله من قبل رئيس الجمهورية ومحادثاته مع نظيره التونسي واللقاء المرتقب مع رئيس الحكومة. و قال إن بيكين " على استعداد لزيادة قدرة تونس في مكافحة الارهاب إضافة الى تعزيز التعاون معها في ما يخص الشؤون الدولية والاقليمية بما يحافظ على حقوق البلدان النامية وإيجاد حل سياسي لقضايا ساخنة في المنطقة"، حسب تعبيره. واعتبر الوزير الصيني، الذي يزور تونس لأول مرة ومباشرة إثر انتهاء أشعال منتدى التاون العربي الصين أمس الخميس، في قطر، أن الصين تحترم اختيار الشعب التونسي لطريق تنموي يتناسب مع الظروف الوطنية، مشددا على أن الانتقال السياسي التي جرى في تونس عبر "الحوار والتشاور" أدخلها في مرحلة جديدة. من جهته وصف وزير الشؤون الخارجية، خميس الجهيناوي، زيارة نظيره الصيني الى تونس "بالمهمة جدا"، مؤكدا أنها تندرج في "اطار دعم تونس ومساندتها لمجابهة الارهاب والتحديات الاقتصادية". وأضاف أنه لمس لدى الوزير الصيني استعدادا لمشاركة بلاده في المشاريع التي ستنفذ في تونس ضمن المخطط التنموي 2016-2020 وفي تمويل عديد المشاريع التي تهم الصحة، منها 5 مشاريع لمراكز صحة أولية حددتها وزارة الصحة التونسية. وذكر الجهيناوي أيضا أنه توجد أيضا مشاريع أخرى سيتم النظر فيها في إطار منتدى التعاون الصيني العربي ومنتدى التعاون الصيني الافريقي. ولاحظ أن لقاءه مع "وانغ يي" شمل أيضا امكانيات تعزيز التشاور السياسي بين البلدين والارتقاء به الى مستوى وزيري خارجية البلدين، مشيرا ايضا الى وجود تقارب في وجهات النظر بين البلدين في ما يخص عديد القضايا الاقليمية. وكانت أول دورة مشاورات سياسية تونسية صينية قد انتظمت في بيكين في 2015. يذكر انه تم التوقيع قبل اللقاء الصحفي على اتفاق للتعاون الاقتصادي والفني ستمنح بمقتضاه تونس هبة مالية من الصين تقدر بحوالي 31 مليون دينار ستخصص لبناء المستشفى الجامعي بصفاقس والذي ستنطلق أشغال بنائه في اكتوبر المقبل. وتعد هذه الهبة جزءا من المبلغ الممنوح من الصين لبناء هذه المؤسسة الاستشفائية والمقدر ب-120 مليون دينار. وحسب وثيقة وزعتها وزارة الشؤون الخارجية فإنه من المنتظر ان تنعقد خلال السنة الحالية بتونس أشغال الدورة التاسعة للجنة المشتركة بين البلدين. وكانت الدورة السابقة قد عقدت سنة 2010 بالصين. وتعد الصين الشريك التجاري الثالث لتونس بعد فرنسا وإيطاليا، ورغم أنها تعد الشريك الاقتصادي الاول لتونس في آسيا إلا أن حجم الاستثمارات الصينية في تونس لا يتجاوز 12 فاصل 9 مليون دينار توفرها 10 مؤسسات تشغل 538 شخصا.(وات)