أكد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي خلال افتتاح مؤتمر النقابة العامة للمياه المنعقد اليوم السبت بالحمامات الجنوبية أن قدر النقابيين الدفاع عن وطنهم في ظل العواصف التي تمر بها البلاد. ودعا "النقابيين إلى أن يكونوا قوة انحياز لبلدهم وان يكون لهم الوعي بأن يعوا أن بلدهم تحتاجهم ليكونوا قوة تعديل وقوة إيجاد الحلول والمخارج لكل أزمة يمكن أن تحدق بالبلاد حتى نقي بلادنا أي مخاطر تحدق بها"، وفق ما جاء في الصفحة الرسمية لاتحاد الشغل. وبيّن العباسي أن "المدة النيابية الحالية التي أشرفت على الانتهاء كانت محطة نقابية مهمة في تحقيق عديد المكاسب للشغالين وسيتم خلال المؤتمر الوطني القادم للاتحاد العام التونسي للشغل تقييم النتائج"، داعيا إلى أن يكون المؤتمر القادم محطة مهمة من أجل توجيه رسالة مهمة إلى الجميع بأن المنظمة ولادة قادرة على التغيير وضخ دماء جديدة عبر هيكلة جديدة أعدها قسم النظام الداخلي تهدف إلى الترابط بين النقابيين. ودعا الأمين العام إلى "تشبيب القواعد النقابية لدعم التواصل بين الأجيال الحالية والقادمة من أجل غرس ثقافة النضال والتضحية والدفاع عن المنظمة ." وأكّد الأمين العام أن "الاتحاد يهمه الشأن السياسي والوطني وهو دور ليس بجديد عليه ومن يريد إنكار هذا الدور فنقول له انت لا تعرف تاريخ الاتحاد والمنظمة ستبقى دوما حريصة على مصلحة البلاد وحريصة على مواصلة دورها الوطني". ودعا حسين العباسي النقابيين الافتخار بدورهم الوطني، قائلا: "فالعالم بأسره يعترف للاتحاد بهذا الدور المحوري. . وإن التكريم المتواصل الذي يتحصل عليه الاتحاد في كل أنحاء العالم يؤكد أننا على الطريق السوي." وردّا على الحملات ضد الاتحاد أكد العباسي أن "الاتحاد ليس معصوما من الخطأ ويتقبل النقد وخاصة النقد الذي يبين اخطاءنا ولكن الاتحاد ليس مع تلك الأصوات الهدامة والتي فشلت في تحقيق أهداف الثورة لوضع شماعة الحملة على الاتحاد لإخفاء اخفاقاتها." وبين العباسي أن أطرافا أخرى تريد إزاحة الاتحاد من المشهد الوطني لتنفيذ القرارات الموجعة وغير الشعبية والتي ستضرب المكاسب التي راكمتها البلاد طيلة عقود . وقال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل ان النقابيين سيكونون صمام أمان للدفاع عن أهداف الثورة والعدالة الاجتماعية كما سيكون الاتحاد صمام الأمان للدفاع عن تحسين الإنتاجية والمردودية داخل المؤسسات ، داعيا الشغالين إلى الدفاع عن وطنهم بمزيد من البذل والعمل ودعم نسبة النمو وذلك لإحباط لكل مؤامرات ضرب المكاسب الاجتماعية والاقتصادية للشعب التونسي، محذرا من "سقوط السقف " على الجميع . وأكد العباسي أن أمام البلاد تحديين أساسيين هما التحدي الأمني وخاصة الإرهاب أما التحدي الثاني فهو الاستقرار الاجتماعي . وأكد الأمين العام أن الاتحاد مع الاستقرار الاجتماعي وحريص على تحقيقه، مضيفا: " واهلا وسهلا بمن يحرص على الاستقرار إلا أن التراجعات و التنكر لعديد الاتفاقات الممضاة هو الذي يهدد الاستقرار الاجتماعي ومن غير المعقول الحديث عن استقرار اجتماعي في ظل غياب إنجاز استحقاقات هذا الاستقرار وفي ظل عدم صدور كل الملاحق التعديلية ." وبين حسين العباسي أن عديد الاتفاقيات التي تم التوصل إليها مع الحكومة لم تتم على غرار الصناديق الاجتماعية وقانون مأسسة الحوار الاجتماعي، مبينا أن تواصل عدم تطبيق الاتفاقات ولد هذه التوترات الاجتماعية . وأوضح الأمين العام أن تونس تمر بفترة دقيقة على الجميع أن يعي أن الاستقرار الاجتماعي لا يمكن أن يكون بدون تضحيات مشتركة وبدون تنفيذ الالتزامات الممضاة بين الطرفين، قائلا: "ونحن مستعدون الحوار حول هذا الموضوع لكن ليس عبر سوء النية و تغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة للبلاد ونبتعد عن كيل التهم المغرضة والكاذبة." ودعا العباسي إلى حوار حقيقي حول هذه القضايا لإعطاء الجميع الثقة وخاصة العاطلين عن العمل وطالبي التنمية وبلادنا محتاجة إلى ذلك لعدم الوصول إلى مالا يحمد عقباه .