شرعت اليوم الدائرة الجنائية الأولى بالمحكمة الابتدائية بتونس في محاكمة المتهم بقتل ضحيته وأكل جزء من كبده بمنطقة العقبة من ولاية منوبة. وقد اعترف المتهم بقتل ضحيته ذاكرا أنه توجه الى الهالك الذي كان نائما بإحدى غرف المنزل ثم أيقظه من النوم، قائلا له "يا أشرف يا أشرف" ثم نزع عنه الغطاء واعتدى عليه باللكم ثم جره الى المطبخ وواصل الإعتداء عليه بالعنف ثم طعنه عدة طعنات بسكين، مضيفا أنه أثناء تنفيذه عملية القتل كانت تدور بعقله عدة أشياء مفادها أنه يعيش خارج هذا العالم وتابع أنه استئصل كبد الهالك وقطعه بواسطة يديه، نافيا علمه إن كان أكل جزء منها أم لا مشيرا أنه كان يشاهد رجلا يتجول بالمنزل (المتهم يقصد رجل من العالم الآخر) كما كان يشاهد والده المتوفي يطوف بأرجاء المنزل. وتظاهر المتهم بنسيان التفاصيل الدقيقة للجريمة كآداءه الصلاة عكس اتجاه القبلة وقتله قط أسود ووضعه داخل جثة الهالك وزرعه نخلة أمام المنزل وكلها طقوس قام بها وأدلى بتفاصيلها أمام الباحث وهي تدخل حسب ما صرح به بحثا في اطار اعداد العدة لإستخراج كنز. كل هذه التفاصيل ادعى اليوم أمام القاضي بعدم تذكرها البت، مدعيا أيضا أنه يجهل اسباب ارتكابه هذه الجريمة الفظيعة كما نفى أن تكون دواعي قتله الهالك الشك بوجود علاقة مسترابة بين والدته والهالك. النيابة تطلب تسليط أقصى العقاب النيابة العمومية ولما أحيلت اليها الكلمة طلب ممثلها تسليط أقصى العقاب على المتهم. وقدمت محامية في حق ورثة الهالك تقريرا طلبت صلبه تسليط أقصى العقاب مع غرامات مادية لفائدة عائلة الضحية. "الجان" يدخل على الخط محامي المتهم وخلال مرافعته اعتبر أن موكله ليس بمجنون إنما فاقد للتمييز، مشيرا إلى أن منوبه عندما ارتكب هذه الجريمة الشنيعة جدا لم يكن تحت تأثير تناوله الكحول أو المخدرات بدليل أنه من الغد وبعد أن أتم جريمته أدى الصلاة ثم اتصل بخطيبته وأخبرها أنه سيتناول الغداء "لوبيا بالراس"، معتبرا أن موكله ووفق شهادات بعض الشهود فهو انسان طيب القلب ورجح أن يكون السبب الذي دفع به الى ارتكاب الجريمة أن يكون مسكون ب"الجان" وهنالك حسب رأيه مؤشرات دلت على ذلك وهي أنه عند قدوم أعوان الأمن بكثافة الى مسرح الجريمة للقبض على موكله الذي كان يردد "لا اله الا الله وراضية الوالدين" ثم اعتدى على والدته بالعنف واعتدى على بعض السيارات التي كانت رابضة أمام منزله. ففي تلك اللحظة يقول المحامي منوبه كان في حالة هيجان كبيرة ورغم العدد الكبير لأعوان الأمن الا أنهم فشلوا في السيطرة عليه نتيجة القوة الغريبة التي كان يتمتع بها في تلك اللحظة كما كانت تنبعث منه رائحة كريهة جدّا كما انبعثت منه نفس الرائحة الكريهة أثناء التحقيق معه، حسب المحامي. وخلص الدفاع بأن تقارير الإختبارات الطبية ليست مقنعة فمن جهة يقول الخبراء أن لديه اضطرابات في هيكلة شخصيته (بسيكوبات) التي تتميز بالإندفاع وعدم القدرة على التأقلم، ومن جهة يقولون أنه يعاني من حالة هذيان واضطرابات في درجة التمييز. وقد طلب تكليف مختص في الروحانيات وعرض موكله عليه للتأكد إن كان مسكون بالجان أمام لا، وطلب بصفة أصلية الحكم بعدم سماع الدعوى في حقه لإنتفاء الركن المعنوي للجريمة واحتياطيا اعتبار التهمة من قبيل القتل العمد بدون قصد والنزول بالعقاب الى أدناه.