اصدرت هيئة الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية خلال هذا الاسبوع حكمها في قضية القتل التي جدت اطوارها بمنطقة حمام الغزاز وراح ضحيتها طفل يدعى عرفات عمره 16 عاما وبسجن المتهم 30 عاما. وقد جدد المتهم وهو شاب عمره 32 عاما مثوله موقوفا امام انظار الهيئة معترضا على الحكم الغيابي الصادر ضده والقاضي بسجنه بقية العمر من اجل تهمة القتل العمد مع سابقية القصد وكان المتهم قد تحصن بالفرار طوال السنوات الفارطة منذ ارتكابه للجريمة وخلال هذه السنة تقدم المتهم الى المحكمة للتقاضي في جريمته وفي اول جلسة له كانت الهيئة قد اصدرت رفقة النيابة العمومية بطاقة ايداع للمتهم بالسجن. وللتذكير بأطوار القضية التي جدت خلال شهر اوت 2004 فان المتهم كانت له عداوة مع الطفل الهالك وقد التقيا سويا في حفلة اقامها جارهما بمنطقة حمام الغزاز بمناسبة نجاح ابنه في مناظرة الباكالوريا واثناء السهرة وبينما كان الجميع بصدد الاحتفال نزل الهالك والمتهم الى حلبة الرقص وبصفة فجئية انطفأت الاضواء وسمعت اصوات صراخ وصياح وبعد مدة من ذلك تمت انارة المكان وعثر على الهالك غارقا في دمائه بعد ان تلقى عديد الطعنات بواسطة سكين من قبل المتهم الذي تحصن بالفرار لمدة عامين. وكانت النيابة العمومية قد استأنفت حكم المؤبد وطالبت بتسليط عقوبة الاعدام على المتهم قبل ان يقدم هذا الاخير نفسه للسلطات وكان والد الهالك قد حضر خلال الجلسة الفارطة واكد ان المتهم طعن ابنه 5 طعنات وطلب ادانته. شهادات ادانة ومحاولة للدفاع وخلال جلسة المحاكمة عرض القاضي شهادات الشهود التي تفيد رؤيتهم للمتهم يحل بحالة سكر بالحفل ويقترب من الطفل الهالك ويطعنه في بطنه وظهره. وباستنطاق المتهم ومجابهته بشهادة الشهود كذب هذه الشهادات واكد انهم اصدقاء الهالك وقدموا قصد الاعتداء عليه واضاف المتهم انه له خلافات عديدة مع عائلة الهالك وشكايات في المحاكم واوضح المتهم ان الهالك هو من بادر بالاعتداء عليه بواسطة السكين فأخذها منه والتحما معا ولا يدري كيف انغرست السكين في جسد الهالك وحول عنصر الفرار افاد المتهم انه فر للاقامة بمدينة اريانة خوفا من انتقام اشقاء الهالك منه. وبافساح المجال للسان الدفاع رافع محام في حق المتهم لاحظ وجود نقائص بملف القضية وذلك على مستوى الشهادات والمحجوز فأما في خصوص الشهادات فقد قدح الدفاع فيها لعلاقة الصداقة الرابطة بين اصحابها وبين الهالك كما عرض المحامي هذه الشهادات واستغرب الدقة التي وردت عليها خصوصا في التحديد الدقيق لاداة الجريمة وطولها ومواصفاتها وهو ما يدل حسب رأيه ان الشهود متعودين على رؤية هذه السكين لدى الهالك وبالتالي فهي تابعة له وليس لموكله واضاف الدفاع ان المحجوز لم يحجز لدى موكله كما ان الخنجر المحجوز لا يحمل اثار دماء ويعلو نصله صدا مما يؤكد عدم استعماله منذ مدة طويلة واوضح المحامي ان الهالك هو من اراد الاعتداء على منوبه واستل السكين لفعل ذلك فقام موكله بدفعه واكد ان هذا الاخير لم يترصد الهالك بل هو من يضمر له الحقد واستدل في هذا الاطار بمؤيدين يتمثل الاول في ثبوت ادانة الهالك في قضية اعتداء للهالك على المتهم ومحضر بحث يثبت تورط الهالك في قضية عنف ومسك سلاح ابيض وهو ما يدل حسب رأي الدفاع على تعود الهالك على حمل الاسلحة البيضاء وبالتالي فان السكين تابعة للهالك حسب قوله. وتبعا لذلك طلب اعتبار التهمة من قبيل احكام الفصل 208 من م.ج وهي الاعتداء بالعنف الشديد الناجم عنه الموت والتخفيف على موكله اعتبارا لظروف وملابسات الواقعة. وباعذار المتهم طلب البراءة. واثر المفاوضة ادانت الهيئة المتهم وقضت بسجنه 30 عاما.