أكّد النائب بالمجلس التأسيسي عن حركة النهضة وليد البناني أنّ المعارضة تخلط بين الاداء السياسي والنموذج المجتمعي حيث تقحم النموذج المجتمعي أحيانا في المواقف السياسية مثل ما يطرحه السلفيون ونسبته إلى «النهضة» رغم أنّ للحركة برنامجا معلنا.
وأوضح البناني أنّ الصورة اليوم تتلخص في أن هناك حكومة تتكون من ائتلاف وهناك أطراف تعارض «النهضة» وتعتبر أن الحكومة هي حكومة «النهضة» وهذه مغالطة سياسية تحاول حصر المنافسة السياسية في حزب هو طرف من 3 أطراف في الائتلاف، لكنه أكّد أنّ ذلك «لا يزعج الائتلاف الحاكم وأنّ المعارضة عندما تتوجه إلى البرامج السياسية وتنقدها فهذا مطلوب منها وهذا مبدأ تقوم عليه الحياة السياسية، أمّا أن يُترك البرنامج الذي تقدمت به حركة النهضة وطرحت فيه رؤيتها للقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية ويتم إلباسه نظريات أخرى لأطراف موجودة على الساحة الإسلامية فهذه مغالطة وتوظيف سياسي غير مقبول».
وأضاف البناني أنّ اعتبار السلفية هي ذراع النهضة أو اتهام النهضة بأنها لم تتخذ موقفا من العنف المادي واللفظي الذي شهدته البلاد ولا تزال تشهده أو القول إن الحكومة تكيل بمكيالين فهذا كله توظيف سياسي لا يمكن ان نقبله».
وردّا على سؤال حول ما إذا كانت الحكومة قد سقطت في «فخّ» معارضة المعارضة قال القيادي في «النهضة» إنّ «للحكومة برنامجها وهي في موقف الفعل وليس ردّ الفعل وهي تُحاجج عن نفسها بمواقف سياسية وباتخاذ القرارات علما أننا في سنة أولى ديمقراطية وهذا الحراك لا عهد لنا به» لكنه أكّد انّ «هذا لا يزعجنا كحركة وككتلة وكطرف في الحكومة بل إن ما يقلق هو توظيف حدث لا تكون النهضة طرفا فيه للزعم أن هناك خطرا يهدّد الثورة».
وتابع البناني قوله «بالمناسبة تجدّد النهضة إدانتها لكل أشكال العنف المادي واللفظي على الصحفيين والمثقفين والمبدعين وتعتبر أن المطلوب هو الحوار والمحاججة، فكل من يتهم «النهضة» عليه أن يقدّم الدليل» مضيفا أنّ «الحديث عن استعمال الميليشيات يذكّرنا بالاتهامات التي كان يستعملها بن علي ضدّ خصومه وهذا أمر مؤسف لأنّ مجال الحوار هو غير هذا المجال، والسياسة التي اعتمدتها المعارضة بمهاجمة النهضة وبرنامجها كانت سببا في خسارتها الانتخابات وهي للأسف إلى اليوم تواصل نفس السياسة وستكون النتائج في المستقبل كسابقتها... النهضة قوية وستبقى كذلك وإذا جرت انتخابات اليوم ستحصل النهضة على الأغلبية».
وبخصوص الاتهامات الموجهة للحكومة بضيق صدرها للنقد قال البناني إن «الاتهامات التي كيلت لنا والحديث عن أن الحكومة ليست حازمة في تطبيق القانون وهي ضعيفة ومتسامحة وتغض الطرف عن عدة تجاوزات فهذا دليل سعة صدرها وليس العكس لأن ضيق الصدر يقتضي التصرف بحدّة وتشنج».
وختم البناني بالقول «أقول للجميع باسم النهضة إننا في مركب واحد من سقط منه سواء من المعارضة أو من الترويكا فهذه خسارة للبلاد وللثورة، وأدعو الجميع إلى العمل بثقة متبادلة لأن الثقة للأسف في طريقها إلى أن تًفقد وهذا خطر كبير على الثورة».