فرضت مسألة عدم تمكن الأحزاب المعارضة من إخراج قضية التوافق السياسي بإخراج حسن، باعتباره لا يتم إشراك الشعب، بعد مرور نحو سنتين من الاجتماعات تحت سقف التنسيقية أو قطب التغيير، إلى البحث عن وسيلة لإشراك الجماهير في أي معادلة سياسية تقدمها إلى السلطة، لمواجهة خطر العزوف عن المشاركة في الانتخابات المقبلة، و تجنب الفشل الذي يهددها بخسارة كل شيء في الساحة السياسية الجزائرية. وبالنسبة للأمين العام لحركة الإصلاح الإسلامية، فيلالي غويني، فان الوقت الحالي يحتم على الجزائريين والجزائريات أكثر من أي وقت مضى، ضرورة الذهاب إلى التوافق السياسي بقاعدة شعبية واسعة يكون تتويجا لحوار وطني سياسي واجتماعي واقتصادي، مضيفا في تصريح ل»الصباح»، انه من الضروري أن يجمع الحوار كل الأطراف المعنية لتدارس كل الملفات الوطنية و يخلص إلى ورقة طريق توافقية تخرج البلاد من وضعيتها الصعبة الحالية، إلى فضاء التوافق الوطني و تحقيق اللحمة الوطنية خدمة للجزائر والجزائريين، ومباشرة إقلاع اقتصادي صحيح يحدث تنمية شاملة في البلاد. لكن غويني، لم يفسر أسلوب إشراك الشعب في معادلة الحل التوافقي، إما أن يكون عبر النزول إلى الميدان أو مخاطبته مباشرة لإقناعه ببرامجه السياسية، وهنا مكمن الخلل. وفي ذات السياق، أكد رئيس مجلس شورى الحركة، فيصل بوسدراية، ل»الصباح»، إصرار حركة الإصلاح على المضي في التحضير لاجتماع الجزائريين و الجزائريات حول طاولة حوار تفاوضي لحلحلة الأزمة المتعددة الأوجه في البلاد، مركزا على أهمية اضطلاع إطارات الحركة ومناضليها بمهمة التحسيس والعمل على محاربة اليأس والعزوف لدى مختلف طبقات الشعب وفق تعبيره. من جانبه، كشف عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم الإخوانية، وأكبر الأحزاب الإسلامية في البلاد، عن تركيزه خلال اجتماعه الأخير في لجنة التشاور والمتابعة على نقطتين أساسيتين، أولها ضرورة اتجاه الأحزاب نحو الشعب والحديث معه باعتباره هو الأهم في المعادلة، وأنه لا يقدر على هيمنة السلطة سوى الشعب، وأن الحديث في القاعات والاجتماعات لا يجدي نفعا إذا لم يتبعه اتصال بالجماهير. و دعا مقري، في اتصال مع «الصباح»، إلى ضرورة المحافظة على وحدة المعارضة التي تجد نفسها مضطرة للتنسيق بينها قبل وبعد الانتخابات، باعتبار أن التغيير يفرضه تطور ميزان القوة بين المجتمع والنظام السياسي، وقال إن توحد المعارضة في زمن «المواجهة» بين الشعب والسلطة هو أحسن خدمة نقدمها لصالح الوطن واستقراره حين يزول الوهم بسبب ما يتوقع من توترات اجتماعية جراء الانهيارات الاقتصادية، يضيف مقري. الصباح بتاريخ 2 جويلية 2016